حددت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" احتياجاتها لتغطية تكاليف استغاثة الأطفال السوريين وأسرهم في الأردن بنحو 57 مليون دولار للشهور الستة الأولى من العام الجاري. وقالت مسئولة الإعلام والاتصال في المنظمة جولييت توما - في تصريح لصحيفة" الغد" الأردنية الصادرة اليوم "الأحد"-: إن المبلغ سيغطي قطاع الحماية "حماية الطفل "والمياه والصرف الصحي والتربية والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، مشيرة إلى أن التحدي يكمن في أن المبالغ التي تم رصدها للعام 2012 لدعم اللاجئين السوريين تم استخدامها لتلبية هذه الاحتياجات للاجئين. وحول الوضع في مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بالأردن بعد انقضاء العاصفة الثلجية، بينت توما أن الأيام الماضية كانت قاسية لكن الوضع تحسن الآن بشكل كبير"، موضحة أن التحدي الأبرز حاليًا أن عددًا من الأسر ممن تضررت خيامهم يقيمون حاليًا في المدرسة التي أنشأتها "اليونيسف" الأمر الذي يعني تعطيل الدراسة لفترة، مؤكدة أنه رغم الأوضاع الجوية خلال الأيام الماضية، إلا أنه لم تسجل أي حالة وفاة للأطفال. ونبهت توما إلى أن المنظمة لم تحصل حتى الآن على أي أموال جديدة بعد إطلاق مناشدة إنسانية سابقة لتغطية تكاليف إغاثة مساعدة اللاجئين والمهجرين السوريين في سوريا ودول الجوار المحيطة التي تستقبل اللاجئين السوريين ومنها الأردن ولبنان والعراق وتركيا إلى جانب مصر. وكانت منظمة "اليونيسيف" قد أشارت في بيان صحفي أصدرته أول أمس "الجمعة" إلى أن الأحوال الجوية القاسية التي اجتاحت المناطق الشمالية للأردن، ساهمت في تفاقم الأوضاع للأطفال السوريين، الذين يبلغ عددهم حوالي 55 ألفا، موضحة أن مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان) شهد فيضانات واسعة النطاق جرفت الخيام وغمرت نظام تصريف المياه والساحات المخصصة للأطفال في ظل صعوبة وصول صهاريج المياه بسبب الأوحال ما ضاعف من سوء الأحوال داخل المخيم. وكانت "اليونيسف" أطلقت نداء من جنيف في 19 ديسمبر الماضي لجمع مبلغ 195 مليون دولار لتغطية تكاليف إغاثة ومساعدة للاجئين السوريين المهجرين داخل سوريا وفي الأردن ولبنان ومصر والعراق وتركيا لكن لم يتم تحصيل المبلغ المطلوب حتى الآن.
من ناحية أخرى، وصلت إلى مطار الملكة علياء الدولي(35 كم جنوب عمان) طائرة مساعدات إنسانية موجهة من دولة قطر للاجئين السوريين في الأردن. وقال بيان للسفارة القطرية في الأردن أن الطائرة تحمل على متنها 45 طنا من المساعدات العينية التي تحتوي على ملابس وبطانيات وخيام ومدافيء ومواد غذائية، مشيرا إلى أنه جرى التنسيق بين الهلال الأحمر القطري والهلال الأحمر الأردني للإشراف على عملية التوزيع التي ستشمل اللاجئين السوريين في مخيم "الزعتري". وعلى صعيد آخر، قدر الناطق الإعلامي باسم شئون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود في تصريح لصحيفة "الدستور" الأردنية نشرته في عددها الصادر اليوم "الأحد" عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا الأردن منذ بداية العام الجاري وحتى تعرض المملكة للمنخفض الجوي الأخير بنحو 10 آلاف لاجئ ولاجئة سورية. وقال الحمود: إن فترة المنخفض الجوي شهدت تراجعا في أعداد اللاجئين السوريين الفارين للأردن نظرا لغزارة الأمطار في "سد الوحدة " في منطقة "وادي اليرموك " الذي يعبر منه اللاجئون السوريون للأراضي الأردنية والتي قدرت بنحو 25 مليون متر مكعب من المياه. وأشار إلى أنه لم تتعرض سوى 200 خيمة فقط في مخيم "الزعتري" للتلف جراء المنخفض الجوي الذي مر بالمملكة خلال الفترة الماضية، مؤكدا أنه لم تسجل أية حالة وفاة للاجئين السوريين داخل المخيم نتيجة البرد القارس. وتشير الأردن إلى أنها تستضيف حاليا ما يزيد عن 300 ألف لاجئ يقيمون بالأردن منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011 من بينهم أكثر من 65 ألفا بمخيم "الزعتري". ويقيم اللاجئون السوريون في ثلاثة تجمعات رئيسية في الأردن في مدينة "الرمثا" الحدودية بمحافظة إربد (95 كم شمال عمان) ومخيم "الزعتري" في المفرق فيما يتوزع الآلاف منهم في محافظات المملكة من بينها إربد وعمّان والمفرق ومعان لدى أقاربهم وفي الإسكانات الإيوائية التابعة للجمعيات الخيرية المحلية.