انتقد سياسيون وقيادات سابقة بجماعة الإخوان إعلان مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين الدفع بخيرت الشاطر كمرشح الرئاسة, واعتبرت المصادر أن ترشيح الشاطر هو ورقة اليانصيب الغير رابحة والتي ستدفعها الجماعة ثمنا للصفقة الغير الشرعية مع المجلس العسكري, كما وصف بعض شباب الجماعة اختياره بأنه تراجع عن تصريحاتها السابقة ونوعا من الكذب والخداع. يأتي ذلك فيما دشن نشطاء صفحة لدعمه عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وصل عددها إلي 33 آلف في 12 ساعة. وفور إعلان الجماعة عن ترشيح الشاطر, انقسم شبابها بين مؤيد ومعترض ووصلت الاعتراضات إلى حد تقديم قيادات وشباب استقالتهم منها, وأكد حسن علي- من شباب الاخوان- أن قيادات الجماعة صارت تشعر أنه لن يستطيع أحد مهمما بلغت قوته الوقوف أمامهم بعد الثورة، خاصة بعد انتخابات مجلسي الشعب والشوري الأخيرة الخادعة ، التي تعد بمثابة الضربة القاضية للإخوان المسلمين في الشارع المصري، مشيراً إلي تصريحات صبحي صالح "أن الجماعة لو رشحت كلب ميت هينجح" وهو ما يجعل موقف الجماعة غامضاً وحائراً فضلاً عن كذبهم علي جموع الشعب المصري بطرح مرشح للرئاسة في الوقت الحالي، الأمر الذي يحمل العديد من علامات الاستفهام بشأن القرار الاخير،ويخلق انقسامات هائلة في صفوف الجماعة. وذكر أحمد مفرح- عضو سابق بالجماعة- أن الجماعة تنظر إلي صلاحيات وحيثيات أكبر من رئاسة الجمهورية ولاسيما بعد استحواذهم علي مقاعد المجلسين وتاسيسية الدستور، مؤكداً أن هذا هو منهج الإخوان دائماً، الكذب والصفقات ولاشك أن ماحدث يعد استفزازاً كبيراً لعموم المصريين، اضافة إلي أن مصر ليست إرثاً للجماعة وحدهم، إنما هناك فصائل أخري عديدة في المجتمع لن تلتزم بقرار الجماعة وعلي رأسهم شباب الإخوان. بينما أكد شباب بالجماعة التزامهم بقرارها, وقال وائل جلال- من شباب الحرية والعدالة- أن الجماعة إذا رشحت حجراً لأعطيته صوتي وأعلنها بكل فخر وكرامة أني ملتزم بقرار الجماعة في دعم م.خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، منتقداً كل من يعلن النار علي جماعته ومن لا يلتزم بقرارات مكتب شوري الجماعة فالباب مفتوح أمام الجميع . وذكر أنس أكرم الشاعر- من شباب الإخوان – أن المهندس خيرت الشاطر رئيس مصر القادم وعلي باقي المرشحين الإسلاميين التنازل والانسحاب من سباق الرئاسة لدعم مرشح الجماعة ، داعياً الله إن كان ترشيح م.خيرت الشاطر فى سبيلك وابتغاء مرضاتك فوفقنا الى ماتحب وترضى وماتقيم به أمر أمتنا وتصلح به أمر مصرنا ،موضحاً أن الشاطر قدم طلب استقالته من الجماعة لكي يظل مرشحا لكل المصريين. بدوره, رفض محمد حبيب القيادي بجماعة الإخوان المسلمين قرار ترشيح الشاطر, معتبرا أنه اختيار غير صائب, مؤكدا أن الشاطر لا يصلح أن يكون رئيسا لمصر وأنه يفتقد صفات رئيس الجمهورية الجيد ويفتقد للرؤيا الإستراتيجية للوضع السياسي سواء داخليا أو خارجيا، والجماعة تراه جيدا تنمويا نظرا لأنه رجل أعمال، ويعرف كيف يستثمر فلوس الإخوان بشكل جيد وهذه الصفات لا تؤهله أن يكون الرئيس. وأكد الدكتور" عبد الجليل مصطفى" المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير أن الأخوان فى تعاملهم مع الشارع أشبه بحلقات المسلسل يوما بعد يوم يبدءون فصلا جديدا من خسارتهم فى الشارع ومسلسل الشاطر ليس آخر المطاف فهم دفعوا بمرشح معروف قانونيا عدم صلاحيته وكأنهم يتحدوا القانون أيضا كما تحدوا الشرعية الثورية وما يتم فى الأخوان فى الخفاء يدعوا للقلق لأنهم ظنوا أنهم وحدهم على الساحة وإقصاء تام لكافة القوى السياسية الأخرى. وأكد الدكتور" جمال زهران" أستاذ الأقتصاد والعلوم السياسية أن هذا الترشيح غير مأمون العواقب لأن خيرت الشاطر لم يحصل على براءته حتى الأن بل حصل على إبراء ذمة فقط وهذا ما يضع علامات استفهام كثيرة والأخوان يتجهون إلى الاستقواء ضد كل الأطراف مما يعزز بادرة الانشقاق مع القوى السياسية وهذا ما يمثل خطورة تاريخية يصنعها الأخوان الأن ويسعون من خلالها إلى اكتساح كافة قطاعات المجتمع والسؤال المنطقي في اختيار المرشد للمرشح الرئاسي فالجماعة تعتبر تنظيما غير شرعي, وبذلك هم يتحدوا القانون والأمر يقود إلى صدام حتمي مع المجلس العسكري وإن كان البعض يردد أن الأخوان بطبعهم غير صداميين ولكن هذا الوقت تختلف ظروفهم فاليوم يمتلكون السلطة وهذا ما يغريهم للوقوع فى فخ الصدام المبكر . وأكد الدكتور" عمار على حسن" الخبير السياسى أن طرح الأخوان لمرشح رئاسى مثل " خيرت الشاطر" سيقلب الأوضاع كلها وإن كان من المتوقع أن الأمور ستدخل فى مرحلة الصدام بين الأخوان من جهة والسلفيين من جهة أخرى الذي كان من المتوقع لهم دعم الشيخ "حازم أبو إسماعيل" الأمر الذي يضع ضبابية فى تفسير كيف ولماذا الأن وقع الأخوان فى هذا التحدى الغير منطقى ويتنافى مع موقفهم الرافض منذ البداية للدفع بمرشح منهم ودلالة ذلك فصلهم للدكتور" أبو الفتوح". حقه في الترشيح قال الفقيه الدستوري د عاطف البنا أن القضايا التي كانت ضد خيرت الشاطر كلها قضايا ذات طابع سياسي مؤكدا ان المجلس العسكري أصدر قرارا بالعفو عن كل التهم وبالتالي اسقاط كل العقوبات الجنائية ، والتكميلية المترتبة علي الجنائية " منع ترشحه للرئاسة ، ممارسة حقه في الانتخاب والترشح " وبناء علي هذا ليس هناك ما يمنع قانوننا من ترشحه هذا بالاضافة الي أنه من حق اي فصيل الترشح لمنصب الرئيس . وأضاف أن الشاطر حصل علي الأغلبية داخل الجماعة ومن ثم كانت المبادرة بترشيحه، واذا كان هناك من يعترض علي قرار ترشيحة لهذا المنصب فهذا ضد الديمقراطية ، وهذا من الناحية القانونية أما الحديث عن الصفقات فهذا كلام يردد ولا يمكن علي اساسه منع شخص من الترشح.