أكد عدد من المثقفين أنه برحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، فقد شعر العامية أحد أعمدته الكبيرة، مؤكدين أنه نقل هذا الشعر للشارع من خلال كلماته التى غناها كبار المطربين، وانحيازه التام للمواطن البسيط وقضايا وطنه. قال الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة، إن رحيل "الأبنودى" خسارة كبيرة لشعر العامية وحركة الغناء فى مصر والعالم العربى، وأضاف "أبوسنة" فى تصريح ل"بوابة الأهرام" أن عطاء "الأبنودى" وانحيازه فى مجال الشعر العامى والقصيدة العربية هو انحياز مرموق ويظل حياً ويصل ليضع الأبنودى فى مصاف الشعراء الكبار الذين أثروا الشعر العامى أمثال بيرم التونسى، وفؤاد حداد، وصلاح جاهين وسيد حجاب. وأكد "أبوسنة" أنه برحيل الأبنودى يتم طى صفحة مشرقة من صفحات الإبداع فى تاريخ الشعر العامى، لافتاً إلى أنه تجاوز بذكائه وإبداعه الحدود الإقليمية لوطنه مصر ليقتحم الحدود الإقليمية للوطن العربى. وأشار "أبوسنة" إلى بداية علاقته بالأبنودى التى بدأت منذ نصف قرن، موضحاً أنهما عملا سوياً بلجنة النصوص المركزية فى الإذاعة والتليفزيون، حيث كان "الأبنودى" يشيع البهجة والمرح بين أعضاء اللجنة. واستطرد أبوسنة: الأبنودى مثقف حقيقى يقرأ التراث العربى القديم والشعر الحديث واستطاع أن يكمل أدواته من خلال الدراسة المنهجية فى جامعة القاهرة. وتابع: نستطيع القول إنه صنع أسطورته الخاصة بذكائه وشجاعته فى المواقف، حيث انحاز للمظلومين وتبنى قضايا الفقراء والبسطاء ودفع ثمناً لذلك بالسجن فى الستينيات، لكنه ظل صوتاً مشرقاً رناناً فى أفق الثقافة المصرية والعربية. من جانبه، قال الناقد الدكتور يسرى العذب، إن الشعر المصرى فقد شاعراً نذر حياته لخدمة القضايا الأساسية التى واجهت واقعنا السياسى والاجتماعى خلال ما يزيد على نصف قرن. وأضاف أن الأبنودى واكب أحداثاً مهمة منها العدوان الثلاثى على مصر مروراً بمعركة بناء السد العالى ثم هزيمة 1967 ونصر 1973. وظل بما كتب من أغان غناها كبار المطربين وعلى رأسهم عبد الحليم حافظ ومحمد حمام يعمل على تثوير الواقع، ونقله إلى الأجمل وهى الرسالة التى وكل بها المبدعين الحقيقين فى تاريخ الإنسانية كلها. اما الأديب عبد الوهاب الأسوانى فأشار إلى أن الأبنودى برحيله سوف يترك فراغاً عظيماً كونه كان ملء السمع والبصر، مؤكداً أنه أول من نقل شعر العامية إلى الشارع بطريقة لم تحدث من قبل. ورأى "الأسوانى" أن الأبنودى كان الأقرب إلى الخطباء فى طريقة إلقائه للشعر ومن هنا استقطب جمهوراً عريضاً وهذا بالطبع لا يقلل من أهمية شعره. لافتاً إلى أنه كان ذا شخصية قوية عبر عن جميع الأحداث التى عاصرها على مدى عدة عقود. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :