انطلقت قوافل دعوية اليوم الجمعة إلى محافظة قنا بتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر- وبإشراف ومتابعة الدكتورعباس شومان –وكيل الأزهر . حيث وجه الشيخ محمد زكي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية -، ورئيس القافلة ، السادة العلماء أعضاء القافلة الأزهرية بعد الحوار والمناقشة معهم إلى أهمية تبني الرسائل التالية: الرسالة الأولى: التذكير بفضائل شهر رمضان بما يحقق تأليف القلوب، وتوحيد الصف، والدعوة إلى العمل، ونبذ الخلاف والنزاع. الرسالة الثانية: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فلا وصول إلى ما وصل إليه الصحابة ومن تبعهم إلا بالانتصار على النفس، فمن انتصر على نفسه هيأ نفسه للانتصار على أعدائه. الرسالة الثالثة: استكمال محاولة الصلح بين طرفي النزاع بفرشوط . وقد قام بالفعل كل منهم بتوصيل هذه الرسائل من خلال خطبة الجمعة بالمساجد الذين اعتلوا منابرها اليوم . فقد أشار سيد عبدالنبي الأمين المساعد للثقافة إلى أن شهر رمضان معسكر إيماني دعانا إليه الحق جل وعلا لنكتسب من خلاله سلوكيات إيمانية في المعاملات والتشريعات، وكذلك هو تجديد للعهد مع الله عز وجل وعلى الإنسان العاقل ألا ينكث العهد مع ربه جل وعلا- ، وعلى المسلم أن يكتسب الكثير من جوانب العلم والمعرفة من خلال منابع هذا الشهر وروافده المتعددة كقرب المسلم من ربه، وصلته لرحمه، وبره بإخوانه، وإصلاحه بين الناس. - وأوضح سعيد عامر أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف- في خطبته التي ألقاها بمسجد السحالوه بعنوان" ثمرة الرحمة والتسامح والعفو" أن الحياة تحتاج الرحمة كما يحتاج الإنسان إلى الماء والهواء، والإسلام دين يدعو البشرية إلى أن يكونوا متراحمين متعاونين مع المسلمين ومع غير المسلمين، والرحمة سمت الصالحين و النجاة من التقاتل والإيذاء. وأوضح عبدالعزيز النجار مدير عام شئون المناطق بالمجمع أن العفو كان سببًا في دخول الكثير في الإسلام، وبالعفو- إن شاء الله تعالى يتحقق التواد والتراحم والتعاطف والصفح بين المتخاصمين والمتنازعين، ويصحبوا جسدًا واحدًا كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم- . - و أشار الشيخ محمد دردير محمد إبراهيم - مدير عام الإعلام- إلى أنه على المسلمين أن يتمسكوا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسل وأصحابه لينالوا الفضل الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم- من أن الملائكة تستغفر لهم في كل ليلة من ليالي رمضان، ويكون خلوف أفواههم يوم القيامة أطيب عند الله من ريح المسك، ويوفوا أجر الصائمين، ويكونوا من أصحاب الفرحتين، وهذا لا يتحقق إلا بالتخلق بأخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لينالوا هذا الفضل . - كما أوضح الشيخ خالد إبراهيم شلتح "مدير عام التوجيه" أن هذا الشهر حبل من حبال الله الممدودة لعباده رجاء أن تتحقق فيه تقواه سبحانه وتعالى، حيث جاء في كتابه هذا الرجاء في أكثر من موضع قرأني منها الصيام، فإذا كان هذا الرجاء متكررًا في كتاب الله تعالى فمعناه مباشرة أن حاجة الأمة إلى الأمناء والأتقياء في كل المجالات والتخصصات لا تقل عن حاجتها إلا العلماء المخترعين والمفكرين والتقنيين. - ومن جانبه أشار الشيخ مصطفى محمد سليمان - مدير عام وعظ القاهرة- إلى أن رمضان شهر التجارة مع الله بقواعد وأركان التجارة التي يعرفها البشر، يربح فيه من يربح، ويخسر من يخسر، ولا يربح إلا من كانت تجارته متوافقة مع مراد الله عز وجل، إذ هو جل جلاله أحد طرفي هذه التجارة، ولا بد أن يكون راضيًا عن سلوكيات وأفكار من يتاجر معه. - وأضح هاني عودة عواد - عضو المكتب الفني للدعوة والإعلام الديني- أن شهر رمضان شهر العطايا والهبات، وأن هذا العطايا لا تنال بالتمني دون العمل والأخذ بالأسباب، فمن أراد الوصول إليها فلا بد أن يعمل من أجلها ليكون من أهلها، الذين غيروا من أنفسهم بما يحقق الوصول إليها، قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فعلى المسلم أن يغير من نفسه ومن واقعه ما يتنافى مع أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم-، ويهجر ما حرم الله ليظفر بعطاء الله. - كما أوضح الشيخ عبدالحميد عبدالحميد السيد- عضو المكتب الفني للدعوة والإعلام الديني- أنه لا خلاص مما ظهر ويظهر من فتن وشرور إلا بالإخلاص الذي دعا إليه ربنا فقال ) :فاعبد الله مخلصًا له الدين) هذا للفرد، وللجميع قال تعالى:( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)، وكما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : " طوبى للمخلصين الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا أولئك هم مصابيح الهدى تنجلي عنهم وتنجلي بهم كل فتنة ظلماء"، كما أن أفراد هذه الأمة لا ينالوا الرضا من الله إلا به. - وأشار الدكتور حسن إبراهيم يحيي عضو المكتب الفني للدعوة والإعلام الديني- إلى أن شرائع الإسلام وآدابه جاءت معتبرة الفرد جزءًا لا ينفصل عن كيان الأمة، وعضوًا لا ينفك عنها، وجاء الخطاب الإلهي مؤكدًا لهذه المعاني قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، ودعا فضيلته إلى نبذ العنف والخلاف، وتوحيد الصف والعفو والصفح فهذه المعاني الكريمة هي التي يجب أن تخرج من إطار النظريات إلى التفعيل.