عائلة المقرحي تريد الطعن على حكم إدانته رغم وفاته.. وصحف غربية: أمريكا تجاهلت أدلة ضد إيران لتحسين العلاقات معها إحياء للذكرى الخامسة والعشرين لحادثة تفجير لوكيربي، التي راح ضحيتها 270 شخصًا، سيجري عقد عدد من مراسم التأبين في كلٍ من المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة، والي توافق ذكراها 21 ديسمبر. وتقام واحدة من هذه المراسم في قرية لوكيربي، الواقعة جنوبي اسكتلندا والتي وقع في سمائها الحادث، بينما تقام مراسم أخرى أيضا في كنيسة ويستمينستر في العاصمة البريطانية لندن، وأخرى أمام النصب التذكاري في مقبرة آرلينغتون الوطنية بالعاصمة الأمريكيةواشنطن. كان الحادث قد وقع في الحادي والعشرين من ديسمبر/كانون الأول 1988، حيث انفجرت الطائرة بوينغ 747 التي كانت تحمل رقم الرحلة 103 لشركة "بان أمريكان"، بعد حوالي نصف ساعة من إقلاعها من لندن متجهة إلى نيويورك. وأدى ذلك التفجير إلى مقتل 270 شخصاً هم كل ركاب الطائرة وعددهم 243، ومعظمهم من الأمريكيين، بالإضافة إلى الطاقم المكون من 16 شخصاً، كما أسفر عن وفاة 11 شخصاً إثر سقوط حطام الطائرة على قرية لوكيربي. من جانبها، أعلنت عائلة الليبي عبد الباسط المقرحي المتهم الوحيد في قضية اعتداء لوكربي الجمعة أنها تريد الطعن في الحكم الصادر عليه بعد عام من وفاته في مايو 2012 في ليبيا بعد ثلاث سنوات من الإفراج عنه من قبل اسكتلندا لأسباب صحية. وكانت محكمة اسكتلندية حكمت عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2001 لادانته بالضلوع في تفجير طائرة تابعة لشركة بانام فوق مدينة لوكربي اسفر عن سقوط 270 قتيلا،الا انه كان دائما يدافع عن براءته، وفي ديسمبر2011، صرح المقرحي لعدد من الصحف البريطانية من بينها التايمز والديلي ميل في مقابلة وصفت بانها الاخيرة قائلا "انا بريء .. انا على وشك الموت، واطلب ان يتركني العالم اقضي اخر ايامي مع عائلتي". وتساءلت العديد من وسائل الإعلام العالمية عن سبب تفضيل المسار الليبي ليكون السبب وراء هذا الحادث في حين يوجد هناك مسار أكثر مصداقية يمكن أن يقود إلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة التي يرأسها أحمد جبريل وإلي إيران التي تقف وراءه خاصة وأنه في ذلك الوقت كانت هذه الجهات متورطة في عمليات مشابهة. وأشارت وسائل الإعلام النرويجية إلى فرضية التلاعب ضد ليبيا، وقالت إنه في حين أشارت القرائن الأولى الى مجموعة صغيرة موالية لسوريا، رفض القضاة خلال المحاكمة فرضية تورط إيران وسوريا و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة برئاسة احمد جبريل ومقرها دمشق وذلك ردا على "تدمير عرضي لطائرة ايرانية بصاروخ امريكي في يوليو 1988". وبحسب مانشرته وسائل الإعلام النرويجية عام2007 ان الوثائق تشير الى ان الجبهة الشعبية-القيادة العامة هي التي نفذت تفجير الطائرة وليس ليبيا مقابل 10 ملايين دولار من ايران لرئيس الجبهة احمد جبريل. وأكدت القناة الرابعة البريطانية أن الولاياتالمتحدة كانت على علم بأن معمر القذافي لم يتورط في إسقاط طائرتها فوق لوكيربي، حيث حصل مسئولون بالمخابرات الأمريكية على تلك المعلومات من ضباط بالجيش السوري خلال الفترة من 1990 وحتى 1995، لكن أمريكا لم تفصح عنها وأخفتها لتحقيق أهدافها بمحاصرة النظام الليبي في ذلك الوقت. وحصلت بريطانياوأمريكا على تعويضات هائلة من ليبيا بلغت 2.7 مليار دولار، مقابل رفع العقوبات الدولية التي فرضتها عليها. كما نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية تحقيقاً عن حادث لوكيربي مشيرة إلى أن إيران هي الضالعة في الحادث وليست ليبيا، وأن الولاياتالمتحدةوبريطانيا كانا على علم بذلك لكن تم غض الطرف عن ذلك الأمر مقابل صفقة لاطلاق سراح رهائن، والذين تم احتجازهم في بيروت .وأوردت الصحيفة على لسان د. جيم سواير، الذي توفيت ابنته في الحادث التي كانت تبلغ 23 عاما وقت وقع الحادث، إنه يعتقد أن اتهام ليبيا كانت خطأ شنيعا، وأن إيران هي وراء ذلك الحادث، وأن الولاياتالمتحدةوبريطانيا تجاوزا عن ذلك الأمر في مقابل تحسين العلاقات مع إيران فضلا عن اطلاق سراح رهائن ببيروت.وقالت الصحيفة إن د. سواير ليس وحده من يعتقد ذلك، بل هناك العديد من أسر الضحايا تنكر أن يكون عبد الباسط المقرحي، المتهم في تفجير الطائرة. ويرى الخبراء أنه على الرغم من مرور خمسة وعشرين عاما على هذا الحادث ، لكن ربما ستبقى حقيقة حادث لوكربي والمسئولين عنه غامضة، فعلى الرغم من التحقيق الذي أجرته السلطات البريطانية لسنوات طويلة والمحاكمة الدولية لضابط الاستخبارات الليبي وإدانته فإن الحادث سيظل محاط بالكثير من الأسئلة حيث يقول أحد الخبراء "حادث لوكربي مليء بالألغاز ويمكن للمرء أن يلمس من خلال الحادث، أنه يوجد الكثير من الشركاء في ملعب الإرهاب الدولي، والكثير من نظريات المؤامرة"