صدر عن دار العين بالقاهرة كتاب (فقه التلوّن.. طِروادات الإخوان وآل سعود)للصحفي محمد طعيمة الذي يشتبك مع الظاهرة الأصولية عامة والإخوانية خاصة من واقع ممارستها الواقعية "الحديثة"، بما لهذه الممارسة من سياقات تاريخية تعود جذورها إلى بدايات، وتراكمات، ما يراه المؤلف "خطفاً للإسلام" سواء في نسخته الوهابية أو الإخوانية مستشهدا بوقائع ومصادر موثقة تدعم رؤيته. ومحمد طعيمة، كاتب صحفي بصحيفة العربي الناصري وأول مسئول عن تحرير الموقع الالكتروني لحركة " كفاية " وصدر له من قبل (جمهوركية آل مبارك) في خمس طبعات بمقدمة للكاتب الكبير صنع الله ابراهيم. يوثق الكتاب دور الغرب، ك"راسم" لخرائط الخليج العربي في دعم التفسيرات المشوهة للدين ليعقبها تطور المجتمعات المسلمة، ويسهل نهب ثروتها وتقيدها عن منافسته، فحتى لو كانت الدول، الأسر الحاكمة "التي رسمها" ترعى شعارات معادية له دينياً، فسياساتها تصب في النهاية بخزائنه. ويرصدالمؤلف، بأسلوب سردي، موقف جماعة الإخوان المعادي تاريخياً لأماني الشعوب العربية، وفي قلبها المصريين، في التحرر والتقدم وتحالفها الدائم مع السلطة، أيا كانت، منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى سياقات الربيع العربي، ودائماً لصالح الغرب، عبرالرياض.. ومن بعد عبر الدوحة أو أنقرة. ومن الممارسات العملية للجماعة في مختلف الدول العربية يحلل تناقضاتها تجاه القضاياالمصيرية وحتى اليومية والثقافية، التي تنفي إنها تتحدث باسم إسلام واحد، لينتهي إلى آن الإخوان تخرج من جعبتها دائماً "إسلامات وإخوانات" تتلوّن وفق مصلحتها، من المرأة (لها فصل كامل) راصداً التراجع الذي شهدته حقوق المصريات مقارنة بتاريخها الفرعوني وبمحيطها العربي، وصولاً إلى الحريات الشخصية والموقف من السياسات الغربية، كما يكشف ما يراه "تناقضاً سلوكياً" داخل الجماعة ذاتها، سواء من حيث اتساقها ما تعلنه من قيود للحريات الشخصية أو الفساد المالي والإخلاقي. يخصص المؤلف فصلًا للتعصب "القبطي" الموازي ك"رد فعل" على ما رصده في فصل آخر من اضطهاد تعرضوا له، نتيجة "تهجير" دماغ قطاع واسع من الأغلبية المسلمة إلى الوهابية وتخومها، متهماً هنا عناصر تزعم الاعتدال، مثل يوسف القرضاوي، بعنصرية موقفها من المسيحي المصري مقارنة بالمسيحي الأمريكي في العراق والخليج. وهوفي كل ماسبق، ورغم انطلاقه "غالباً" من الواقع المصري، يفتح زوايا النظر دائماً ليربط، في كل فصول كتابه، بين خيوط الظاهرة الإخوانية في العالم العربي كله..والمهجر، مستنداً ل "أممية" دعوتهم، طارحاً وقفات خاصة عند: حماس، الوهابيةالسعودية، الأردوغانية، إخوان السودان، إسلاميو الصومال. غير أنه ينظر للأمام ببعض التفاؤل، متوقفاً عند ما يراه "أملاً" سواء في صلابة النسيج الاجتماعي رغم ما حاق به من تشوهات، مستشهدا هنا ب"حيشبرا" القاهري العريق كنموذج لمصر "مُتعايشة مع تنوعها"، أو تطورات"الفقه العربي" التقدمية كما في حالة اللبناني حسين فضل الله، وتنظيمياً من خلال ما يراه من آفاق انفتاح وتعايش مع الآخر، لدى فئات من جماعة الإخوان نفسها، انشقت عنها وتمهد لما يراه البعض "أردوغانية مصرية"، بينما يُصر المؤلف على أنها عودة لما يسميه علماء اجتماع ب"الإسلام المصري"المنفتح على طبقات حضارة وادي النيل المتعاقبة.