"قضيت طفولة مشردة إلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خالية من أعباء الدروس الخصوصية، فكان لي متسع من الوقت لكي أتجول في حديقة الازهار الواسعة وأسيح مع الاسماك ماشاء لي الهوى.!! وإلى والدتي يرجع الفضل في اتجاهي إلى التأليف" .. هكذا وصفت أجاثا كريستي طفولتها ووالدتها التي كانت تحثها وتشجعها علي الكتابة والتأليف ،وبدأت بكتابة الروايات الرومانسية التي يموت معظم أبطالها حتي ذهبت بخيالها إلي كتابة رواية بوليسية وأصبحت من أشهر الروائيات العالميات في مجال كتابة الرواية البوليسية ،والتي نحيي ذكري ميلادها اليوم. ولدت أجاثا كريستي في 15 سبتمبر عام 1890 لأب أمريكي وأم إنجليزية ،وعاشت في بلدة ساوباولو معظم طفولتها ،تلقت تعليمها في المنزل بحسب العادات والتقليد في هذه الفترة وبعدها التحقت بمدرسة في باريس لتعليم الموسيقي والتدرب عليها ،وفي العشرينيات من عمرها عادت إلي انجلترا،وتقدّم لها عدد من الخاطبين الأثرياء والفقراء... رفضتهم جميعاً، حتَّى كان زواجها الأول من العسكري البريطاني "أرتشي كريستي" عام 1914 ومنه أخذت لقبها الذي لازمها طوال حياتها، ولكن زواجها منه فشل بسبب افتقادها الصحبة المشتركة. وفي عام 1930 تزوجت أجاثا كريستي من"ماكس مالوان" عالم الآثار المعروف بعد أن ألتقت به في إحدي سفراتها إلي الشرق حيث عاشت معه في سورياوالعراق عندما كان يقوم بابحاثه وكان عمرها إنذاك 39 سنة بينما كان عمره 26 سنة ، وقد أتاح لها زواجها هذا أن تزور معظم بلاد الشرق الأدنى والأعلى، فتجولت في بلاد الشام العراق ومصر وبلاد فارس ،ووفَّر لها هذا التجوال فرصاً ممتازة لكتابة أجمل رواياتها وقصصها المليئة بالأسرار، المفعمة بالغموض، المعتمدة ليس على مواقع الحدث في بلاد الشرق الساحرة فقط وإنما على خيال الكاتبة الجامح، أيضاً ولغتها المتدفقة السيالة وقدرتها الفريدة على ابتكار الشخصيات الغامضة والمثيرة وتحريكها عبر الرواية باتجاهات مختلفة تُذهل القارئ. وبالرغم من انتاجها الروائى الثرى الا ان أعمالها الروائية تعرضت لكثير من النقد من بعض المثقفين والكتاب والنقاد في مصر والعالم الذين يعتبرون أن أعمالها لا ترقى لان تصنف ضمن أكثر الاعمال الادبية قيمة وانها لاتتعدى مجرد قصص مسليه ومثيره، في حين يتبنى كتاب ونقاد أخرين رؤية أخرى مغايرة ترى فى روايات أجاثا كاتبة عمل أدبى كبير يستحق أن تنال عنها هذه الشهرة. في عام 1926 اختفت أجاثا كريستي لمدة عشرة أيام، وكان أن اشترك الشعب البريطاني في البحث عنها!! سواء مباشرة أو بمتابعة أخبارها، ولم يعرف أحد سبب ذلك الاختفاء المتعمد، لكن التكهنات عزت العملية إلى خوفها من فقدان والدتها أو تأثرها بفقدانها، لكن جانيت مورغان التي كتبت سيرتها عام 1985 أرجعت السبب إلى صدمة عاطفية كبيرة ولكن صدمتها تلك كانت الثانية، بعد صدمتها الأولى في إخفاق زواجها من "ارتشي كريستي"، الذى تزوجته عندما عاد إلى انجلترا وكانت فى العشرينييات من عمرها، وقد أخفت الكثير من ملابسات طلاقها وكذلك تفاصيل اختفاءها شأنها في كل قصصها ومن هول الصدمات فقد فقدت الذاكرة لدرجة أنها تركت سيارتها على الطريق وذهبت إلى إحدى الفنادق وكانت تسأل الناس من أكون إلى أن تعرف عليها أحد الأقارب. وأول رواياتها هي "رواية ثلوج على الصحراء" التي لم يقبلها أي من الناشرين ،وبعدها ألفت رواية أخرى وهي القصة الغامضة فى ستيلز التي ظهر فيها "هركول بوارو" المحقق للمرة الأولى وقد أدخلتها هذه القصة عالم الكتابة عندما قبلها أحد الناشرين بعد أن رفض ستة من الناشرين طباعة وتوزيع روايتها. وقد ألفت أجاثا كريستي العديد من الروايات البوليسية وحتى عام 1930 ومنها : " العدو الغامض عام 1922، والقتل على صلات عام 23، و الرجل ذو البدلة البنية عام 24، وأسرار المداخن عام 25، و ومقتل روجر أكريد عام 26، و الاربعة الكبارعام27 ، ولغز القطار الأزرق عام 28، ولغز الأقراص السبعة عام 28، وشكراء فى الجريمة عام 29، وجريمة فى بيت الكاهن عام 1930. يذكر ان أجاثا كريستي قد توفيت في 12 يناير 1976 عن عمر ناهز 85 عاماً.