استكملت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد الاستماع لباقى شهود الإثبات، حيث بدأت الجلسة المنعقدة باكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة في الساعة الحادية عشر والنصف صباحا بحضور شاهد واحد فقط من شهود الاثبات. قبل بدء الجلسة بعشرة دقائق شهدت قاعة المحكمة حالة صراخ هيستيري لاحدي السيدات التي ارتدت الملابس السوداء حدادا علي وفاة ابنها الصغير، حتي اغشي عليها من الاعياء، وبعد ان استردت وعيها، وجهت السباب والشتائم للمتهمين عندما رأتهم يأكلون ويضحكون داخل القفص، حيث إنتابتها حالة هياج عصبي وصرخت قائلة "ياقتلة ياولاد الكلب هقتلكم كلكم .. قتلتم الكويسين المتربين المحترمين وانتم البلطجية عايشين"، وتعالت صراختها داخل القاعة حتي فقدت الوعي مرة أخري، فيما حاولت بعض السيدات حولها افاقتها وتهدئتها، وعندما استردت وعيها جلست تبكي حتي بدات الجلسة واعتلت الهيئة المنصة ونادت علي الشاهد التاسع أحمد طارق عبد الفتاح 19 سنة طالب. وقبل الاستماع الي اقوال الشاهد طلب الدفاع من المحكمة معاينة موقع الحادث قبل الاستماع الي الشهود كي تتمكن المحكمة من وضع تصور واقعي يساعد علي تحديد تفاصيل الواقعة، فأمرته المحكمة بتقديم طلب بذلك. واكد الشاهد في بداية اقواله ان المباراة بدأت بشكل عادي وان بعض جماهير النادي المصري نزلت الي ارض الملعب بين الشوطين ولم يكن هناك ما يمنعهم، حيث انعدم التواجد الامني، مشيرا الي القائهم الشماريخ والطوب والالعاب النارية عليهم، وعقب انتهاء المباراة شاهد جماهير المصري تهجم علي المدرج الشرقي مرورا بالملعب، وفتح لهم الامن بوابة المدرج ليتمكنوا من الدخول عليهم وكان بحوزتهم شوم وكراسي وشماريخ. واقر الشاهد برؤيته لاحد المتهمين يضرب احد المجني عليه بشومة واخر يخنق مجني عليه بالكوفية ولم يتركه الا جثة هامدة، وافاد بانه لايعرف المجني عليه شخصيا ولكنه يعرف اسم شهرته "فيكتور"، واضاف بانه تعرف علي هذا المتهم من خلال الصور التي عرضت عليه في النيابة العامة وانه يدعي "ناصر"، وانه بعد الاعتداء الذي حدث بالاستاد فوجئ بإختفاء المهاجمين وظلت جثث القتلي والمصابين ملقاه بارض الملعب، ثم تم نقلهم الي سيارات الاسعاف بعد ان ظلوا في ارض الملعب لمدة ساعتين بعد المجزرة. وهنا عرض عليه دفاع المتهم الاول صورة ضوئية للمدرج الشرقي بالاستاد وطلب منه تحديد موقعه بها وموقع المجني عليهم واصابتهم وموقع وقوف المتهمين الذان شاهدهما، فسمحت له المحكمة ولكن الشاهد اقر ان الصورة غير واضحة وحدثت مشادة بين الدفاع والمحكمة لتصميم الدفاع علي طلبه، واكدت المحكمة انها لم تجبر الشاهد علي اجابته او توجيهه علي نحو معين. وردا علي سؤال دفاع اخر اجاب الشاهد انه لم يشاهد اللافتة المسيئة التي رفعها النادي الاهلي للنادي المصري، وردا علي سؤال اخر اجاب ان الفيديو الذي عرضته النيابة العامة عليه كان عبارة عن مشاهد الضرب التي حدثت في المدرج بداية من انطلاق صافرة الحكم وحتي ساعة تقريبا وعرض كل ماحدث بالاستاد من اعتداءات، وحول سؤال الشاهد عن تفاصيل واقعة خنق المجني عليه، اكد الشاهد انه عند بداية الهجوم حاول الهرب الي اعلي المدرج فشاهد المجني عليه وهو يهرب ايضا والمتهم يدلف خلف ويلاحقه ويمسك بكوفيته من الخلف وخنقه بها حتي سقط ارضا وتوفي في الحال واضاف انه كان خائفا ولم يستطع انقاذه، وبالنسبة للمتهم الاخر الذي تعدي علي المجني عليه الثاني بالشومة، فأفاد الشاهد انه لم يستطيع تحديده لانه شاهده من ظهره فقط. وقرر الشاهد ان المذبحة استمرت حوالي 30 دقيقة وانتهت فجأة بإختفاء المعتدين، بعد ان ادوا المهمة وقتلوا العديد من افراد الالتراس الاهلي وتأكدوا من سقوطهم جثث هامدة. ووجهت المحكمة عبارات سخرية للدفاع عندما سأل الشاهد عن وقت اعتداء المتهمين علي المجني عليه بالتحديد، قائلا "هو هيمسك الساعة ويقول دلوقتي احنا انضربنا الساعة كذا والواد اتخنق الساعة كذا.. " فضحك المدعون بالحق المدني استهزاءا بأسئلة الدفاع التي وصفوها بالتافهة. كما تقدم الدفاع بطلب إلى المحكمة لاستخراج تصاريح لشهود النفى والمقرر الإستماع إليهم يوم 13 الجارى.