دعت جماعة أنصار الشريعة في تونس، التي يتزعمها سيف الله بن حسين الملقب بأبو عياض، إلى التظاهر غدا الثلاثاء فى ساحة القصبة، حيث مقر الحكومة التونسية، مؤكدة على ضرورة المقاومة الشعبية والتصدي لظلم الحكومة التى تقودها حركة النهضة الإسلامية. يأتي ذلك تزامنا مع الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي في 2011. وقالت الجماعة، التي صنفتها الحكومة بأنها تنظيم إرهابي، فى بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن «فجور هؤلاء الطغاة» في إشارة إلى الحكومة "ضجت له الأرض والسموات فيجب التواصي على صد عدوانهم والتعاون على إزالة طغيانهم". وتأتى دعوة الجماعة بعد إعلان المعارضة التونسية رفضها ترشيح مهدي جمعة لرئاسة الحكومة الجديدة، حيث انتقدت أبرز أحزاب المعارضة في تونس ترشيح جمعة (51 عاما)، وزير الصناعة في الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، لرئاسة حكومة مستقلة يفترض أن تقود تونس حتى تنظيم انتخابات عامة، حيث أعلن الباجي قايد السبسي، رئيس حزب "نداء تونس" وهو أبرز حزب معارض في البلاد، أمس الأحد أن ترشيح جمعة لرئاسة الحكومة القادمة لم يؤد إلى التوافق المنشود بين الأحزاب السياسية بل قسم المشهد السياسي إلى شطرين. معتبرا أن أن جمعة محسوب على "النهضة"، فيما يري منجي الرحوي القيادي في "الجبهة الشعبية"، وهو ائتلاف يضم أكثر من 10 أحزاب، أن التوافق المتوصل إليه حول ترشيح جمعة "ضعيف". من جهة أخرى ،قال المتحدث باسم الحوار الوطني في تونس محمد الفاضل محفوظ إن أحزاب المعارضة ستواصل المشاركة في الحوار الوطني على الرغم من تحفظها على ترشيح وزير الصناعة في الحكومة الحالية مهدي جمعة لرئاسة الحكومة التونسية المقبلة، حيث نقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن محفوظ تأكيده انعقاد جلسة عامة للحوار الوطني الأربعاء المقبل لتدارس المسارات الانتخابية والتأسيسية والحكومية في البلاد. وتعاني تونس أزمة سياسية منذ يوليو الماضى حين قتل المعارض البارز محمد براهمي، ما أثار احتجاجات طالبت باستقالة الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، ووافقت النهضة على تشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة البلاد لحين إجراء انتخابات كوسيلة لإنهاء الأزمة السياسية الحالية.