"نور الدين": اقترحنا على الرئيس تشكيل لجنة خبراء للحشد الدولي مغاوري شحاته: الحوار بين مصر وإثيوبيا أصبح إعلاميا.. ويجب التفاوض طبقا لقواعد وأسس علمية لازالت أزمة سد النهضة الأثيوبي قائمة رغم كافة المحاولات والجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر لإنهاء هذا الملف علي مدار الشهور الماضية، وهو ما أصبح يثير المخاوف لدي المصريين سواء مواطنين أو مسئولين من عدم التوصل لحل سريع يرضي جميع الأطراف ويحافظ على الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل. "الوادي" حرصت علي الاستمرار في استطلاع أراء الخبراء في مجال الموارد المائية والري، لبحث الحلول الممكنة لتلك الأزمة، حتى لا تعاني مصر من عجز او نقصان في مياه النيل خلال الفترة القادمة. في البداية، قال الدكتور نادر نور الدين، الخبير الدولي في الموارد المائية والري وأستاذ المياه بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا تريد أن تبث اليأس في مصر من خلال تصريحاتها، مؤكدا أنه لا يمكن لدولة مصب أن تبني سدا علي نهر مشترك، لافتا إلى أن تقرير مفوضية حوض النيل الأخير يكشف أن هناك 74% من سكان إثيوبيا يتمتعون بالكهرباء علي عكس ما تدعيه اثيوبيا بأن 20% فقط هم المستفيدون. وأكد "نور الدين" في تصريحات خاصة ل"الوادي"، أن إثيوبيا قالت إن سكان العاصمة الإثيوبية هم الذين يحتاجون الكهرباء، متسائلا: "لماذا يريدون بناء السد علي الحدود طالما أن الذين يحتاجون الكهرباء بعيدا عن الحدود؟"، فيما أوضح أن الهدف الحقيقي من وراء ذلك هو ملاحقة المياه عند الحدود لتخزينها ومصادرة مياه النيل، لافتا أن الهدف الرئيسي من بناء السد هو تخزين المياه وليس توليد الكهرباء. وأضاف أستاذ المياه بجامعة القاهرة، أن إثيوبيا تريد أن تصادر الكهرباء وتتاجر بها علي حساب مصر، وأن السد لا يحتمل هذا الحجم من المياه، مشيرا إلى أن ما تفعله إثيوبيا يظهر الفكر العدواني تجاه مصر، حيث لا يمكن الصمت على خسارة 75% من حصة الدولة المائية. وأشار "نور الدين"، إلي أن وزارة الخارجية المصرية قررت أن تضع خطة للتحرك الدولي في أمريكا والاتحاد الاوروبي، وعقد ندوات ودراسات في تلك الدول، وأنه تم الاقتراح علي رئاسة الجمهورية بتشكيل لجنة من خبراء مياه وقانونين وإعلاميين ودبلوماسيين للتحرك بأقصي سرعة في الاتحاد الاوروبي للحشد الدولي، وإظهار القضية للرأي العالمي وكشف ما تقوم به اثيوبيا من غش وخداع تجاه مصر -بحسب تعبيره-. وأوضح "نور الدين" أن هناك دراسة أمريكية من جامعة كاليفورنيا، أكدت مدي خطورة سد النهضة علي تدفق المياه الي مصر، بجانب عدم شفافية إثيوبيا وخداعها في الإعلان عن عدد سنوات ملء خزان البحيرة التي يبلغ حجمها 74 مليار متر مكعب من الماء بخلاف 22 متر مكعب ستفقد بالرشح العميق من قاع البحيرة و3 مليار بالبخر، فاذا ملئتها علي مدار 3 سنوات فسيقل حجم نصيب مصر من المياه بمعدل 25-33 مليار متر مكعب سنويا. من جانبه، قال الدكتور مغاوري شحاته، الخبير العالمي في المياه، أن الحوار بين مصر وإثيوبيا الآن اصبح حوار إعلامي أكثر منه حوار فني وتفاوضي، وأصبح كل طرف يتحاور إعلاميا مع الطرف الآخر، مؤكدا أن الأمر أصبح اكثر تعقيدا، حيث أن هناك طرف عازم علي أنه لايوجد ضرر، والآخر يري انه سيقع عليه ضرر. وأضاف "شحاته" في تصريحات خاصة ل"الوادي"، أنه يجب الأن التفاوض طبقا لقواعد وأسس علمية للسدود والمنشآت المائية وحوار فني وعلمي، وتشكيل لجان مكونة من خبراء المياه ، لمناقشة التصميم الفني للسد والعودة الي التصميم القديم لتكون سعة السد التخزينية 14 مليار متر مكعب من المياه. وأكد " شحاته"، أن وزارة الخارجية تتحرك الآن في المحافل الدولية لحل الأزمة بشكل دبلوماسي، وضرورة اللجوء الي دول وسيطة عدا السودان لأنها في موقف المستفيد من بناء السد.