أعد المركز الديمقراطي لدراسات الشرق الاوسط بنورث كارولينا بالولاياتالمتحدةالامريكية دراسة عن النظم الانتخابية على مستوى العالم. وصرح الدكتور محمد الجمل رئيس المركز ان هذه الدراسة تم إعدادها بمناسبة ثورات الربيع العربي والاستحقاقات الانتخابية فى بلدان الربيع العربى. وأشار الجمل إلى ان الدراسة كشفت وجود 12 نظاما انتخابيا على مستوى العالم وأضاف أن الدراسة صدرت بشكل مبسط وانها قامت بالاستفادة من دراسات متعددة قامت بها المنظمة الدولية للديمقراطية، مؤكدا ان كل نظام انتخابى ايجابياته وسلبياته واشار د. خضر زعرور المدير التنفيذى للمركز الديمقراطى لدراسات الشرق الاوسط أن هناك 12نظاما انتخابيا على مستوى العالم هى : نظام الفائز الاول-نظام الكتلة - نظام الصوت البديل -نظام الكتلة الحزبية -نظام الجولتين -نظام القائمة النسبية -نظام الصوت المتحول -نظام العضوية المختلطة -النظم المتوازية -نظام الصوت الواحد غير المتحول -نظام الصوت المحدود- نظام بوردا . وقالت الدراسة: ان اختيار النظام الانتخابي من أهم القرارات بالنسبة لأى نظام ديمقراطي، ففي غالبية الأحيان يترتب على انتقاء نظام انتخابي معين تبعات هائلة على مستقبل الحياة السياسية خاصة انه الوسيلة الوحيدة التي يتم من خلالها انتخاب مؤسسات الحكم واشارت الدراسة ان -نظام الفائز الأول. يعتبر أبسط النظم حيث يتم استخدامه ضمن دوائر انتخابية أحادية التمثيل ، فهو نظام يتمحور حول المرشحين الأفراد ، إذ يقوم الناخب باختيار واحد فقط من مجموع المرشحين المدرجين على ورقة الاقتراع ويكون المرشح الفائز هو الحاصل على أعلى عدد من أصوات الناخبين ، حتى وإن كان المرشح الفائز قد حصل على صوتين فقط فى حال لم يحقق أى من المرشحن الآخرين سوى صوت واحد فقط . واشارت الدراسة ان هذا النظام يسمح بوجود تمثيل برلماني للمعارضة للقيام بدورها في مراقبة أعمال الحكومة وتعتبر بديل للحزب الحاكم بالإضافة إلى أنه يعمل على تشجيع وتقوية الأحزاب التي تضم تحت جناحيها العديد من الفئات الاجتماعية وأيضاً تقليل التمثيل البرلماني للأحزاب المتطرفة ويمنح فرصة أكبر بالفوز للأفراد وليس الأحزاب وكشفت الدراسة ان من عيوبه أنه لا يعطي فرصة للأحزاب الصغيرة أن يكون لها تمثيل عادل في البرلمان فتمثيل الأقليات العرقية في البرلمان قليلة جداً تكاد تكون معدومة بالمقارنة بالأحزاب الأخرى وكذلك المرأة ففي الغالب يكون الرجل صاحب الحظ الأوفر بالفوز في البرلمان . ويعد هذا النظام هو الأكثر شيوعاً فى بريطانيا - كندا – الهند - الولاياتالمتحدةالأمريكية – بورما – ماليزيا- بنجلاديش -وبعض دول الكاريبى -بورما واشارت الدراسة ان نظام الكتلة يتمثل فى استخدام نظام التعددية فى دوائر انتخابية متعددة التمثيل – أى التى تنتخب أكثر من ممثل واحد عن كل منها ويتمتع الناخبون بعدد من الأصوات يساوى عدد المقاعد التى يتم انتخابها عن دوائرهم بحيث يمكنهم الاقتراع لأى من المرشحين على ورقة الاقتراع بغض النظر عادة عن انتماءاتهم الحزبية وفى غالبية نظم الكتلة يمكن للناخب الإدلاء بما شاء من الأصوات التى يمتلكها طالما لم يتعد ذلك عدد المقاعد المخصصة لدائرته الانتخابية . واشارت الدراسة ان استخدام نظام الكتلة فى البلدان التى تفتقر إلى تركيبات وأحزاب سياسية قوية مثل جزر الكايمان وجزر الفوكلاند والكويت ولاوس ولبنان والمالديف وفلسطين وسوريا ومن أهم مزايا هذا النظام أنه يمكن الناخبين من اختيار مرشحيهم بحرية أكبر ودون الأخذ بانتماءاتهم الحزبية ، أما أهم مساوئه فتتمثل فى انعكاساته غير المتوقعة