في ظل الاحتقانات اليومية المتصاعدة بين مختلف الفصائل السياسية، أصبح لمنابر المساجد الأداة الفعالة في الحشد والتأييد ومع الدعوات الذائعة لبعض الفصائل السياسية بدعوة المواطنين للمشاركة في جمعة "احنا مبنتهددش" تباينت واختلفت تلك الخطب من بين مؤيد ومعارض لها، حيث جاءت كالاتي: من ميدان التحرير، حيث ألقى الشيخ جمعة محمد جمعة خطيته امام العشرات من معتصمي ميدان التحرير الجمعة اليوم بجمعة "احنا مبنتهددش" مستنكرا فيها الهجمات المتكررة على الميدان والمعتصمين، وندد بحالة الرعب التي عاشها المعتصمون في الأسبوع الماضي جاء الاشتباكات المتلاحقة منبذا لحالة الفتنة التي يعيشها المجتمع المصري في الفترة الاخيرة والمتسبب فيها الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين على حد قوله. ودعا جمعة لشعب المصري بكافة طوائفه إلى الاتحاد معا ومواجهة الرئيس محمد مرسى وجماعته حتى لا يتحكم فصيل سياسي واحد فى المصريين جميعا، منددا باستغلال جماعة الإخوان المسلمين للدين الإسلامي في خططهم والاعيبهم السياسية، ومردد الهتافات المعادية لجماعة الاخوان المسلمين وسط الخطبة "يسقط يسقط حكم المرشد". كما دعا الشيخ جمعة بأداء صلاة الجمعة كل أسبوع بميدان التحرير مهما انخفض عدد المعتصمين أو المصلين. ومن دمياط طالب خطيب الجمعة بمسجد السلام بمدينة السرو بدمياط بضرورة اعلاء القيم الأخلاقية العليا بالمجتمع ومراعاة ذلك في أمور تربية الأباء لأبنائهم وتنشئتهم عليها، مضيفا أنه يتوجب علي المواطنين التصدي لأي محاولات لزرع ثقافات وأعراف لا تماشي الشرع والقيم الاسلامية , عبر تقديم النصح أولا ثم الضرب بيد من حديد علي مرتكبي كل فحش ظاهر قد يؤذي الناس ويفسد المنظومة الأخلاقية. فيما أكد خطيب مسجد السيد زينب وجوب كفالة اليتيم، مشيرا إلى أنها سنة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) واستشهد بحديث الرسول: "أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى". ودعا الخطيب، أثناء إلقائه خطبة الجمعة بمسجد السيدة زينب، المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية فى المسيرات، مستنكرا هجوم المتظاهرين في التحرير والميادين على المنشآت العامة وسيارات الشرطة. وطالب بأن يلتزم كل مواطن بواجبه تجاه عمله ولا يعطل مصالح الآخرين لأن حالة البلاد لن تتغير إلا بالعمل نحو مصلحة الوطن، كما طالب المواطنين بأن يطيعوا الحاكم وألا يخرجوا عليه إلا إذا ظلم. وعلى الجانب الاخر، ومن المنيا ومسجد المحطة بمدينة المنيا لم يفوت الشيخ عبد الله عبد القوى خليفة خطبة واحدة الا وان هاجم فيها متظاهري التحرير ومعارضي الرئيس محمد مرسى، وعلى رأسها جبهة الانقاذ الذي اتهمها بالعمالة والعمل على تخريب البلاد من اجل مصالحهم الشخصية. واتهم خطيب الجمعة المتظاهرين بالتحرير بالمرتزقة الذين يحصلون على اموال ودولارات من رجال النظام السابق، ودعم من رجال الاعلام واظهارهم على انهم اصحاب حق وثوار من اجل اسقاط المشروع الإسلامي المتمثل في الرئيس مرسى وجماعة الاخوان المسلمين. كما اتهم متظاهري التحرير بأصحاب النوايا الخبيثة، وانهم اعداء للإسلام، ويعملون على محاربته، محذرهم بأنهم سوف يلاقون اياما اسود من شعر رؤوسهم، على حد تعبيره، وانهم لا ينفعهم من يحرضهم على تخريب البلاد وقت ان يقعوا تحت طائلة القانون. ومن بنها شنَّ الشيخ ناصر الدين حسين -إمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق ببنها -هجومًا حادًا على الإعلام ووصفه