اعتبر قيادات التيار اليساري ان الخلافات القائمة الان بين حزب النور السلفي و جماعة الاخوان المسلمين تأتى فى اطار الصراع على المناصب بين الطرفين, وأكد عدد من احزاب اليسار ان جماعة الاخوان المسلمين تسعى الى اقصاء باقي التيارات السياسة ومنهم التيار السلفي لمحاولة السيطرة والهيمنة على مفاصل الدولة واخونتها، بينما اعتبر اخرون ان الصراع بين السلفيين والاخوان لا يجب ان يشغل باقي التيارات السياسية لان كلامها يمثل تهديدا لاهداف الثورة. قال عماد عطية المتحدث باسم حزب التحالف الشعبى الاشتراكى ان ما يحدث من خلافات بين حزب النور وجماعة الاخوان المسلمين يؤكد ان الجماعة تشعر بخطر من التيار السلفى الذى يمثل الوريث الاقوى للاخوان فى الشارع المصرى ذو الميول الاسلامية بعدما اثبت الاخوان كذبهم وفشلهم فى ادارة شئون البلاد فى اعقاب وصولهم للحكم. واضاف "عطية" بان جماعة الاخوان المسلمين كان لها اليد الاولى فى الانشقاقات داخل حزب النور، ولذلك فهمت قيادات حزب النور الدرس وادركت انها كانت مجرد اداة فى يد الاخوان لاقصاء التيارات المدنية وضرب قوى المعارضة، مشيراً إلى ان النور استوعب الدرس "أكلت يوم أكل الثور الابيض" لذلك يسعوا الان الى التصدى لمحاولات الاخوان للهيمنة على مفاصل الدولة وحدهم. وأكد المتحدث باسم التحالف الشعبي ان الاخوان فى اطار سعيهم للسيطرة على مؤسسات الدولة واخوانتها يسعوا الى اقصاء جميع التيارات حتى الاسلامية منها، معتبرا ان حزب النور الان اصبح شريك مع التيارات المدنية فى التصدى للسيطرة لمحاولات جماعة الاخوان المسلمين المستمرة للهيمنة على مؤسسات الدولة. واعتبرت ماجدة جادو وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى ان جماعة الاخوان المسلمين تسعى بكافة الطرق الى استبعاد اى افراد او اتجاهات مخالفه لهم حتى اقرب التيارات اليهم وهو التيار الاسلامى وحزب النور . وقالت جادو "مع ان حزب النور يعتبر اكثر الاحزاب قربا لفكر ومنهج الاخوان الا ان الاخوان يريدونها اخوانية خالصه وبينما يدعوا بقية الاطراف للحوار نجد انه يقوم باستبعاد من يختلف ادنى اختلاف مع مواقفهم حتى حزب النور شريكهم فى المسيرة منذ البداية مما يدل على هشاشة وكدب موقفهم من كل الدعاوى الموجهه للحوار او اى طرح للتغيير أو الاستجابة لمطالب المعارضة ويريدون اخونه الدولة والانفراد بالسلطة المطلقة". وتابعت جادو قائلة " هناك محاولات من قبل جماعة الاخوان المسمين لمعاقبة حزب النور على مبادرتهم التى وافقت عليها اغلبية القوى الوطنية وجبهة الانقاذ بالرغم من ان المبادرة لا تخرج عن سياق الاتجاه العام لحكم الاخوان فيما يدعون اليه من حوار ومصالحة وطنية وحتى نبذ العنف المعنى به عنف الجماهير وليس عنف السلطه وادواتها". ومن جانبه اعتبر حمدى حسين مسئول العمال بالحزب الشيوعى المصرى ان كلا من الاخوان او السلفيين - الاثنين معا ضد انجاز مهام ثورة يناير التى خرج بها الشعب المصري والاثنين معا يتهمان الثوار بانهم معطلين لعجلة الانتاج، والاثنين معا يمارسان العنف والارهاب ضد الثوار. الاخوان يخطفون ويسحلون ويعذبون الثوار والاتحادية احد الامثلة - والسلفيين يطالبون باراقة دماء رموز الثوار ويشهد على ذلك تصريحات قيادات سلفية على شاشات التلفاز. واكد حسين على ان الاخوان والسلفيين هما وجهان لعملة واحدة رديئة ترفض الثورة والثوار ويعتقدان ان الثورة انتهت بعد ان تولى احد الفصائل المتاسلمة للحكم . وأكد القيادى بالحزب الشيوعى المصرى ان ما يحدث بينهم الان من تراشق كلامي واتهامات متبادلة هو فقط يدخل تحت عنوان الصراع على الكراسي والمناصب والاغلبية في مجلس النواب لتشكيل الحكومة فالاخواني يريد ان يكسب بعض الليبراليين والرأي العام العالمي فيتهم السلفيين بانهم يريدون تطبيق الشريعة بشكل متعصب,والسلفيين يريدون ان يحرجوا الاخوان لدى العالم فيدبرون احداث الفيوم وزرع الفتنة بين المسيحيين والمسلميين , والاثنين معا يعملان لصالح الراسمالية العالمية وضد الفقراء وضد العمال والفلاحين. واضاف حسين "لا يشغلنا طويلا العركة التمثيلية بين الاخوان والسلفيين ولكن ما يجب ان يشغلنا الان هو كيف يمكن ان نسترد الثورة والشارع وكيف يمكن لمن يروا ان الثورة مستمرة ان يلهموا الجماهير ويستوعبوا طاقات وابداعات الجماهير وعدم المصادرة على امكانياتها ومبادراتها". وتابع حسين قائلا "في نفس الوقت الانتباه الى عدم صرف النضال الثورى عن اهدافه الاساسية ووسائله السلمية والايمان بقدرات الجماهير الشعبية على التغيير والحظر من مؤامرات ومناورات الجماعات المتاجرة بالدين لتقسيم المعارضة بحجة الحوار واشكال الفتنة الطائفية الاخرى. واستطرد حسين قائلا "علينا ان نتاكد بان هذه الجماعات وبرغم تراشقهم الكلامي لن يتورعوا عن استخدامهم لكل الوسائل لاثبيت حكمهم واستيلائهم على الثورة فعلى القوى الثورية والمعارضة المدنية ان تعمل على التوحد من اجل الشعب وفقراءه وعماله"