الكاتب : محمد علي حسن و سارة طارق و ندى سمير تشهد السياسة الخارجية الأمريكية نشاط ملحوظ فى الآونة الأخيرة خاصة فى منطقة الشرق الأوسط و هذا ما ظهر جليا فى زيارات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري و إهتمامه بالقضية السورية و إدانته لتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل و زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المرتقبة إلى إسرائيل. و من جانبه قال دكتور منصور عبدالوهاب ،المحلل السياسي المتخصص فى شئون الصراع العربي الإسرائيلي، أن السياسة الأمريكية هي العقد الذى إنفرط فى منطقة الشرق الأوسط و زيارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما و وزير الخارجية جون كيري و من قبلهما هيلاري كلينتون تدور حول سرعة ضمان تبعية كل الأنظمة العربية للولايات المتحدةالأمريكية بعد ثورات الربيع العربي سواء كانت هذه الدول تقوم بتطبيق الديمقراطية أو لا تطبقها. وأكد عبدالوهاب فى حديثه ل"الوادي".. "أن التيارات الإسلامية التى جاءت على رأس نظام الحكم فى البلدان التي حكموها لم تأتي إلا بعد موافقة الولاياتالمتحدةالأمريكية كما أن أى نظام حاكم فى الدول العربية لا يستطيع أن يستمر أو يأتى من الأساس إلا بعد الرضا الأمريكي مهما كان التوجه الذى تتبناه تلك الأنظمة حيث لا تستطيع أن تخالف الإدارة الأمريكية لأنها فى حاجة إليها. و عن زيارة أوباما لإسرائيل قال عبدالوهاب :"المشكلة الأساسية التى تكمن فى هذه الزيارة أن الدول العربية لا تتمتع بأى أدوات ضغط يمارسوها على الولاياتالمتحدة بالإضافة إلى وجود ضعف عربي بشأن إدارة الملفات المشتركة مع إسرائيل". وأختتم عبدالوهاب حديثه مع "الوادي" قائلا.."طالما لم تتم مصالحة حقيقية بين فتح و حماس لن تتحقق أى مطالب مشروعة للفلسطينيين". يذكر أن الموقع الإلكتروني لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أبرز تعنيف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان أثناء زيارته لتركيا على وصف أردوغان للصهيونية بأنها "جريمة معادية للإنسانية"، معتبراً أن هذه التصريحات تؤدي إلى تعقيد الجهود المبذولة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط كما أنها أدت إلى إتساع التصدع فى العلاقات التركية الإسرائيلية. و كشفت الصحيفة ذاتها عن أن زيارات كيري من المفترض أن تكون من أجل الأزمة السورية وخاصة لأن تركيا تقع على حدود سوريا، ولكنه إهتم بتصريحات أردوغان المسيئة للصهيونية عن الشأن السوري. كما نقلت شبكة CNN الأمريكية تصريحات لكيري تفيد بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستقدم دعم طبي وغذائي للمعارضة السورية، بالإضافة إلى وعد كيري بتخصيص مبلغ 60 مليون دولار للمعارضة. و فى سياق آخر نقلت وسائل الإعلام الفرنسية تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخاصة بزيارة كيري حيث علق على الزيارة قائلا :"أريد أن أشكر الولاياتالمتحدة الأميركية وجون كيري على المساعدة التي قدموها والتي يستمرون في تقديمها لتدخل فرنسا والقوات الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب". وفيما يتعلق بسوريا أكد فابيوس على ضرورة إيجاد أدوات عملية الإنتقال ورحيل بشار الأسد قائلا:" نحن نعمل معاً للتوصل بأقصى سرعة ممكنة إلى حل"، كما اعرب عن أمله فى انخراط قوي للولايات المتحدة وبالتنسيق مع الأوروبيين لإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط.