حالة من الانزعاج انتابت المجتمع المصري خلال الأيام القليلة الماضية، على خلفية مشهد تعذيب الأطفال بأحد دور الأيتام بمنطقة الهرم. كشفت تلك الحادثة وغيرها من حوادث الاعتداء على أطفال دور الأيتام ودور الرعاية، حجم الإهمال في الكثير من تلك الدور؛ بسبب انعدام الرقابة الاجتماعية على القائمين على مثل تلك المراكز الاجتماعية، المنوط بها مسؤولة حماية الأطفال الأيتام، والتخفيف عنهم وتعويضهم عن رعاية وحنان الوالدين.. ولكن الواقع كان عكس ذلك، حيث زادت تلك الدور من معاناة الأطفال نتيجة الاعتداء غير الآدمي عليهم، ومعاملتهم معاملة غير إنسانية، تمثل في ذلك في الضرب المبرح والحرمان من الطعام أحيانا، والعقاب مقابل أتفه الأسباب. من أمثلة ذلك الإهمال حادث الاعتداء على أطفال دار أيتام مكة بمنطقة الطلبية بمحافظة الجيزة. كما شهدت إحدى دور الأيتام وفاة شاب نتيجة الإدمان، الشاب لم يتجاوز عمره الثالثة والعشرون. هذا الشاب يدعى إبراهيم صبحى الذى تزوج من إحدى فتيات دار الأيتام مات إصر تناوله لجرعة زائدة من المخدرات ..حيث تم نقله إلى مستشفى 6 أكتوبر العام ولم تفلح محاولات إسعافه، حيث لقي أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى. من جهتها علقت الدكتوره سهير حسن الدمنهوري، استاذة علم الانثربولوجي، بجامعة حلوان، على قضية الإهمال في دور الرعاية والأيتام، قائلة إن علماء النفس قاموا بعمل دراسات كبرى بصدد هذه المشكلة ونبهوا المسئولين عنها إلى أن مجتمعنا يظل متمسكاً بالسكون والركود تجاه هذه المشكلة. وأضافت قائلة "نحن نواجه قنبلة موقوته معرضة فى أى وقت أن تنفجر بالشعب المصرى". وأشارت الدمنهورى إلى أن الجمعيات الأهلية هى المتخصصة فى خدمة الأيتام ورعايتهم من الدرجة الأولى، مشيرة إلى ضرورة وجو رقابة مستمرة ومتابعة الوضع أولاً بأول من قبل الشئون الإجتماعية، ووزارة التضامن الاجتماعي، ووجود رقابة حقيقية على الجمعيات الأهلية على مستوى الجمهورية. وأشارت استاذة علم الانثربولوجي إلى أن ضمير كل إنسان مسئول مسئولية مباشرة ..بل وهو الفيصل تجاه تلك الأزمة التى تمر بها مصر. وأوضحت أستاذة الانثربولجيا أنه لا يوجد رقابة حقيقية فعلية على المجتمع ولا المسئولين على دور الأيتام بمصر. ونوهت الدمنهورى خلال تصريحات ل"الوادي" إلى أن الحل للخروج من هذه الأزمة هو تعيين عدد من المراقبين من قبل الشئون الإجتماعية على دور الأيتام وعلى الجمعيات الأهلية لمراقبة وضع الأيتام أولاً بأول. وأشارت الدمنهورى إلى أنها قامت من قبل بعمل زيارة مفاجئة لإحدى دور الأيتام بمصر الجديدة فوجدت أن تلك الدار تسمح فقط بإستضافة الأيتام فقط من الساعة السادسة مساء وتأمرهم بمغادرة الدار الساعة السابعة صباحاً..مشيرة إلى أنه طوال هذا الوقت يلازم الأطفال الشارع، متسائلة ماذا يمكن أن يحدث لهم؟!!