نظم المجمع الإعلامي بشبين الكوم محافظة المنوفية اليوم الأربعاء ندوة بعنوان "سد النهضة والآثار السلبية وكيفية تلافيها"، وذلك بقاعة المؤتمرات الكبرى بالمجمع بحضور الدكتور مغاوري شحاتة خبير المياه ورئيس جامعة المنوفية الأسبق ومنى المليجي، مدير المجمع. وأكد الدكتور شحاتة - خلال محاضرته - أن مصر تحتاج لكل مفكر فيها للبحث عن حلول وحقائق علمية للأزمة الراهنة وألا تكون تلك الحلول قائمة على سبيل الأحلام، مشيرا إلى أن إسرائيل لها دور بارز في سعي إثيوبيا لبناء سد النهضة للحصول على حصص من المياه بما لا يقل عن 2 مليار متر مكعب. وقال "شحاتة" إن حجم الأمطار تصل إلى 1700 مليار متر مكعب وتستفيد مصر بنحو 55.5 مليار متر مكعب والسودان 18 مليار متر مكعب وإثيوبيا تكون لها الحصة الأكبر بمقدار 936 مليار متر مكعب في السنة طبقًا لإحصائية منظمة الفاو. وأكد الدكتور مغاوري شحاتة أن هناك مغالطة في الحسابات لحصص المياه والدليل على ذلك أن إثيوبيا بها 12 حوضا مائيا بهم 200 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تدعي أن تلك الحصص تكون من نصيب مصر والسودان وهذا ادعاء كاذب. وقال إن إجمالي السدود على النهر في إثيوبيا يبلغ 34 سدا تم اقتراحها بمعرفة مكتب الإصلاح الأمريكي عام 1964 وهو هيئة حكومية بقصد تنمية إثيوبيا بشكل إجمالي منها سدود لتوليد الكهرباء وأخرى للري والزراعة. وكشف الدكتور مغاوري أن إثيوبيا نفذت مشروعات تخص 13 سدا وهذا السد (سد النهضة) هو السد رقم 14 ولم تعترض مصر في السابق على إقامة إثيوبيا للسدود ال 13 الإثيوبية لأن الضرر لم يكن جسيما ولكن من المؤكد في الوقت الحالي أن هناك تأثيرا بالفعل لسد النهضة على مياه نهر النيل في مصر وفي السودان أيضا. وأكد أن أهم المشاكل التي تخشاها القاهرة تتركز في المرحلة الأولى هي المدة التي ستستغرقها عملية تخزين مياه النهر خلف سد النهضة، والمرحلة الثانية هي مرحلة التوقيع على ما أصبح يعرف باتفاق عنتيبي وهو اتفاق يرفض الاعتراف بحصص المياه بل يسعى لتقليص حصة مصر الحالية التي لا تكفي البلاد أصلا، أما المرحلة الثالثة من المشاكل التي ستواجهها مصر فتتعلق باعتزام دول أخرى على منابع النيل إنشاء سدود مماثلة. كما أكد أن المسألة برمتها تجعل مصر في موقف حرج جدا ويجعلها أمام خيارات صعبة وعلى رأسها الموافقة على سد النهضة بما يحمله من مخاطر ولن يكون سد النهضة وحده بل ستكون هناك سدود أخرى مثل سد مندايا وكرادوبي ومابال وبعد ذلك ستقوم دول المنابع الأخرى بإنشاء سدود.. وطالب الدكتور مغاوري شحاتة بضرورة تكثيف التعاون الفني مع دولة جنوب السودان للاستفادة من 30 مليار متر مكعب من المياه يتم إهدارها في المستنقعات والتحرك المصري الفعال على المستوي الدولي لتوضيح المخاطر على موارد مصر المائية وبحث التوقيع على الاتفاق الإطاري لمبادرة حوض دول نهر النيل مع تسجيل تحفظات على نقاط الاختلاف وإعادة دراسة وتصنيف المشروعات المقترحة لمبادرة حوض النيل وربطها وتأثيرها على مصر ودول الحوض والبدء في ترشيد استهلاك المياه في مصر لتوفير13 مليار متر مكعب سنويا لتغطية العجز المتوقع وضرورة العمل على توفير الكميات الهائلة التي يتم إهدارها من المياه سنويا بسبب سوء الاستخدام التي تصل إلى 13 مليار متر مكعب منها 10 مليارات من مياه الري و3 مليارات من مياه الشرب.