تحمل الأيام القادمه العديد من التوقعات والمفاجآت للمصريين في سباق الإنتخابات الرئاسية، الأمر الذي دفع "الوادي" لمحاولة قراءة هذا المستقبل الغامض برؤية الخبير السياسي والإجتماعي لإزالة ذاك الغموض داخل عقول المصريين، فأكد د.سعيد صادق ، أستاذ الإجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن استمرار عمرو موسي وأحمد شفيق بعد رحيل اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة السابق في انتخابات الرئاسة، لا يعني أن ثمة ثورة قامت في البلاد حيث أنهم يمثلون المجلس العسكري في السلطة بدليل أن جهاز الأمن الوطني ساهم بشكل كبير في جمع التوكيلات لبعضهم وقبل عزل عمر سليمان دفع بقوات خاصة من الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري لمرافقته وحراسته خارج اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية الأمر الذي حمل العديد من علامات الإستفهام لدي المصريين، في الوقت الذي يسعي فيه الجميع نحو مدنية الدولة لا عسكرتها من جديد أو استحواذ فئة معينة أو جماعة أو تيار ديني علي مقاليد الأمور في مصر. ومن ثم فكما يرفض الثوار دولة العسكر فلا شك أنهم في الوقت ذاته يرفضون دولتي المرشد والشيخ ، ويؤكد صادق أن الشعب لن ينتخب اللواء عمر سليمان إلا إذا حدثت موقعة كبري"انقلاب عسكري أو عمل إرهابي أو اغتيالات" وخلق التوترات والمؤامرات التي تدفع الشعب دفعا نحو تقبل أحد مرشحي الفلول ، رئيسا لإعادة الأمن للشارع المصري من جديد ، لكن إذا تمت الإنتخابات الرئاسية بنزاهة وشفافية حقيقية فلاشك أنه سيكون بعيدا عن الكرسي الرئاسي بفضل العزل الشعبي الذي أقصي رموز الوطني المنحل من دخول مجلسي الشعب والشوري خلال الإنتخابات البرلمانية الاخيرة . وعن أبرز الرابحين من استبعاد الفلول واقصاءهم عن الإنتخابات الرئاسية القادمة، حسبما يروي صادق أن جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين ومن يمثلون تيار الإسلام السياسي لاشك أنهم أكثر المستفيدون من رحيله اليوم قبل الغد ، ولكن إذا حدث ذلك فمن سيكون البديل؟ فإذا رحل باقي رموز النظام السابق فإن الساحة ستكون فارغة لجماعات الإسلام السياسي الرجعيين حسبما يطلق عليهم صادق "المتأسلمون" وقتها سيصبح الأمر كارثة علي مصر والمصريين ولن نختلف كثيرا عن السودان والميليشيات الدينية التي دمرت البلاد ، وفي الصومال التي انتشرت فيها العصابات المسلحة ومن ثم فإن بقاء سليمان وأقرانه من نظام مبارك أرحم مليون مرة من هؤلاء المتأسلمين علي حد قوله بمنطق "إيه اللي رماك ع المر اللي أمر منه، الشر اللي تعرفه أحسن من الخير اللي ما تعرفوش". وذكر أستاذ الإجتماع السياسي أن المجلس العسكري من أبرز الخاسرين من انسحاب أو خسارة سليمان،المرشح الرسمي للعسكري،في السباق الرئاسي، لكنه ما يزال في جعبته الكثير والكثير ولاسيما إذا تم حل البرلمان بعد الدعوي القضائية المرفوعة أمام القضاء الإداري ببطلان الإنتخابات التشريعية الأخيرة، موضحا أن هناك اتفاق مسبق بين العسكري والإخوان بحصول الأخير علي مقاعد البرلمان في مقابل ترك الكرسي الرئاسي لمرشح المجلس العسكري وبالتالي فكأننا خلعنا مومياء مبارك وجئنا بمومياء موسي أو شفيق وفي المقابل تيار الإسلام السياسي المتمثل في الاخوان والسلفيين ليس سوي صراع طبقي وبين هذا وذاك يبقي فريق ثالث يعول عليه كثير من المصريين والقوي والحركات الثورية ويمثله مرشحي الدولة المدنية المتمثل في د.عبدالمنعم أبو الفتوح، حمدين صباحي،أيمن نور،المستشار هشام بسطويسي الذ صار الكثيرون يراهنون علي تحالف رئاسي مدني بين هؤلاء المرشحين للخروج من النفق المظلم الذي يقود البلاد إلي طريقين لا ثالث لهما "الدولة الدينية أو الدولة العسكرية".