من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار تحولت مدينة شرم الشيخ من "مدينة السلام" في عهد حسني مبارك الرئيس السابق، وفقا لترشيحات منظمة اليونسكو كأفضل خامس مدينة سلام من بين 400 مدينة علي مستوي العالم، إلي "مدينة أشباح" في عهد الرئيس محمد مرسي كما وصفها "العاملين " بقطاع السياحة. كانت المدينة علي مدار العقدين الماضيين قبلة للزعماء العرب والأجانب، واستضافت العديد من القمم العالمية التي تدعوا إلي السلام، كما شهدت توقيع العديد الاتفاقيات الاقتصادية ، والتي شجعت سياحة المؤتمرات خلال هذه الفترة وكان فندق "موفنبيك جولي فيل" المملوك لرجل الأعمال حسين سالم الهارب أحد أهم الفنادق الذي شهد علي معظم مقابلات "مبارك" مع قادة وزعماء الدول العربية. الآن وبعد سجن مبارك ونجليه بسجن طره، وهروب حسين سالم إلي إسبانيا لم تصبح شرم الشيخ كسابق عهدها، خاصة أن الرئيس مرسي لم يزورها حتي الآن، في ظل الأحداث التي تشهدها سيناء حاليا والتي تسببت في تراجع معظم السائحين عن زيارتها وتغيير وجهتهم إلي مدينة الغردقة أكثر المدن السياحية أماناً حتي الآن. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه بدو سيناء عن " يوم الغضب بسيناء" في 20 نوفمبر الجاري، والتهديد بإغلاق معبري رفح وطابا، وسط مخاوف من تأثير هذه الأحداث علي السياحة في شرم الشيخ. وقال علي غنيم عضو اتحاد الغرف السياحية، ل" الوادي"، إن شرم الشيخ لم تعد مدينة السلام التي عرفها المصريون والعالم أجمع علي مدار السنوات الطويلة الماضية، بعد تكرار عمليات اختطاف السائحين والأحداث التي تشهدها منطقة سيناء حاليا، والمظاهرات والمطالبات الفئوية، مؤكدا أنه يمكن وصفها الآن بمدينة الأشباح. أضاف أن الحجوزات السياحية بالمدينة بلغت 40% خلال الفترة الحالية، مشيرا إلي أن المدن الشاطئية تمثل 80% من السياحة الوافدة إلي مصر، وأن انخفاض هذه النسبة يؤثر سلبيا علي السياحة ويكبد شركات السياحة خسائر فادحة. وأكد أن عدم زيارة الرئيس مرسي حتي الآن لشرم الشيخ، يعطي انطباع لدي منظمي الرحلات الأجانب أن التيارات الإسلامية والأحزاب الإسلامية التي ينتمي إليها الرئيس لا تريد استمرار السياحة الشاطئية وتكتفي فقط بالسياحة الثقافية. وأشار إيهاب موسي رئيس ائتلاف دعم السياحة، أن شرم الشيخ كانت مقصد السائحين الأول في مصر في عهد الرئيس السابق، لكن بالفعل كادت أن تكون مدينة يسكنها الأشباح علي مدار الأيام الماضية، خاصة مع زيادة حدة التوترات في سيناء، وعدم إعطاء الرئيس مرسي الضوء الأخضر للقوات المسلحة لتطهيرها من البؤر الإرهابية، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام. وأضاف أن مدينة الغردقة خطفت الأضواء من شرم الشيخ خلال الفترة الحالية وباتت وجهة السائحين حاليا، مؤكدا أنه ضد زيارة الرئيس مرسي للمدينة في الوقت الحالي، خاصة مع تشديد الحراسة التي ترافقه في زيارته للمدن والمحافظات المصرية، والتي من شأنها زيادة الأوضاع سوءاً. وأكد سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري طابا- نويبع، أن الأحداث التي تشهدها سيناء خلال الفترة الحالية تؤثر علي حركة السياحة في مختلف المدن السياحية بها، مشيرا إلي أن إعلان البدو عن ما عرف بيوم الغضب وتهديدهم بإغلاق معبري رفح وطابا، سيكون له تأثير علي حركة السياحة الوافدة لشرم الشيخ وباقي مدن سيناء السياحية. وأضاف أن الحجوزات السياحية المستقبلية بسيناء تشهد انخفاض ملحوظ، نتيجة كافة الأحداث التي شهدتها خلال الفترة الحالية. ويري باسم حلقة نقيب السياحيين، أن إهمال القيادات السياسية لمدينة شرم الشيخ، والتراجع عن عقد المؤتمرات بصفة مستمرة كما كان يحدث في عهد النظام السابق، تسببت في تراجع مكانتها عالميا، بالإضافة إلي تراجع التدفقات السياحية بها نظرا للأحداث الجارية حاليا في شبه جزيرة سيناء. وحول مصير العاملين بالمدينة أكد "حلقة" أن هناك حوالي 150 ألف عامل بشرم الشيخ، يعانون العديد من المشكلات خاصة انخفاض رواتبهم بسبب انخفاض الإشغالات في الفنادق، مشيرا إلي أن الأمن في بعض الأوقات يمنعهم من الدخول أثناء عودتهم من القاهرة إلي شرم الشيخ، الأمر الذي يهدد مستقبل السياحة في المدينة خلال الفترة الحالية. وطالب الحكومة بإنشاء خط سكة حديد يربط بين مدن جنوبسيناءوالقاهرة، مؤكدا أن هذا المشروع سيساهم في مشروع نهضة وتنمية سيناء. في حين نفي أسامة العشري رئيس قطاع الرقابة علي الفنادق بوزارة السياحة، انخفاض السياحة الوافدة إلي شرم الشيخ، مشيرا إلي أن معدلات الإشغال بلغت 66% بفنادق المدينة، وأن معدلات السياحة ارتفعت بنسبة 4.5% خلال شهر نوفمبر الجاري ، مقارنة عن نفس الفترة العام الماضي، في حين ارتفعت معدلات السياحة الوافدة بنسبة 12% خلال العام الجاري مقارنة عن عام 2011. وانتقد العشري تصريحات رؤساء شركات السياحة حول انخفاض معدلات السياحة الوافدة إلي شرم الشيخ، قائلا" أصحاب شركات السياحة ما بيعجبهومش حاجه"، مؤكدا أن الأوضاع تحسنت خلال الفترة الماضية. وحول تأثير "يوم الغضب بسيناء" علي السياحة، أكد أن ما يقوم به البدو من احتجاجات لا يؤثر علي الحركة السياحية الوافدة إلي سيناء نهائيا.