وغير المرغوب فيها أحياناً على نتائج الانتخابات. ومثال لذلك (تايلاند): فنظام الكتلة أدى إلى انقسام وتشرذم الأحزاب السياسية إذ أن النظام يسهم فى تنافس مرشحى الحزب الواحد فيما بينهم نظراً لتمكين الناخبين من الاقتراع لأكثر من مرشح واحد فى دوائرهم الانتخابية ، لذلك نجد بعض الدول قد هجرت هذا النظام واستغنت عن استخدامه فى السنوات الأخيرة إذ تحولت كل من تايلاند والفلبين من نظام الكتلة إلى نظام مختلط فى نهايات التسعينات من القرن الماضى . وذكرت الدراسة ان النظام الانتخابى الثالث هو نظام الكتلة الحزبية ويقوم هذا النظام على وجود دوائر انتخابية متعددة التمثيل حيث يملك الناخب صوتاً واحداً يستخدمه لممارسة خياره بين قوائم حزبية من المرشحين بدلاً من الاختيار بين المرشحين الأفراد ، ويفوز الحزب – أو القائمة – الحاصل على أعلى الأصوات بكافة مقاعد الدوائر الانتخابية ، وبذلك يتم انتخاب كافة مرشحيه على القائمة , وتتمثل أهم مزايا هذا النظام فى كونه سهل الاستخدام ويعمل على تحفيز الأحزاب السياسية وتمكينها من ترشيح مجموعات مختلطة من المرشحين وذلك عملاً على تمكين الأقليات من الحصول على تمثيل لها ويمكن استخدامه لتحقيق تمثيل عرقى متوازن حيث أنه يمكن الأحزاب من تقديم قوائم مرشحين تشتمل على تنوع عرقى ، إلا أن نظام الكتلة الحزبية يعانى من معظم المساوئ المتعلقة بنظام الفائز الأول ، إذ أنه قد يؤدى إلى نتائج غير تناسبيه من خلال تمكينة لحزب ما الفوز بكافة المقاعد بالرغم من حصوله على أغلبية بسيطة من الأصوات . ومثال ذلك :- (جيبوتى): ففى انتخابات عام 1997 فاز ائتلاف التجمع من أجل الأغلبية الرئاسية الحاكم بكافة مقاعد البرلمان تاركاً بذلك حزبى المعارضة خارج نطاق التمثيل البرلمانى.وقالت الراسة ان النظام الانتخابى الرابع هو -نظام الصوت البديل:وخلال هذا النظام، يقوم الناخبون بترتيب المرشحين حسب الأفضلية وذلك من خلال إعطاء المرشح المفضل رقم (1) ومن ثم إعطاء الذى يليه فى الافضلية الرقم (2) ومن ثم الرقم (3) الذى يليه وهكذا وبهذا الشكل يعطى نظام الصوت البديل الناخبين إمكانية التعبير عن أفضلياتهم بدلاً من التعبيرعن خيارهم الأول فقط ولهذا السبب يعرف هذا النظام عادة بنظام الصوت التفضيلى فى البلدان التى تعتمده. ويتميز هذا النظام بتمكين الأصوات المعطاه لمجموعة من المرشحين من التراكم بحيث يمكن توفيق الاهتمامات المتقاربة على الرغم من اختلافها من أجل الحصول على تمثيل فى البرلمان , بالإضافة إلى أنه لايشترط على الناخبين أن يقوموا بترقيم كافة المرشحين على ورقة الاقتراع مما يساعد على تقليل الأصوات الباطلة . ولهذا النظام عيوبة أيضاً فهو يتطلب مستويات جيدة من الوعى والثقافة لتطبيقه بشكل صحيح, كما أنه قد يؤدى إلى نتائج غير تناسبيه بسبب استخدامه في دوائر أحادية التمثيل . ويتم استخدام هذا النظام فى كل من استراليا- فيجى - بابوا غنيا الجديدة . اما النظام الخامس وفقا للدراسة فهو نظام الجولتين: ويقوم هذا النظام على انتظام العملية الانتخابية من خلال جولتين انتخابيتين بدلاً من الجولة الواحدة عادة ما يفصل بينهما أسبوع أو أكثر حيث تسير الجولة الأولى بذات الطريقة التى يتم فيها تنظيم الانتخاب على اساس الجولة الواحدة, وفى حال عدم فوز اى من الأحزاب او المرشحين بالأغلبية فى الجولة الأولى يتم تنظيم جوله انتخابية ثانية يفوز فيها بالأنتخاب الحزب او المرشح الحاصل على أعلى الأصوات. وهذا النظام هو الأكثر شيوعاً فى انتخابات الرئاسة بشكل مباشر ويتميز هذا النظام بأنه يعطى الناخبين