نشر مركز كارنيجي للشرق للأوسط التابع لمؤسسة كارينجي للسلام الدولي تقريراً حول أبعاد رحلة أوباما للشرق الأوسط، وأهداف زيارته لإسرائيل، حيث أثارت هذه الزيارة علامات استفهام كبيرة في العالم العربي، فتقول الإدارة الأمريكية إن رحلة أوباما ليست مصمّمة لإحداث انفراجة كبيرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وإذا كان هذا هو الحال، فإن الزيارة تهدف إلى مناقشة كيفية احتواء البرنامج النووي الإيراني والتعامل مع الأزمة السورية مع إسرائيل. ووفق التقرير فتختلف زيارة أوباما للشرق الأوسط هذي المرة كلياً عن سابقتها الأولى في عام 2009، فقد زاد خطاب أوباما للعالم الإسلامي في القاهرة في العام 2009 من حجم الآمال والتوقعات في كل أنحاء المنطقة، خاصة أن العالم العربي كان يشهد حالة من الاستقرار ذلك الوقت، أما الأن فالمنطقة تمر بحالة من الثورات والاضطراب ولا تعول كثيرا على هذه الزيارة. أما فيما يخص عملية السلام، يقول التقرير: " عملية السلام لا تحظى بموقع متقدم في قائمة أولويات أوباما، وليس ثمّة أي مؤشرات على أن واشنطن ستقوم بأي جهد منسّق لإيجاد حلّ للصراع الإسرائيلي العربي". وفيما يتعلق بسلاح إيران النووي، فيؤكد التقرير على أن اسرائيل لا تستطيع وقف برنامج ايران النووي إلا من خلال توجيه ضربة عسكرية له، لكن الجدير بالذكر أن إستراتيجية إسرائيل المفضّلة تتمثّل في توجيه ضربة أميركية لإيران. أما عن الأزمة السورية فيشير التقرير أن سياسة الولاياتالمتحدة تتمثل في تغيير النظام السوري الحالي، وتعظيم فرص إيجاد بديل معتدل، للحفاظ على الحدود الآمنة لإسرائيل، ودم تعريض أمن إسرائيل للخطر. والحيلولة دون وصول متطرفين إلى حكم سوريا فيما بعد الأسد. ومن المنتظر أن يتوجه الرئيس أوباما خلال رحلته في الشرق الأوسط إلى الأردن، فتلك المحطة تمثّل فرصة لأوباما لتطوير علاقة شخصية مع زعيم عربي رئيسي في المنطقة، وأشار التقرير إلى أن الجانبين الأميركي والأردني سيؤكدان على الحاجة إلى عملية إصلاح مستمرّة وتدريجية من الأعلى. وأن تصريحات أوباما العلنية ستكون داعمة جداً لعملية الإصلاح في الأردن. وشدد التقرير على أن أوباما يحتاج إلى تحسين سمعة أمريكا في الشرق الأوسط، وعلى الأممالمتحدة أن تبذل جهد حقيقي لكسر الجمود في عملية السلام، من أجل إصلاح صورتها في العالم العربي، إذاً لا يمكن لواشنطن أن تقول لمعظم العرب إنها تقف معهم في سعيهم لنيل الحرية، وعلى الجانب الآخر تقول للفلسطينيين إن صراعهم مع إسرائيل معقّد للغاية كي يتم إصلاحه الآن؛ لأن هذه الرسالة لن تجد أي صدى في المنطقة.