إذاعة حلايب إمكانية مهدرة للوصول إلي العمق الإفريقي العاملون في الإذاعة فدائيون يحملون الميكروفون تحقيق: منال محمود رحلة إلي أعماق مصر، إلي حلايب، تلك الأرض الغالية في أقصي جنوب مصر الشرقي في محاولة لإلقاء الضوء علي إذاعة هامة من حيث المكان والمكانة، ودور الاعلام الهام في هذه المنطقة الهامة للأمن القومي المصري. في مكان أشبه ما يكون ببيت ريفي قديم، مقر مبنى إذاعة حلايب، التقينا بالرجل الذي يحمل على كتفيه هموم العاملين هناك، رئيس اذاعة حلايب " اسامة خليل". صوت مصر الجنوبي بحلايب، استوقفني معنى هذا الاسم.. هكذا قال الرجل وهو يبدأ حديثه عن الإذاعة، فلماذا صوت مصر الجنوبي، هل لمصر صوت جنوبي وآخر في شمالي، ليس لمصر غير صوت واحد من أقصاها الي أقصاها في كل شبر من أراضيها، لهذا تقدمت بمذكرة لتغيير اسم الإذاعة إلي "إذاعة حلايب" الي رئيس شبكة صوت العرب الأستاذ "عبد الرحمن رشاد"، والذي قام برفعها الي رئيس الاتحاد الأستاذ اسماعيل الششتاوي. وعن طبيعة المكان الذي تبث منه الاذاعة يقول، "ان منطقة حلايب تقع اقصي جنوب مصر الشرقي، عند خط عرض 22 وتصل درجة حرارتها في الصيف الي 50 درجة مئوية، فإذاعة حلايب ليست اذاعة عادية، بل هي اذاعة تتميز بعمق بعدها القومي، لوجودها علي حدودنا مع السودان، والمذيع في اذاعة حلايب يبذل مجهود مضاعف مقارنة بما يبذله المذيع في القاهرة، فهو بخلاف كونه مذيع، فهو من يقوم بدور المحرر والمعد والمخرج. حالة عجب.. إذاعة من غرفة النوم!! الاذاعة تبث ارسالها من غرفة النوم، حيث مقر إقامة طاقم العمل، هو نفسه مقر الإذاعة، الذي يقع في شقة ضيقة جدا، في غرفة النوم يوجد سرير، ومحطة الإرسال، وهي على شكل دولاب، وهذا يسبب مخاطر بالغة علي صحة المذيعين، فمحطة الارسال ينتج عن تشغيلها ذبذبات قوية جدا تؤثر علي صحة الانسان، وبالرغم من هذه الظروف الصعبة والغير إنسانية يؤدي المذيعون عملهم بكفاءة. ويقول "خليل" رئيس اذاعة حلايب انه قام في انتخابات الرئاسة والاستفتاء علي الدستور، بأول تجربة ناجحة، لضم اذاعة صوت حلايب علي الهواء مع باقي الاذاعات في القاهرة، فعبر أهالي حلايب عن انفسهم لأول مرة، وتواصلوا مع أهلهم في عموم مصر، من خلال المداخلات التي حدثت مع الاذاعات الأخرى. إهمال غير مبرر.. يضيف خليل في أسى.. حلايب منطقة غنية بثروتها الطبيعية وهي جديرة بالاهتمام، وان جاء متأخرا، فالمنطقة غنية بالثروات الطبيعية مثل البترول والمعادن، وخاصة الذهب ثم هناك الطريق البري الذي يربط مصر بدول جنوب افريقيا، ومنابع النيل، ويمكن استثمار هذه الطرق في اشياء كثيرة مثل السياحة، وخاصة السياحة البيئية، فهي محمية طبيعية، ودعم الاقتصاد المصري، والتجارة بين مصر والسودان لأنها تقع علي البحر الاحمر مباشرة. واكد خليل علي أهمية دور الإذاعة في التثقيف والتنوير، لدعم كافة المشروعات التنموية في هذه المنطقة، التي تعتبر مكونا هاما لأمننا القومي، وتسعي الإذاعة جاهدة رغم الامكانيات المحدودة لتحقيق هذه الاهداف. تقوية الإرسال.. لقد طالبت المسئولين بتقوية الإرسال منذ أن توليت إدارة إذاعة حلايب، وقد بح صوتي دون جدوى، وقد وعدني من قبل رئيس قطاع الهندسة الإذاعية السابق اللواء حمدي منير، أنه سوف يقوم بأنشاء محطة ارسال قوية، ولكن للأسف لم يتحقق شيء إلي أن انتهت خدمته، وكلي امل أن يستجيب المهندس عمرو خفيف الذي سوف أتوجه اليه لعرض الصورة كاملة لأن الاهتمام بالإذاعة هنا هو الاهتمام بالمنطقة، ومن ثم الامن القومي. لقد تحقق قدر كبير من الاستقرار لإذاعة حلايب بإلغاء نظام المأموريات، وتثبيت مذيعين ينتمون إلي المكان، وتفعيل العمل، ونقل جهاز فاكس من القاهرة، أما بالنسبة للمكتبة فقد تم إضافة حوالي 200 من المواد المتنوعة، ما بين مسلسلات، وأغاني ومسرحيات، بالإضافة إلي العديد من اجهزة الاستديو، مثل منضدة مذيع مجهزة، وماكينة تشغيل جهاز سي دي 2ميك، استديو سماعات للحفلات الخارجية "كاست استريو". أمنيات متواضعة لرجال أبطال... الحمد لله هكذا عبر خليل عن الرضا بما حدث من استجابة للمطالب المتواضعة، فقد تم تطوير الاستراحة بدعمها بالأجهزة الحديثة لكي يستطيع الزملاء الإقامة في المكان، كما قمت بنقل غرفة النوم التي توجد بداخلها محطة الارسال حفاظا علي صحة الزملاء. كما تم الحصول علي موافقة رئيس الاتحاد بضم اذاعة حلايب الي الاذاعات بالقاهرة، وتقديم الحفلات والاتفاق مع بعض المطربين لتقديم حفلات من إذاعة حلايب. وجارى تخصيص مساحة حوالي 40 الف متر لإنشاء مبني متكامل للإذاعة حيث أن المكان الحالي غير لائق. المواطن الحلايبي.. أين صوتي؟! المواطنون في منطقة حلايب تركزت شكاواهم حول ثلاثة نقاط: أن المواد المذاعة لا تفي باحتياجات سكان المنطقة، ولا تغطي قضاياهم المهمة. ضعف إرسال المحطة. ظهور صوت أبناء حلايب لتوصيل همومهم إلى المسؤولين. الإذاعة المصرية هي صاحبة التاريخ الطويل والأمجاد العريقة، وصوت العرب هي الصوت الأعلى والأقوى بين الإذاعات العربية على مدى عقود، وأن تنخفض آمال العاملين بإذاعة مصر إلي حد تأمين النوم بعيدا عن أضرار الذبذبات القاتلة، وتوفير الأجهزة الحديثة " بوتاجاز، وثلاجة... إلخ" للعاملين تحت وهج درجة حرارة تصل إلى الخمسين درجة، فذلك دليل على مدى التدهور الذي وصلت إليه مرافقنا الحيوية، بل أهم مرافقنا الحيوية "الإذاعة".. فماذا ينتظر وزير الإعلام؟!