مازالت الجماعة الصحفية تدفع ضريبة و ثمن "الكلمة" فعلى الرغم من الإفراج عن الزميلة شمياء عادل ، الصحفية بجريدة "الوطن "، بعد إعتقالها من جانب السلطات السودانية ، فوجئ الصحفييون بإعتقال الدكتور أحمد لبيب جعفر ، الصحفي بجريدة "أفاق عربية" ، من قبل السلطات الأمنية في دولة الإمارات ، دون الإفصاح عن أسباب الإعتقال ، و مكان تواجده حتى الأن ، الأمر الذي إعتبرته الجماعة الصحفية تجاوز لا يمكن السكوت عنه ، خاصة و أن الزميل المعتقل كان يؤدي عمله ، حينما تم الاستيلاء على الحواسب الآلية الخاصة به، بالإضافة إلى أن القبض على "جعفر " تم دون توجيه اتهام محدد، وفي ظروف غامضة، دون أن يكون طرفا في أي مخالفة قانونية، تنتهك القوانين المحلية المعمول بها في دولة الإمارات ، إلتقت أسرة الزميل المعتقل للوقوف على تفاصيل الواقعة . منال الجندي ، زوجة الصحفي المعتقل ، روت ل تفاصيل الساعات الأخيرة قبل إعتقال زوجها ، فقالت : " في الساعة الرابعة عصر يوم 14 ديسمبر الماضي ، فوجئنا باتصال منه أكد خلاله أنه تلقى استدعاء من الأجهزة الأمنية لاستجوابه و الاستفسار منه حول بعض المعلومات ، لكنه لم يوضح لنا طبيعة تلك المعلومات ، و بعدها بيوم تلقينا اتصال من صديقه الذي يشاركه في السكن ، حيث ذكر أن أجهزة الشرطة رافقت "جعفر" إلى منزله بالإمارات ، و قامت بمصادرة ثلاث أجهزة "لاب توب" الخاصة به ، بالإضافة إلى جهاز الكمبيوتر الموجود بالمنزل ، و بعض المستندات ، و الأوراق الشخصية و أرشيفه الصحفي ، ثم بعد ذلك تم اقتياده إلى مكان مجهول ، ليعود زميله إلى مصر في نفس اليوم بشكل مفاجئ" ، و أضافت : "حتى الأن لا نعلم لماذا تم إلقاء القبض عليه ، و ما هي التهم الموجهة إليه ، خاصة و أنه تم إلقاء القبض على عدد من المصريين خلال الفترة الماضية دون إبداء أي أسباب أيضاً" . و حول طبيعة كتاباته و اتجاهاته السياسية ، أكدت "الجندي" أن زوجها متواجد داخل دولة الإمارات منذ عام 1990م ، ولا يملك أي عداوات مع السلطات و أجهزة الأمن الإماراتية ، و هناك بعض الأدلة التي تؤكد ذلك ، من بينها قيامه بتدريس بعض دورات التنمية البشرية لأفراد و طلاب شرطة دبي من خلال مركز التدريب الذي كان يمتلكه هناك ، كما كانت تربطه علاقات قوية بوزير البيئة الإماراتي ، و عدد أخر من المسئولين ، بحكم عمله كصحفي في جريدة "الاتحاد". و بنبرة حزينة طالبت وزارة الخارجية بلعب دور أكبر في الأزمة من أجل الإفراج عن زوجها ، كما طالبت الدكتور محمد مرسي ، رئيس الجمهورية ، بالتدخل بشكل رسمي و ممارسة ضغوط من أجل الإفراج عن كافة المعتقلين المصريين ، خاصة و أنه يعاني من بعض الأمراض المزمنة ولابد أن يتناول الأدوية بشكل دوري ، و عبرت عن شكرها لمجلس نقابة الصحفيين بسبب جهودهم المستمرة ، و تعاملهم مع الأزمة بشكل إنساني قبل أن يكون مهني ، و تواصلهم بشكل دائم مع السفارة المصرية في الإمارات. من جانبها أشارت أبنة الزميل الصحفي المعتقل ، مريم أحمد لبيب ، إلى أن أبيها سعى في الفترة السابقة لإلقاء القبض عليه للمطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين المصريين داخل السجون الإماراتية ، خاصة و أن معظمهم تم إلقاء القبض عليه دون توجيه أي اتهامات لهم ، مشيرة إلى أنها لا تستطيع أن تجزم هل الاعتقال متعلق بموقفه الداعم لأبناء وطنه المعتقلين أم لا ، و لكنها المتأكدة هو أن عائلته و عائلات جميع المعتقلين لا يعلمون شيئاً عن ذويهم ، و لم تسمح لهم الإمارات بالاتصال بهم ، أو توكيل محامين للدفاع عنهم ، كما لم يتم توجيه إي إنذارات لهم قبل القبض عليهم. و أبدت "مريم" تعجبها من أسلوب السلطات الإماراتية في التعامل مع المواطنين المصريين المقيمين داخل حدودها ، موضحة أنها عاشت مع أسرتها 15 عام في الإمارات ، ولم يواجهوا أي مشاكل طوال هذه السنوات ، مشيرة إلى أن هناك لبس ، و خطأ في إجراءات القبض على والدها.