«فقه التلون.. طِروادات الإخوان وآل سعود»، عنوان الكتاب الصادر حديثا للكاتب الصحفي الزميل محمد طعيمة، عن دار العين للنشر والتوزيع، تحت إشراف فاطمة البودي، مديرة الدار. يدور الكتاب حول التوظيف النفعي للإسلام، لخدمة مشاريع وأهداف سياسية بحتة سواء من خلال جماعات منظمة كجماعة الإخوان المسلمين، أو من خلال أنظمة سياسية عربية كاملة، فخلال الثلث الأخير من القرن التاسع عشر والثلث الأول من القرن العشرين، تنافست ثلاثة مشاريع على حكم جزيرة العرب العائمة على النفط: آل رشيد/ حائل، آل سعود/ نجد، الهاشميون/ الحجاز. وهي كلها تدور في فلك الغرب، ومن عاصمته المركزية حينئذ، لندن، تأتي عطايا وأسلحة شيوخها. كلها ترد شرعيتها لشعارات دينية، الفارق الوحيد بينها في "مفهوم" الإسلام الذي تريد السيطرة به. اختفت دولة آل الرشيد، وتم تعويض الهاشميين ب"اختلاق" إمارة شرق الأردن ك"كيان وظيفي"، وشارك إخوان البنا في حماية سنواتها الأولى عبر (عبد الحكيم عابدين) زوج شقيقة البنا وسكرتير عام الجماعة، وستصبح الجماعة شريكة في الحكم حتى "تحور" دور ابنتها (حماس)، مع إعلان الشاعر محمود درويش "مدنية" الميثاق الوطني الفلسطيني. انحاز الغرب لبقاء وتوسع المشروع السعودي الوهابي.. الأكثر عداوة لثقافته، لكنه "عملياً" يستدرج المسلمين نحو مزيد من التخلف. انحاز، خالق الخرائط، لدولة يُلهينا خطابها الديني بعداء "الغرب الصليبي"، بينما سياستها تصب في خزانة "الغرب الناهب". خطاب، بتنوعاته، لا يتوقف عن محاولة "كعبلتنا" فعصام العريان، القيادي الإخواني البارز، والذي صُدّر كوجه مدني يُلقن قبيلة الإخوان، في المنوفية بدلتا مصر، بعد ثورة يناير أن "تدمير مصر بدأ مع محمد علي". ويوضح المؤلف في كتابه أن "مع تلوّن أطيافهم المتنوعة، يكتسب الدين ونصوصه.. مرونة "المطاط"، حسب المصلحة. إنه "التوظِيف"، هكذا رأينا "المحامي" سليم العوا "يوظِف" الإسلام في دفاعه عن منير غبور في إحدى قضايا فساد ما بعد ثورة يناير، وقبلها محاولته "توليع" مصر بحدوتة "أسلحة الكنائس"." أما الجذور، التي يرصدها المؤلف في محاولته لتتبع فكرة التوظيف، توظيف الدين ونصوصه، فهي أقدم من نزول (حسن البنّا) يداً بيد مع جلاد الشعب (إسماعيل صدقي) يوم 21 فبراير 1946، لميدان (قصر النيل/ التحرير) ضد الحركة الوطنية، ووقوف زعيم طلبة الإخوان (مصطفى مؤمن) رافعاً إياه لمصاف الأنبياء: "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا". والفروع أبعد من الصفقة التي رحبوا بها، فبراير 2011، مع نائب مبارك (عمر سليمان)، بينما الشباب يُقتلون في ذات الميدان.. وأفشلها عبد المنعم أبو الفتوح. يقول المؤلف في مفتتح الكتاب "هم يذكروننا دائماً بأداء العبقري (حسن البارودي) في فيلم (الزوجة الثانية): "وأطيعوا الله وسوله وأُولي الامر منكم". حيث كان "يُشَرْعِن" اغتصاب زوجة، أما هم.. فأساتذة "شَرْعِنة" ما أسماه المفكر الجزائري الراحل (مالك بن نبي).. فكر "الاستدراج.. للتركيز على قضايا جانبية وإدارة الظهر للقضايا الأساسية وللتوجهات الكبرى، ليعطّل أو يوقف تطور المسلمين".. و"نظل بين فكّي الاستعمار أو القابلية للاستعمار".