شهادة «المعتقل» إسلام أبو غزالة: أحد الزبانية سأل محتجزا عن لاصقة على صدره فقال أنها مكان عملية جراحية.. فانهال عليه بماسورة مياه «الحرية للجدعان» تطلق حملة «ادعموهم» لتوثيق الشهادات عن التعذيب وتطالب بإرسال فاكسات بها للنائب العام والقومي لحقوق الإنسان نددت حملة «الحرية للجدعان»، بنقل الزميل الصحفي كريم البحيري وزملائه المعتقلين من معسكر الأمن المركزي، إلى سجن وادي النطرون، وقال إن التصور بأن التعامل معهم سيكون أفضل بالسجن عنه فى معسكرات الأمن المركزي، تصور خاطئ ويتجاهل الشهادات عن وقائع التعذيب داخله. وأضافت الحملة، في بيان لها اليوم، أن شهادة المعتقل إسلام أبو غزالة المتحجز في سجن وادي النطرون تثبت أن حال المعتقلين لن يكون أفضل بنقلهم. ونشرت الحملة جزء من شهادة أبو غزالة والتي قالت بها: "أحدنا يضع لاصقاً طبياً على صدره، فسأله أحد الزبانية ما هذا؟ فأجاب بأنها عملية جراحية، فانهال على مكان العملية ضرباً بماسورة المياه دون رحمة فى مشهد يوصف حقد قلوبهم،هذا المشهد الوحشي هو جزء بسيط من شهادة المعتقل إسلام أبو غزالة عن ما يحدث في سجن وادي النطرون " . وطالبت الحملة بالتحقيق في ما يحدث في سجن وادي النطرون من انتهاكات لأبسط حقوق الإنسان وهو الحق في سلامة الجسد وبتمكين المحامين والمنظمات الحقوقية من زيارة السجن للتأكد من أوضاع المعتقلين داخله. من جهتها، قالت «باغو» المنسقة لحملة الحرية للجدعان ل«الوادي» إنهم يرفضون نقل المعتقلين لسجن وادي النطرون، مؤكدة أن الشهادات الواردة من داخل السجن كشفت عن تعرض المحتجزين للتعذيب، وهو ما يعني أن الغرض من نقلهم هو إبعادهم عن القاهرة. وأضافت باغو أنهم يجهزون الآن لحملة «ادعموهم» لتوثيق شهادات المعتقلين عن التعذيب وحث الناس لإرسال فاكسات بهذه الشهادات إلى النائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان، موضحة أن هذه الخطوة ستكون بدلاً من المظاهرات في الفترة الحالية بسبب قانون التظاهر . وأوضحت أن وفد من الحملة كان قد التقى وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان وسلمهم شهادة كلاً من كريم البحيري عن وقائع تعذيبه بالمعسكر وشهادة إسلام أبو غزاله عن وقائع التعذيب الوحشي الذي تعرض له بسجن وادي النطرون. يذكر أن وزارة الداخلية بدأت منذ أيام في نقل المعتقلين من معسكرات الأمن المركزي لسجن وادي النظرون. جدير بالذكر أنه تم نقل 70 معتقلا بينهم الصحفي كريم البحيري من معسكر الأمن المركزي في الكيلو عشرة ونصف إلى سجن وادي النظرون. وأعادت الحملة نشر شهادة إسلام أبو غزاله والتى نشرت 13 فبراير الماضى ولم يتم التحقيق فيها -كما ذكرت الحملة في بيانها- . شهادة إسلام أبو غزالة : "وصلنا الثالثة عصراً، نزلنا من سيارة الترحيلات ففوجئنا بعدد هائل من الضباط والأمناء والجنود والمخبرين من زبانية النظام يستقبلوننا بجميع الألفاظ القبيحة، وفى أيديهم عصى وخراطيم وأحزمة ومواسير مياه فى مشهد منه تضطرب القلوب وتذهب الأذهان وترتعد الأبدان. انهالوا علينا ضرباً بطريقة وحشية بكل موضع ينالوه من أجسادنا. أجلسونا كأسرى حرب بجانب الحائط بعضا فوق بعض، مع استمرار الإهانات والتعذيب من زبانية النظام." كانت هذه هي البداية فقط، وسرعان ما تصاعد مسلسل التعذيب الوحشي: "أدخلونا مكان مساحته قرابة 1.5 متر مربع لتبدأ مرحلة جديدة من التعذيب. وجدنا مجموعة أخرى من زبانية النظام معهم جميع أدوات التعذيب وألهبونا بها. أخلعونا ملابسنا وجردونا من كل شيئ وسط طوفان من السادية القذرة والاستمتاع بتعذيبنا بدنياً ونفسياً. أوقفونا كأسرى حرب وجوهنا للحائط وأيدينا مرفوعه لأعلى. التعذيب والسباب مستمر مع أمرهم بعدم النظر لوجوههم. انضمت فرقتا الزبانية إلى بعضهم ليستمروا فى شذوذهم الفكرى وانتهاك واضح للإتفاقيات الدولية والقوانين المحلية لحقوق الإنسان. في رحلة الزحف على البلاط كانوا ورائنا بالعصي والأحزمة ومواسير المياه يلهبون ظهورنا حتى تسرع زحفاً. استمر الزحف لمسافة 500 متراً وسط سيل من التهديدات والضرب والشتائم ... لم يفرقوا بين شاب وكهل، بين معافى ومصاب". "ادخلوا منا 40 معتقلاً – تم تعذيبهم – زنزانة لا تصلح لإنسان، تعج بالحشرات الطائرة والزاحفة مختلفة الألوان والأشكال والأنواع، بدون أسرة، أرض بدون فراش ولا غطاء ولا نملك سوى هذه البدلة الخفيفة العفنة على أجسادنا فى جو قارس البرودة، الشفاتان تعمل لتدخل الهواء من كل جانب ،الحمام غير صالح، المياه دائمة الإنقطاع".