صدر حديثا عن دار مدبولى للنشر، كتاب بعنوان "حسن البنا الذى لا يعرفه أحد" للكاتب حلمى النمنم. الكتاب الذى يقع فى 257 صفحة، هو بمثابة قراءة جديدة لحسن البنا كما يقول الكاتب فى مقدمته وجاء محاولة منه للبحث عن الوجه الآخر للبنا، ليس وجه الأسطورة التى صاغها الأتباع والدارسون من جانب أو الخصوم والكارهون من جانب آخر فكل منهم لديه أسطورة خاصة بحياة ومسيرة حسن البنا وتأتى هذه النظرة الحيادية فى التناول كما يشير النمنم لأن البنا أولا وأخيرا إنسان بقدرات خاصة ومكونات ثقافية محددة فى لحظة زمنية من تاريخ مصر مجتمعا ودولة وتاريخا.. لحظة متأزمة بالاستعمار الأوروبى والفقر والتأخر. ويؤكد النمنم على أنه تمسك بحيادية مشاعره فى الكتابة عن البنا فلم يتعاطف معه أو يحبه مثل الأمام محمد عبده وغيره، ولم ينتقده أو يهاجمه كما فعل مع بعضهم، مضيفا أنه أيام الجامعة كان دائما ما يلاحظ حب الإخوان الذى يصل إلى حد التقديس لمرشدهم حسن البنا، والدليل على ذلك سجلات الإنتاج العملى ومؤلفات الإخوان أنفسهم التى لم يكن من بينها كتابا واحدا عن حياة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا كتابا ذا قيمة عن أبى بكر الصديق أول الراشدين والذى لولاه لتبدد الإسلام بعد وفاة النبى وكذلك الحال بالنسبة لعدد من الشخصيات الهامة والمؤثرة هذا مقابل إصدارهم لعدد كبير من الكتب والدراسات عن حياة البنا وسيرته. وأبدى المؤلف تعجبه واندهاشه من موقف جماعة الإخوان المسلمين الآن وإصرارهم على السير فى الطريق الخطأ الذى اعترف به البنا فى نهايه أيامه عندما تمنى أن تعود به الأيام ويعد مائتين من الشباب فى الدين ويتجنب تماما طريق السياسة. يسرد النمنم فى كتابه نشأة البنا والظروف المحيطة التى ساعدت فى تكوين شخصيته، ولم تخل فصول الكتاب من الإشارة إلى سمات البنا السياسية وعلاقته بالملك فاروق وحرب فلسطين وغيرها، ويحوى الكتاب 13 فصلا وهم: صعوبة الكتابة عن حسن البنا، أول لائحة تستبعد السياسة نهائيا وفى الثانية صارت السياسة الأصل، التكفير فى تعاليم المرشد، طريق الدم، حرب فلسطين، القمص ودولة عم حسن، الجميل السعودى، إلى السفارة الأمريكية، حسن البنا والملك فاروق، نقيض الأفغانى ومحمد عبده، أنا الدعوة والدعوة أنا، من الشهيد ومن القتيل، والغرق فى بحيرة العسل.