فرصة ثانية للأقتراع لصالح مرشحهم المفضل من جديد أو لتغيير رأيهم بعد الجوله الأولى وأيضاً يتفادى مشكلة انقسام الأصوات بين حزبين أو مرشحين . أما مساوئ هذا النظام أنه يثقل كاهل الإدارة الانتخابية والتى تضطر بموجبه لتنظيم عملية انتخابية ثانية خلال مدة زمنية قصيرة بعد الانتهاء من الأولى مما يزيد من أعباء العملية الانتخابية وتكلفتها المادية بالإضافة إلى مزيد من التأخير فى الإعلان عن نتائج الانتخابات النهائية الأمر الذى قد يؤدى إلى شيء من عدم الاستقرار والغموض بالاضافة إلى ذلك أنه يلقى المزيد من الأعباء على كاهل الناخبين من خلال اضطرارهم للقيام بالاقتراع مرتين متتاليين الامر الذى كثيراً ما ينتج عنه انخفاض حاد فى مستويات المشاركة فى الجولة الثاية مقارنة بالأولى .ويستخدم هذا النظام فى مصر و أفريقيا الوسطى والكونغو والجابون ومالى وموريتانيا وجزر القمر وإيران وغير ذلك وقالت الدراسة ان النظام الانتخابى السادس فهو نظام القائمة النسبية :- ويقوم هذا النظام على تقديم كل حزب سياسى لقائمة من المرشحين في كل واحدة من الدوائر الانتخابية متعددة التمثيل ويقوم الناخبون بالاقتراع لصالح الأحزاب حيث يفوز كل حزب سياسى بحصة من مقاعد الدائرة الانتخابية تتناسب مع حصته من أصوات الناخبين ويفوز بالانتخاب المرشحون على قوائم الاحزاب وذلك بحسب ترتيبهم التسلسلى على القائمة وشددت الدراسة ان هذا النظام يعمل على زيادة حظوظ ممثلى الاقليات فى الفوز بالانتخاب عندما يقترع الناخبون كما هى العادة بما يتماشى مع واقع التركيبة الاجتماعية والثقافية لمجتمع ما ويمكن لنظام القائمة النسبية أن يسهم فى إفراز سلطة تشريعية تضم ممثلين عن كل من مجموعات الأكثرية والأقليات فى ذلك المجتمع ولقد أثبتت التجربة فى عدد من الديموقراطياتالتى كانت ناشئة كجنوب افريقيا واندونيسيا بأن نظام القائمة النسبية يفسح المجال أمام الأحزاب السياسية لتقديم قوائم من مرشحين ينتمون لمجموعات عرقية وإثنية مختلفة , بالإضافة إلى أنه يعطي فرصة كبيرة للمرأة للحصول على مقاعد في البرلمان عن طريق احتواء قوائم الأحزاب على مرشحات من النساء وتتمثل عيوب هذا النظام في أنه لا يتيح للناخب فرصة الاختيار الفردي فالناخب إما أن ينتخب القائمة بأكملها أو يرفضها بأكملها وهذا قد يؤدي بدوره لصعوبة تطبيق هذا النظام في الدول التي تفتقد للأحزاب السياسية الفاعلة . وقالت الدراسة ان النظام السابع هو نظام الصوت الواحد المتحول : يقوم هذا النظام على أساس وجود دوائر انتخابية متعددة التمثيل حيث يقوم الناخبون بترتيب المرشحين على ورقة الاقتراع بالتسلسل حسب الأفضلية وفى غالبية الأحوال تكون عملية الترتيب هذه اختيارية حيث لا يطلب من الناخبين ترتيب كافة المرشحين ولهم إن أرادوا اختيار مرشح واحد فقط وبعد الانتهاء من فرز وعد الأفضليات على أوراق الاقتراع يتم تحديد عدد الأصوات المطلوبة لانتخاب المرشح الواحد وأشارت انه . يتميز بأنه يوفر فرصة كبيرة للمرشحين المستقلين بالفوز لأن الناخبين يعبرون عن خيارهم بين المرشحين بدلاً من الأحزاب مما يساعد على وجود برلمان به نسب عادله بين المرشحين وبالرغم من هذا فإن هذا النظام يعتبر الأكثر تعقيداً لأنه يحتوى على تفاصيل عد وفرز الأصوات وتكرار الكثير من عمليات احتساب وتوزيع الأصوات الفائضة . وعلى الرغم من أن علماء السياسة دافعوا عن هذا النظام لسنوات طويلة إلا أن استخدامه مازال محصوراً فى بضعة دول مثل :- مالطا – انتخابات مجلس الشيوخ فى أستراليا - الانتخابات المحلية فى أيرلندا الشمالية . اما النظام