أطفال في عمر الزهور تتراوح أعمارهم بين الثمانية أعوام والأربعة عشر عاماً، جميعهم بنين في مراحل التعليم الأساسي، لم يبرحوا أماكنهم منذ أربعين يوماً تقريبا ولا يذوقون طعم الحرية أو الخروج بعيدا عن بوابة الدار بعد قيام جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول بالإعتصام داخل ميدان رابعة العدوية، يكرهون الاخوان كره العمي لا لتوجههم السياسي بل لاستغلالهم الأطفال في الدعاية الرخيصة لتظاهراتهم، اعتزلوا الخروج بأمر غير مباشر من المعتصمين. خلال الأونة الأخيرة ترددت العديد من الأنباء عن قيام رجال الأعمال التابعين لجماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بإستغلال دور الرعاية والإيواء الخاصة بالايتام والتابعة لهم في التظاهرات المؤيدة للشرعية، "الوادي" انتقلت إلي هناك للوقوف علي حقيقة ما يتردد، وصحة ما قيل وتحديدا دار ايواء عبير للطفل اليتيم "حضانة ايوائية" والتابعة لمجمع عبير الاسلام الخيري بميدان رابعة العدوية في مدينة نصر، وهناك لم نجد سوي مبني مكون من اربعة أدوار ومغلق بالسلاسل والجنازير من الداخل وهو ما دفعنا للتساؤل عن مصير الأطفال بالدار، خاصة بعد اعتصامات مؤيدي المعزول في محيط رابعة العدوية منذ أكثر من أربعين يوما. "رقم تليفون واسم معلقين علي جراج خارجي، بإسم عبير الاسلام" كانوا دليلنا نحو الوصول إلي داخل الدار، بعد أن فاض بنا الكيل للوصول الي نتيجة والمعتصمين بين نائم في مسجد عبير الاسلام وبين قارئ للقرآن وساجد للرحمن ولا أحد أفادنا بمعلومة واحدة. اتصلنا بالرقم المدون في الورقة السابقة، فأخبرنا الحاج سعيد عن المسئول عن الدار وأكد لنا وجودهم بالداخل، فاتصلنا بالانتر كوم وأخبرناهم أننا بعض الحقوقيين التابعين لجمعيات خيرية، نريد الافطار مع الأطفال في الدار هذا اليوم، هنا فتحت لنا إحدي الفتيات القائمات علي الدار والتي لا تتجاوز العشرين من عمرها وهي من اوصلتنا إلي المشرفة علي الدار بالدور الثالث، وتدعي الحاجة (نادية.م) والتي أكدت لنا أن الدار قائمة بالجهود الأهلية الذاتية وهي دار أيتام خيرية، صادرة بالقرار رقم 75 من الشئون الاجتماعية بتاريخ 24/9/2003 ويوجد بها نحو 32 طفلا فقط، وكل ما يتردد من أنباء عن استغلال أطفالها سياسيا لا اساس له من الصحة. وأما اليتيم فلا تقهر.. واتخذت الدار قرار الاغلاق بالجنازير لأسباب ثلاثة، بداية من التخوفات الشديدة من اختطاف الاطفال واستخدامهم كرهائن لتحقيق أهدافهم السياسية، أو استغلالهم في الدعاية والتظاهرات المؤيدة للمعزول، كما روجت بعض وسائل الاعلام مؤخرا، مرورا بتأمين الدار والمبني من استغلاله من قبل المعتصمين للنوم بداخله وعلي درجات السلم، وصولا إلي استخدامهم دورات المياة ومن ثم كان القرار بإغلاق الدار تجنبا لاي احتكاك يحدث . وهذا ما أكده كذلك صاحب دار أيتام الطفل اليتيم بالميدان الحاج إبراهيم والذي رفض ذكر اسمه كاملا وأوضح أن الدار قائمة بالجهود الذاتية وهي تابعة للشئون الاجتماعية بإدارة شرق مدينة نصر وغير تابعة لأي جهة سياسية أو دينية أو ميل سياسي، بل وفقا للائحة الداخلية للدور الخيرية أن تلك الجمعيات قائمة علي أعمال الخير ولا يجوز لها التربح أو تلقي المعونات من جهات خارجية بما يخل بقانون الجمعيات الأهلية . وزارة التضامن الاجتماعى هى الجهة الوحيدة المنوطة بها حل مجلس إدارة الجمعيات المخالفة وفقا لقانون الجمعيات رقم 84 لسنة 2002، والذى يحظر استخدام الأطفال فى أنشطة تعرضهم للخطر، وإصدار قرار بحلها ومصادرة مقراتها وأرصدتها فى حالة ثبوت تورطها فى العمل بالسياسة. وعلي ذلك قال الحاج إبراهيم إن أطفال الدار متضررون للغاية من "احتلال" الاخوان وأنصار المعزول لمسجد عبير الاسلام، وضاعت عليهم أجازة المدرسة، فضلا عن نقص نسبة التبرعات المادية والعينية للدار عن الاعوام الماضية بنسبة 90% وصولا إلي أدني مستوياتها ولم يصل إلي الدار سوي 10% فقط من النسبة الطبيعية كل عام، نظرا لتخوف البعض من المعتصمين وصعوبة وصول ابناؤهم إلي الدار في ظل حصار الاخوان للمجمع الخيري. أطفال تحت الحصار.. الأطفال يقضون يومهم في حالة حصار خلف الأبواب المغلقة، بين حفظ القرآن ومشاهدة التلفاز والنوم، والاستماع إلي أحد مشايخ الدار الذي يعلمهم تعاليم الإسلام ومكارم الأخلاق، أعلنوا كراهيتهم للإخوان صراحة نتيجة حرمانهم من قضاء أجازتهم السنوية والفسحة والتنزه في الحديقة الخارجية لتواجد المعتصمين الكثيف بها. "الوادي" التقت أطفال دور الأيتام بميدان رابعة العدوية ممن صبوا جم غضبهم علي الجماعة وأنصار الرئيس المعزول مرسي فقال عبدالله محمد، 12 عاما، أحد أطفال الدار إن "الاخوان حرمونا من المتعة والفسحة وحاصرونا واحتلوا الجنينة والجامع ووصلت بهم البجاحة إنهم يعملوا بي بي في الجنينة، وريحتها وحشة أوي". وأضاف فريد ابراهيم، 13 عاما أنه يكره الشيوخ والاخوان لأنهم "قاطعين الطريق وقافلين الشارع من أكتر من شهر والمفروض الدولة تطردهم من هنا بعد ما حبسونا في الدار وحرمونا من أجازة أخر السنة" .