سلمت سوريا إلى السفير الروسى بدمشق عظمة الله كول محمدوف الصحفى الألمانى بيلي سيكس الذي دخل إلى سوريا بطريقة غير مشروعة. وأكد نائب وزير الخارجية السورى الدكتور فيصل المقداد ، احترام بلاده لحق الصحفيين فى الوصول إلى المعلومة واستعداد الحكومة للتجاوب مع الذين يريدون دخول البلاد بطريقة مشروعة . وقال المقداد في تصريحات عقب تسليم الصحفى ، اليوم الثلاثاء ، إن "مراكزنا الحدودية مفتوحة من أجل السماح للصحفيين الموضوعيين الذين تهمهم الحقيقة فقط بالدخول إلى سوريا وتغطية الاحداث فنحن نحترم دور الصحافة والاعلام فى ذلك. وأضاف أن سوريا حاولت فى ظل الاحداث الجسيمة التى شهدتها خلال العامين الماضيين إتاحة كل الفرص أمام الإعلاميين حتى يغطوا هذه الاحداث بطريقة موضوعية وجادة وغير منحازة وركزت طيلة هذه الفترة على ضرورة أن يحصل كل الصحفي على تأشيرة الدخول بشكل رسمى وعدم الدخول بطريقة غير مشروعة.
وقال نائب وزير الخارجية السورى الدكتور فيصل المقداد إن من بين الاسباب التى تحول فى بعض الاحيان دون تلبية طلبات بعض الصحفيين بدخول مناطق فى سوريا، البعد المتعلق بحياتهم قائلا إذا كنا قادرين على تأمين ظروف عمل تضمن حياة لهؤلاء الاعلاميين الذين يدخلون إلى سوريا فاننا لا نتردد على الاطلاق فى منحهم التأشيرات اللازمة لهم . كما أن الكثير من الإعلاميين الذين زاروا سوريا لم يتحلون بالحد الادنى من الموضوعية والحيادية وكانت تهمهم المعلومات المثيرة والمغلوطة ولكن أؤكد مرة أخرى على أن البعد الاساسى هو أن نضمن حياة هؤلاء الاعلاميين . ولفت إلى أن عددا من الإعلاميين وخاصة الذين دخلوا بطريقة غير مشروعة إلى سوريا فقدوا حياتهم على أيدى المجموعات المسلحة التى كانوا يقومون بتغطية أعمالها الاجرامية . وردا على سؤال بأن بعض الحكومات الغربية حملت الحكومة السورية مسئولية مقتل بعض الصحفيين الغربيين فى سوريا، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن هذه الحكومات هى التي كانت تسمح لمواطنيها بالدخول بطريقة غير مشروعة إلى سوريا وتتحمل مسئولية فقدان حياة هؤلاء الصحفيين . وأضاف المقداد أن حياتهم غالية علينا جميعا ولا نتساهل فى موضوع يتعلق بأمن هؤلاء الصحفيين ونتطلع دائما إلى دخول المزيد منهم إلى سوريا وفق الاصول حتى ينقلوا الأحداث كما تجرى وبطريقة موضوعية ومهنية ودقيقة. وتابع أن الكثير من الصحفيين السوريين استشهدوا خلال الاحداث الأخيرة ومن المؤلم أن هؤلاء الشهداء لم يلقوا أى اهتمام من زملائهم الصحفيين فى أجزاء كثيرة من العالم وخاصة أولئك الذين يتحدثون دائما عن أهمية الاعلام والصحافة وضرورة تأمين كل الامكانيات للحفاظ على هؤلاء الصحفيين وتمكينهم من الوصول إلى ما يريدون تغطيته إعلاميا. وأكد نائب وزير الخارجية السورى الدكتور فيصل المقداد أن الاعلام السورى شهد تطورات كبيرة خلال الفترة الاخيرة فهو يزدهر ويتحدث بكل حرية وموضوعية ومسئولية ودون أى شروط أو قيود ..قائلا إن ذلك أحد الانجازات التى نعتز بها ومن الجوانب الهامة التى أكد عليها البرنامج السياسى لحل الأزمة في سوريا وتحديد مستقبلها الديمقراطى الذي تحترم فيه حرية الصحافة والاعلام ويحترم فيه أيضا الدور المهم للصحفيين من أجل القيام بمهامهم النبيلة. من جهته ..عبر السفير الروسى بدمشق عظمة الله كولمحمدوف عن امتنانه لما أبدته الحكومة السورية من استعداد وتجاوب مع طلب روسيا فيما يخص معرفة مصير الصحفى والافراج عنه .. لافتا إلى أن هذا الامر يدل على احترام سوريا للعمل المخلص والموضوعى للصحفيين الاجانب واحترامها مبدأ الانسانية من خلال افراجها عن سيكس بالرغم من أنه خالف القوانين السورية. وأشار كولمحمدوف الى أن ما حدث للصحفى الالمانى يؤكد ضرورة احترام كل الدول لمبدأ سيادة الدولة السورية الذى هو حجر الاساس فى مبادىء القانون الدولى وضرورة حل الازمة فى سوريا من خلال احترام سيادتها دون تدخل خارجى وبجهود السوريين أنفسهم من خلال وقف العنف. وكان بيلي الذي يعمل مراسلا لصحيفة "يونجه فرايهايت" الألمانية الأسبوعية قد سافر إلى سوريا في شهر أغسطس الماضي ، وفي نهاية ديسمبر وصل خبر اعتقاله من قبل القوات الحكومية السوري . يذكر أن الحكومة الألمانية كانت قد رحبت بإطلاق سراح سيكس ..وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن وزيرها جيدو فسترفيلله تقدم بجزيل الشكر لنظيره الروسي على الجهود التي بذلتها الخارجية الروسية من اجل الافراج عن الصحفي الألماني.