الانتخابى الثامن فهو نظام العضوية المختلطة :- ومن خلاله يتم توزيع المقاعد النسبية فى ظل هذا النظام الحاصل فى نسبية النتائج الخاصة بمقاعد الدوائر الانتخابية أحادية التمثيل والمنتخبة بموجب أحد نظم التعددية الأغلبية أو أحد النظم الأخرى التى يتركب منها النظام المختلط ويطبق هذا النظام فى المانيا – نيوزلندا – ألبانيا – إيطاليا – ليسوتو – المكسيك – فنزويلا . ووفقا للدراسة يعتبر "النظم المتوازية "هو النظام الإنتخابي التاسع، ويقوم هذا النظام على استخدام اسلوبين أحدهما نظام انتخاب نسبى والآخر يتبع نظم تعددية / الأغلبية وفى ظل هذا النظام يمكن أن يعطى الناخب ورقة اقتراع واحدة كما في النظام العضوية المختلطة حيث يدلى بصوته لكل من مرشحه المفضل وللحزب الذى يختاره على غرار ما يحصل في جمهورية كوريا الجنوبية كما ويمكن أن يعطى ورقتي اقتراع منفصلتين تخص واحدة منهما المقعد المنتخب بموجب نظام التعددية / الأغلبية بينما تستخدم الورقة الأخرى للاقتراع للمقاعد المنتخبة بموجب النظام النسبي ويتميز بكونه يحد من الخلل في نسبة النتائج ويعطي الأحزاب الصغيرة فرصة في الحصول على مقاعد في البرلمان، ومن أهم مساوئه أنه نظام معقد ويصعب على الناخبين فهمه بالكامل، ويعمل به في كل من اليابان وليتوانيا وتايلاند واشارت دراسة المركز الديمقراطي لدراسات الشرق الاوسط بنورث كارولينا ان النظام الانتخابي العاشر هو نظام الصوت الواحد غير المتحول . ويقوم هذا النظام على اساس اقتراع الناخب لصالح مرشح واحد فقط فى دائرته ويتم ذلك فى دوائر متعددة التمثيل حيث يتم انتخاب أكثر من ممثل واحد عن كل دائرة انتخابية ويفوز بالانتخاب المرشحون الحاصلون على أعلى الأصوات. ويتميز وفقا للدراسة بكونه يحد من الخلل في نسبة النتائج ويعطي الأحزاب الصغيرة فرصة في الحصول على مقاعد في البرلمان بالإضافة إلى أنه يسهم في دفع الأحزاب لتنظيم نفسها بشكل أفضل والعمل على توجيه ناخبيها لتوزيع أصواتهم على مرشحيها بشكل يضمن لهم الفوز بأكبر عدد من المقاعد وبالرغم من ذلك فإن هذا النظام قد يتسبب في ضياع أعداد كبيرة من الأصوات التي تذهب هباء ويمكن أن ينتج عن هذا عدم فوز الأحزاب الصغيرة بأي تمثيل . ويستخدم هذا النظام حالياً فى الانتخابات التشريعية فى كل من أفغانستان والأردن ومجلس الشيوخ فى اندونيسيا وتايلاند . واشارت الدراسة ان النظام الانتخابى الحادى عشر على مستوى العالم هو نظام الصوت المحدود : وفى هذا النظام يملك الناخب أكثر من صوت واحد ولكن بعدد يقل عن عدد الممثلين المنتخبين عن الدائرة الانتخابية ويفوز بالانتخاب المرشحون الحاصلون على أعلى الأصوات. ويستخدم هذا النظام لتنظيم العديد من الانتخابات المحلية إلا أن استخدامه على المستوى الوطنى ينحصر فى كل من واسبانيا وجبل طارق اماالنظام الانتخابى الثانى عشر وفقا للدراسة فهو -نظام بوردا : وهو نظام تفضيلى حيث يقوم الناخبون بترتيب المرشحين حسب الأفضلية ويمكن استخدامه فى دوائر أحادية التمثيل أو دوائر متعددة التمثيل على حد سواء وفى ظل هذا النظام على العكس من نظام الصوت البديل هناك عملية عد واحدة حيث يتم احتساب الأفضليات التى يحصل عليها كل مرشح كأجزاء من الصوت الواحد, تعطى الأفضلية القيمة واحد بينما تعطى الأفضلية الثانية قيمة تساوى النصف والثالثة قيمة تساوى الثلث وهكذا ويتم جمع هذة القيم لكل مرشح حسب الأفضليات التى حصل عليها من أصوات الناخبين ويفوز بالانتخاب المرشحون الحاصلون على أعلى المجاميع وهذا النظام يستخدم فى (ناورو) فقط وهى إحدى جزر المحيط الهادىء المستقلة.