نظرا لتطور الأحداث الجارية بصورة سريعة، وذلك بعد اندلاع المواجهات وأعمال العنف التي وقعت بمدينة بورسعيد، أصدر حزب المؤتمر الذي يرأسه عمرو موسى بياناً جاء فيه. أولاً: يتقدم حزب المؤتمر بأخص التعازي لأسر شهداء الوطن والثورة في بورسعيد والسويس وغيرها من مدن القناة وعلى اتساع الجمهورية ويعبر عن شدة الحزن والأسى لإزهاق هذه الأرواح الطاهرة . ثانياً: تمر البلاد الآن بمرحلة غاية في الخطورة التي أصابت البلاد بأحداث جسام نالت من استقراره وأزعجت المصريين جميعاً، بل أزعجت دول المنطقة وخاصة الدول العربية، كما أصيب الموقف الدولي بكثير من الإحباط إيذاء الوضع في مصر. ثالثًا: سبق لحزب المؤتمر أن بادر بالدعوة لتكوين جبهة للإنقاذ الوطني في محاولة جادة لتصويب أوضاع البلاد، وذلك يوم 22 نوفمبر حيث دعا مختلف القوى السياسية للاجتماع في حزب الوفد فور صدور الإعلان الدستوري الذى رفضه الشعب، وكذلك لمواجهة الإخفاقات الدائمة للحكومة على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، واستمرار تراجع الدور المصري عربياً وإقليمياً ودولياً. هذا بالإضافة الى الانتهاكات القانونية والدستورية . رابعاً: قرر الحزب في اجتماعه الطارئ اليوم 27 يناير : 1- ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني لا تستبعد حزباً ولا فصيلاً سياسياً فاعلًا أو قوى وطنية وذلك لإدارة شئون البلاد في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، خاصة في ضوء الشعور العام والطاغي بأنه لا يمكن لفصيل أو جماعة أو حزب أن ينفرد بحكم البلاد في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية وأن مصر أكبر من أن يقودها فصيل واحد له أولوياته الخاصة والتي لا تتوافق مع الأولويات القومية. مع التأكيد على أن تكون هذه الحكومة المقترحة واضحة المعالم في أولوياتها التي يجب أن تبدأ باستعادة أمن البلاد وإطلاق العمل النشط في إدارة الوضع الاقتصادي بما يحقق توفير احتياجات الشعب الاقتصادية والاجتماعية والخدمية . 2- تقوم تلك الحكومة بالدعوة الى حوار وطني فاعل وشامل وحقيقي وواقعي على أساس جدول أعمال محدد وإطار زمني محدد وبإرادة سياسية لأن تنفذ الدولة ما يتم إقراره أو الاتفاق عليه، وأن نتوقف عن الحوارات غير المنتجة . 3- المطالبة بتأجيل تحديد مواعيد الانتخابات في الوقت الحالي. خامساً: حددت قيادة حزب المؤتمر طريقها المبنى على الديمقراطية ومبادئ الثورة وحركة الجمهورية الثانية نحو المستقبل ودعم التوجه الايجابي لجبهة الإنقاذ الوطني. سادساً: أن دماء شباب الوطن في كافة محافظات مصر.. شهداء وجرحى.. من بورسعيد الباسلة الى السويس الصامدة مدينة البطولة الى الإسكندرية العاصمة الثانية للبلاد إلى مختلف محافظات مصر في صعيدها ودلتاها وصحاريها لن تضيع سدى.. ولابد أن نتصدى بكل قوة حتى نقتص ممن تسببوا أو شاركوا أو قاموا بإزهاق هذه الارواح الطاهرة . الكل مسئول وفى مقدمتهم أولو الأمر الذين كانوا يعلمون بخروج شباب مصر وشعبها في ذلك اليوم دون اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لحماية الثوار. ويرى الحزب أنه لابد من الإسراع بتحديد المسئولين عن هذه المذبحة وسرعة تقديمهم للمحاكمة. سابعاً: مساءلة كافة الشخصيات التي أساءت إلى مصر داخلياً وخارجياً بتصريحات وتلميحات أضرت ومازالت تضر بالوطن وأمنه القومي وتضر بالعلاقات العربية والدولية. ثامناً: أن سوء إدارة الازمة واضح، وهو جزء من سوء إدارة الأمور في مصر وهذا وضع يجب أن ينتهى حماية للمجتمع المصري ومصالحه، ويتوازى مع وذلك تصريحات تصدر من بعض القوى السياسية تقوم على الإقصاء والإبعاد والتبسيط والسطحية وهو ما سوف ينتهى الى الانقسام والصدام في مصر، وندعو الجميع الى أن يتقوا الله في هذا الوطن