بالتزامن مع فعاليات معرض الكتاب، صدرت عن دار ميريت القاهرة طبعة ثانية، مزيدة ومنقحة، من كتاب (خيانات الإخوان المسلمين.. فقه التلوّن)، للزميل الكاتب الصحفي محمد طعيمة. الكتاب يشتبك مع الظاهرة الأصولية عامة والإخوانية خاصة من واقع ممارستها الواقعية "الحدثية"، بما لهذه الممارسة من سياقات تاريخية تعود جذورها إلى بدايات، وتراكمات، ما يراه المؤلف "خطفاً للإسلام" سواء في نسخته الوهابية أو الإخوانية، مستشهدا بوقائع ومصادر موثقة تدعم رؤيته. يوثق المؤلف دور الغرب ك"راسم" لخرائط الخليج العربي في دعم التفسيرات المشوهة للدين ليعيق بها تطور المجتمعات المسلمة، ويسهل نهب ثروتها وتقيدها عن منافسته، فحتى لو كانت الدول/ الأسر الحاكمة "التي رسمها" ترعى شعارات معادية له دينياً، فسياساتها تصب في النهاية بخزائنه. ويرصد المؤلف، بأسلوب سردي، موقف جماعة الإخوان المعادي تاريخياً لأماني الشعوب العربية، وفي قلبها المصريين، في التحرر والتقدم وتحالفها الدائم مع السلطة، أيا كانت، منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى سياقات الربيع العربي، وصولا صدامهم مع الوطن الأم، مصر، بأكمله، خلال عام حكم الإخوان، وبعد عزل رئيسهم محمد مرسي، وكراهيتهم الفطرية للدولة المصرية ومؤسساتها، ودائماً لصالح الغرب، وإسرائيل. يخصص المؤلف فصلا للتعصب "القبطي" الموازي ك"رد فعل" على ما رصده في فصل أخر من اضطهاد تعرضوا له، نتيجة "تهجير" دماغ قطاع واسع من الأغلبية المسلمة إلى الوهابية وتخومها، متهماً هنا عناصر تزعم الإعتدال، مثل يوسف القرضاوي، بعنصرية موقفها من المسيحي المصري مقارنة بالمسيحي الأمريكي في العراق والخليج. وهو في كل ما سبق، ورغم إنطلاقه "غالباً" من الواقع المصري، يفتح زوايا النظر دائماً ليربط، في كل فصول كتابه، بين خيوط الظاهرة الإخوانية في العالم العربي كله.. والمهجر، مستنداً ل "أممية" دوعتهم. طارحاً وقفات خاصة عند: حماس، الوهابية، الأردوغانية، إخوان السودان، إسلاميو الصومال. وعند شخصيات مثل عبد المنعم أبو الفتوح، محمد سليم العوا، وطيب رجب أردوجان، يوسف القرضاوي، وجدي غنيم. غير انه ينظر للأمام ببعض التفاؤل، متوقفاً عند ما يراه "أملاً" سواء في صلابة النسيج الإجتماعي رغم ما حاق به من تشوهات، مستشهدا هنا ب"حي شبرا" القاهري العريق كنموذج لمصر "مُتعايشة مع تنوعها". أو تطورات "الفقه العربي" التقدمية، كما في حالة اللبناني حسين فضل الله. يذكر ان طعيمة صدر لة من قبل (جمهوركية أل مبارك)، ط (1) ديسمبر 2005.. ط (5) ديسمبر 2010