في ظل حالة الارتباك وعدم الاستقرار الذي تشهدها الساحة السياسية في مصر، ودعوات البعض بنزول القوات المسلحه للشارع، وعودة الجيش للساحة السياسية مرة أخرى.. حاورت "الوادي" المحلل السياسي" سعيد اللاوندي "الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجيه الذي عبر عن رؤيته للوضع السياسي في مصر في الفترة الحالية، قائلاً إن دعوات تدخل القوات المسلحة ما هي إلا "مراهقة" سياسية ، محملاً الإخوان المسلمين مسئولية كافة أحداث العنف في مصر، واصفاً الحكم بإلغاء الإنتخابات بأنه جاء لإنقاذ الموقف الحالي في مصر.. فإلى الحوار: * ما تقييمك لأداء الرئيس خلال الفتره الماضية؟ أداء مرسي الفترة الماضية يجعلنا نقف علي أرجل من فولاذ حينما نقيمه نظرا لأنه أداء هش وضعيف، فمرسي منذ فترة وصوله للحكم وهو يعد بأشياء كثيرة لم ينفذ منها شيئاً، لم يقدم مرسي علي تنفيذ أي من مطالب الثوره التي خرج الشعب من أجلها وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فمازالت البلاد تمر بأزمات طاحنة تعصف بالاقتصاد وبكل شئ في البلاد فمرسي أدواؤه سلبي للغايه لا يستطيع اتخاذ أي قرارات وحتي حينما يتخذ قرار يتراجع على الفور فهو أداء مترهل وسئ للغاية، مضيفاً ان الرئيس محمد مرسي أثبتت الأحداث أنه لا يصلح إلا ك"إمام مسجد" وليس رئيساً للجمهورية. * ماذا عن دعوات البعض بعودة الجيش للساحة مرة أخرى؟ دعوات البعض لعودة لجيش للساحة السياسية مرة أخرى هي مراهقة سياسية وعبث لا يمكن أن نسير ورائه فالأصل في العمل السياسي ان يكون مدنيا فتدخل الجيش في العملية السياسية يفسد السياسة ويضر بالجيش في نفس الوقت، فللقوات المسلحة مهمة محددة لا يمكن إلهاؤه عنه فالجيش دوره حماية الوطن وسلامة أراضيه ولا علاقة له بالعمل السياسي على الإطلاق. * كيف ترى دعوات الحوار الوطني ؟ دعوات الحوار الوطني التي تطلقها الرئاسة هي دعوات جيدة من حيث المبدأ إلا أنه تفتقد لوجود أسس وضمانات تتضمن نجاحها فيجب أن تشمل هذه الدعوات جميع القوى والتيارات السياسية حتى نضمن مشاركة مجتمعية تؤدي لإنجاح الحوار. * ماذا عن أداء المعارضة في الفترة الأخيرة؟ أداء المعارضة في تقدم مستمر في الفترة الأخيرة وفي تصاعد مستمر وأصبحوا يكتسبون شعبية يوم بعد آخر في الشارع المصري بما يجعل لديهم القدرة على تحريك الشارع ومواجهة النظام. * من يتحمل مسئولية الأحداث الأخيرة من وجهة نظرك؟ الأحداث الأخيرة تتحمل مسئوليتها جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي فالبلاد تشهد حالة من الفوضى لم تشهدها من قبل منذ ثورة 1919 مما يعرض البلاد للدخول في حالة من الحرب الأهلية فالإخوان لا يسعون إلا لتحقيق مصلحتهم الشخصية على حساب مصلحة البلاد فهم يسعون للتمكين فقط دون النظر الي مصلحة البلاد، فما يحدث مؤخرا يعود لحاله الانفلات الأمني الذي تشهدها البلاد ولايبالي به الرئيس مرسي وجماعته. كما أن فرصة الجماعة ومرسي في رأيي أصبحت ضعيفة جدا في الشارع فالكثير من مؤيدي مرسي وجماعته انفضوا من حولهم مما يجعل فرصتهم ضعيفة في الشارع خاصه بعد الأحداث الاخيرة وفشلهم في علاج الازمات المتلاحقة. * كيف ترى قرار المحكمة بإلغاء الانتخابات البرلمانية؟ قرار المحكمة بإلغاء الانتخابات جاء كإنقاذ للموقف وتأجيلاً للأزمة خاصة مع عدم قبول الشارع والمعارضة للانتخابات من الأساس فجاء قرار الإلغاء إنقاذ للموقف الا انه لم يحل المشكلة من الأساس وهي أزمة الثقة بين الجماعة ومرسي وبين الشعب المصري والمعارضة. * ما الحلول التي تقترحها للخروج من الأزمة؟ الحل يكمن بيد النظام الحالي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، فيجب أن تضع الجماعة والرئيس مرسي مصلحة البلاد فوق المصلحة الشخصية للجماعة وأن يسعوا لجمع القوى السياسية وكافة أطياف المجتمع في حوار وطني جاد حتى يتحقق استقرار هذه البلاد وتخرج من هذا النفق المظلم.