عشرة شهور فقط هى الفارق ما بين الولاياتالمتحدةالأمريكية التى كانت تضع هذا الرجل أبومحمد الجولانى على قائمة الإرهاب وترصد مكافأة لمَن يأتى به أو يدل على مكان إقامته،...، وبين الولاياتالمتحدة نفسها التى تستقبل هذا الرجل ذاته، الذى تسمى باسم آخر وهو أحمد الشرع وأصبح رئيسًا للدولة السورية. هى نفسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو نفسه أبو محمد الجولانى، الذى أصبح الرئيس السورى أحمد الشرع بعد أن كان حتى ديسمبر 2024 الرئيس الفعلى والكادر الرئيسى فى قيادات هيئة تحرير الشام. المُتغيرات التى جرت خلال العشرة شهور الماضية هى متغيرات كبيرة، ففى بداية ديسمبر من العام الماضى 2024، كان أبو محمد الجولانى على رأس مجموعة من الميليشات والجماعات المسلحة قامت فجأة باجتياح سريع وغير مُتوقع للمحافظات والمدن السورية. أسفر الاجتياح عن سقوط سريع ومتوالٍ لسوريا كلها. وعلى الجانب الأمريكى سارعت الولاياتالمتحدة للإعلان عن أنها فوجئت بما جرى ويجرى فى سوريا، وذكرت أنها لن تتوقف كثيرًا فى حكمها على الأحداث هناك، عند كون قائد الإدارة الجديدة هو الجولاني، الذى كان مطلوبًا للاعتقال بوصفه إرهابيًا، ولكنها تهتم فقط بتوجهاته وأعماله وقراراته كقائد للإدارة الجديدة فى سوريا. وبالفعل سارعت بإلغاء طلبها المُسبق بإلقاء القبض عليه ورصدها لمبلغ عشرة ملايين دولار لمَن يدلى بمعلومات عنه تؤدى لاعتقاله. ومنذ ديسمبر 2024، شاهدنا وتابعنا تطورات متسارعة فى العلاقات بين سوريا الشرع وإسرائيل، كان أبرزها قيام إسرائيل بتدمير كافة المنشآت والقواعد العسكرية السورية، واحتلال العديد من المواقع فى سوريا، دون تحرك أو رد فعل دفاعى من القوات السورية. وخلال تلك الشهور العشرة، سمعنا وشاهدنا الرئيس السورى الشرع، يؤكد عدة مرات أنه لا يسعى إلى العداء مع أحد ولكنه يمد يده للسلام مع الكل. والآن.. وبعد عشرة شهور فقط، نشاهد الشرع ضيفًا على الرئيس ترامب بالبيت الأبيض بواشنطن.. وسبحان مُغَيِّر الأحوال.. ففى السياسة لا شىء يبقى على حاله وكل المتغيرات واردة.