سيدة الاعمال هبة السويدى من أبرز سيدات الاعمال اللاتى برز دورهن منذ أحداث ثورة 25 يناير2011 حتى الآن، فكانت كالجندى المجهول الذى رفض الخروج فى وسائل الاعلام ليتباهى باعماله الخيرية، ولم تبخل على مصابى الثورة بأى شىء احبتهم من قلبها وأحبوها وأطلقوا عليها "دولة" لتحملها الكثير من الأعباء على نفقتها الخاصة بمختلف المستشفيات فى مصر والخارج، ولم يقتصر دورها مع المصريين فقط بل شملت رعايتها الليبين والسوريين ايضا. وعن دور هبة السويدى حدثتنا أكثر مديرة اعمالها الحاجة صالحة وذراعها الايمن، المسئولة عن رعاية المصابين بمستشفى الفرنساوي والعجوزة وغيرها ودار بيننا الحوار التالي: في البداية عرفينا عن نفسك، ومن أطلق عليكِ لقب "أم المصابين"؟ - اسمى صالحة محمود هاشم، متزوجة من مدير ادارى للجمعية التعاونية للبترول ولدى من الابناء فاطمة الزهراء حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية واحمد الحاصل على دبلوم صنايع.. ولقب "أم المصابين" أطلقه عليّ المصابين أنفسهم، وجميعهم ينادوننى "أمى" وهذا اللقب يسعدنى كثيراً لأننى أشعر أنهم أبنائى حقاً. * كيف التقيتِ بهبة السويدى واصبحتِ ذراعها الايمن ؟ -في البداية أنا اشتركت من أول لحظة مع الثوار فى 25 يناير، واعتصمت امام دار القضاء العالى واستمر اعتصامى فى الميدان يومى 26 و27 يناير، إلى أن جاء يوم 28 الدامي المعروف ب"جمعة الغضب"، كنت اهتف بجوار صديقتى المقربة لقلبى وفجأة استشهدت أمامي برصاصة في رأسها، وأصبت انا بطلق خرطوش فى عينى اليمنى وقدمىي، ثم تناسيت إصابتي بعد ذلك وكان ما يهمنى هو ان اساعد فى اسعاف المصابين بالميدان مع الدكتورة وفاء والدكتورعاطف الغزالي، وجهزنا أول مستشفى ميداني "الوحدة السابعة" بقصر النيل لإسعاف المصابين. ثم سمعنا عن سيدة أعمال تقف فى استقبال مستشفى الفرنساوي، تعالج المصابين على نفقتها الخاصة وفى نفس الوقت كان لدينا مصابين حالتهم حرجة جداً لن يصلح معها المستشفى الميدانى، وكانت إصابتهم متشابهة وتؤدى أما للموت أو الاصابة فى العين أوقطع فى النخاع الشوكي، فأسرعنا بالمصابين الى الفرنساوى ونحن ندعو الله أن نلتقى بتلك السيدة لتتحمل نفقات علاجهم لعلمنا ان تلك المستشفى لاتعالج بالمجان، وبالفعل كانت تقف في استقبال الطواريء وكأنها أختهم وعلمت انها دفعت مبلغ كبير فى الحسابات خاص بالمصابين وعندما شاهدتنى اساعد المصابين مثل أمهم وجدتها تطلب منى أن أظل بجوارها، ومنذ تلك اللحظة لم أتركها وأصبحت ذراعها الأيمن والمسئولة عن رعاية المصابين وكَونّا فريق عمل خاص بها ليمثلها مكون منى ومن غادة احمد المسئولة عن الاتصالات وتحديد موعد الأطباء مع المصابين، ومحمود عبد الكريم المسئول عن عمل بحوث عن الحالات الانسانية، متفانيين في العمل لوجه الله ولحب الخير، ورمزاً لتلك السيدة الفاضلة التى نمثلها. *ولماذا أطلقوا عليها لقب "دولة" ؟ - لأنها قامت بدور الدولة مع المصابين بشكل إنساني راقي، عالجت 6000 مصاب مصري على نفقتها الخاصة وساهمت فى سفر العشرات منهم للعلاج بالخارج بالنمسا والمانيا وباريس.. ولم تبخل على مصاب واحد منهم بل كانت تنفق على علاجهم والجراحات المتكررة التى أجريت لهم ومتابعة حالاتهم بعد خروجهم من المستشفى وتأهيلهم فى مستشفى العجوزة وغيرها.. لقد أنفقت عليهم ملايين الجنيهات وهى سعيدة ولم تنسى واحد من المصابين فعلاقتهم بها لم تنقطع وتعرفهم بالإسم ودائماً تأتى لزيارة المصابين بالمستشفى وهى تبتسم وتحمل معها الهدايا وادا سافرت مع زوجها للخارج لظروف عملها تقوم بالاتصال بى لتسألنى عنهم عن حالتهم الصحية وتوصينى ان أرعاهم والبى لهم جميع احتياجاتهم حتى لو كانت ملابس أو طعام. *إذن ما هو دور صندوق رعاية المصابين فى العلاج؟ -صندوق رعاية المصابين بدأ دوره فى المستشفى الفرنساوى منذ 4 أشهر فقط، متحملاً تكلفة اقامتهم، تاركاً العلاج والجراحات والأدوية على نفقة هبة السويدي. *ولماذا إذن وافق الصندوق على تحمل سفرهم للعلاج فى الخارج لتلقى العلاج الطبيعي؟ - هذا الأمر لا أفهمه، خاصةً أن فترة السفر لباريس والمانيا لمدة اسبوعين فقط ويوجد مصابين يتلقوا العلاج التأهيلى مند بداية الثورة ولم تتحسن حالتهم ولا اعلم كيف ستتحسن فى خلال اسبوعين فقط بالإضافة لأنه لم يسافر أحد منذ صدور هدا القرار. *مر المصابين بأزمة مع التمريض بالفرنساوى أدت لاضراب الممرضات عن العمل لحين طردهم من المستشفى ووصفوهم ب"البلطجية".. - بالفعل كانت أزمة صعبة وقد تمكنت هبة السويدى من السيطرة على هذه الأحداث المؤسفة وتعاون معها د.عمرو جاد وعدنا أسرة واحدة من جديد ولم يحدث أية مشاحنات أو مشاجرات أخرى بين التمريض والمصابين لأن السبب الرئيسى فى هده الأحداث هو رفض التمريض اعطاء أحد المصابين أذن خروج ساعتين وكنت أنا فى ذللك الوقت اشترى لهم العلاج. *أكد لى بعض المصابين وجود أهمال فى العلاج أدى لتدهور حالتهم الصحية وإصابتهم بأمراض أخرى فما هو رأيك ؟ - لا أستطيع أن أجزم بهذا الإهمال لأننى لا أفهم فى المسائل الطبية لكن هناك حالات من المصابين تدهورت حالاتهم بعد استقرارها منها "صابرين" التى اصيبت فى الاسكندرية بطلق نارى أصابها بشلل نصفى هى الآن فى الرعاية المركزة "الزيرو" لاصابتها بتسمم فى الدم نتيجة "علاج خاطيء" وكذلك "معوض" طالب الصيدلة الذى يعانى من غيبوبة منذ احداث شارع محمد محمود لوجود طلقتين رصاص حى فى رأسه بعد أن عاد من السفر لفشل اجرائه جراحات لاستخراج الطلقات لخطورة دلك على حياته اصيب بالتهابات فى صدره ودخل الرعاية المركزة أيضاً. * وماذا عن دور هبة السويدي مع الليبين والسوريين؟ - لم تبخل هبة على المصابين الليبين وعالجت 3000 مصاب بالمستشفى وحجزت لهم الدور الرابع والتاسع، فليبيا مرت بثورة أكثر دموية من ثورتنا فى عهد القذافي، لذلك كرموها فى ليبيا وطلبوا أن أسافر الى هناك حتى يتم تكريمى أيضاً لكنى اعتذرت لعدم مقدرتى على ترك المصابين بمفردهم.. أما السوريين فلم تتحمل نفقات أحد منهم لأنه لم يطلب منها ذلك ولكنها قامت بشراء وحدات سكنية فى مدينة 6 اكتوبر ليعيشوا بها فى النهاية ألا يتعارض عملك مع كونك أم وزوجة ؟ - نعم انا اقضى ساعات طويلة مع المصابين لكن جميع أفراد أسرتى يشجعونى على اتمام رسالتى مع المصابين للنهاية واحاول بكل جهد ألا اقصر فى واجبى تجاه أسرتى.