بأنه وسيلة لنشر الفساد وهدم المجتمع من خلال تلقي تمويل خارجي لهدم وتقسيم مصر، واصفًا إياه بالمغرض. وأضاف أن من حاصروا المساجد واعتدوا على إخوانهم المسلمين مشكوك في إسلامهم، مأجورون ينفذون مخططًا يمولها الشيعة الروافدة والصهاينة واليهود، ومن أقدموا على هذه الفعلة يعملون على تقسيم البلاد بمساندة مجموعة من المنافقين. وأشار بأن الإسلام لا يفرق بل يجمع ويوحد، مشيرًا إلى أن الفرقة التي تشهدها مصر سببها العلمانيون والليبيراليون؛ لإن المسلم لا يقتل أخاه المسلم، وما يحدث الآن هو مخطط مستورد من الخارج لتقسيم البلاد، ودعا الشيخ ناصر الأمة المصرية للتوحد على كتاب الله وسنة نبيه ونبذ العنف والأفكار المسممة التي تدعو لخراب مصر. ومن مسجد النور بالعباسية وصف الشيخ خالد حماد الزمن الذي نعيش فيه الآن بزمن الفتن والفساد، قائلا:" نحن نحيى في زمن الفتن والفساد". وأكد حماد خلال خطبته اليوم الجمعة بمسجد النور بالعباسية على أنه يوجد في مصر الآن دعاة على أبواب جهنم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن هؤلاء الدعاة يحرضون على الفتن وسفك الدماء. وشدد على أن الأمور لن تستقيم إلا بالحكم بشرع الله الصحيح؛ وليس كما يدعى البعض في هذه الأيام، داعيًا للحاكم أن يكون عادلًا وحازمًا. وفي مسجد "الفاروق" بمنطقة التجمع الخامس حيث تواجد الرئيس الدكتور محمد مرسي ونجله ورجل الاعمال حسن مالك ركزت خطبة الجمعة، التي ألقاها للشيخ سعيد عبد المحسن، حول تربية الأبناء، مضيفا إن شباب الأمة مظلومون لأنهم فقدوا القدوة الحسنة، في حين أن المدارس لا تقوم بدورها في التربية، والمساجد دورها ضعيف في التوجيه"، مضيفًا "لمّا فقد الأبناء القدوة الصالحة، تلقفتهم القدوات الفاسدة"، مشددًا على ضرورة إدخال الصغار في مجتمع الكبار، وإشراكهم في القضايا العامة. ومن الوادي الجديد، أكد الشيخ حسام الدين مصطفى، خطيب صلاة الجمعة بمسجد البريد بالخارجة في الوادي الجديد، إن البلاء الذي نزل بمصر لم يأتِ إلا بذنب، وذلك تأكيدا لقول الرسول (ص): "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا يُرفع إلا بتوبة"، موضحا أن ما أنزل ذلك البلاء على مصر هو ذنوب المصريين وليس ذنب الحاكم، داعيا الشعب إلى "توبة نصوح عامة". وبعيدا عن السياسة ومن كفر الشيخ، استهل الشيخ رياض دياب امام وخطيب جمعة اليوم بمسجد الاستاد بكفر الشيخ بقوله ان اردت ان تستعجب فأعجب من واقع المسلمين الان متسائلا اننا نحتج على من يتعدى على الاهرامات ولا نحتج على من يتعدى على بيوت الله ولم نعرف من قبل هذه الظاهرة الا في عهد نابليون، واننا الان نرى من يدخلون المساجد بأحذية قذرة ومحاصرة ائمتها ودخولها بالمولوتوف وتحرق المصاحف ونحن لا نتحرك لحماية بيوت الله في الارض. وأضاف، أن اسرائيل لم تنتهك المساجد في فلسطين رغم اختلاف العقيدة وفى مصر صبية انتهكوا حرمات المساجد وقال ان الامة تعيش في مرحلة التيه الان وانهم اشبه بقوم موسى فى ضلالهم وان البعد عن سنة الرسول الكريم الان هي سبب ما نحن فيه. وطالب بان يكون هناك قانون لحماية المساجد من المارقين والذين يتعدوا على حرماتها من صبية لا يعرفون عن امر دينهم شيئا وان من سلبيات الثورة هؤلاء الصبية البعيدين عن الله. وقال ان مساجد المسلمين لها شروط في دخولها مثلما قال الرسول في حديثة ان من اكل ثوما او بصلا فليعتزل مصلانا حتى لا تنبعث منه رائحة كريهة تؤذى المسلمين فما بالكم بالتعدي على المساجد بالمولوتوف والتعدي على الامام.