ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الجمعة أن أكراد سوريا يواجهون مستقبلا غامضا في حال سقوط الأسد،مشيرة إلى أن خروج قوات النظام من المناطق الكردية أثار حالة من انعدام الثقة بين المسلحين المناهضين لنظام الأسد وثالث أكبر مجموعة عرقية في سوريا. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن النزاع بدأ عندما وصل شاب عربي يدعى محمد إلى نقطة تفتيش كردية.وقام الجنود الأكراد في النقطة بضربه وتجمع محمد الغاضب والمهان،والمصاب بالرضوض مع مجموعة من الأصدقاء المسلحين وحدث تبادل لإطلاق النار، وقتل محمد، وشقيقه وثلاثة آخرين وتوفي ثلاثة أكراد أيضا.مضيفة أن الجانبين اتفقا على هدنة، كجزء من صفقة التخلي الأكراد عن نقطة تفتيش الجبل في قرية القسطل، على بعد سبعة أميال من مدينة اعزاز في شمال سوريا، وتراجعوا عن الطريق.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت الشهر الماضي تدل على التوترات التي ظهرت في أعقاب الانتفاضة السورية.
والأكراد هم ثالث أكبر مجموعة عرقية في سوريا: 3 ملايين في بلد من 23 مليون نسمة، عانت طويلا من التمييز من قبل الأنظمة العربية المتعاقبة في دمشق، وغالبا ما يتم رفض حقهم في المواطنة، وهم الآن يطالبون بحقهم في تقرير المصير. ومن غير الواضح، مع ذلك، ما إذا كان سوف يكون مصيرهم أفضل في سوريا ما بعد الثورة مع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأكراد يعيشون في الغالب في الجبال شمال البلاد، بالقرب من الحدود التركية. وأن عاصمتهم غير الرسمية هي بلدة القامشلي الحدودية شمال شرق البلاد.
واستطردت الجارديان البريطانية انه على النقيض مع هذه الصورة ، فإنه في أجزاء أخرى من سوريا يعيش الاكراد والعرب في تعايش ووئام تتعايش.حيث تعتبر مدينة قباسين، شمال حلب، نموذجا في التعاون بين الأعراق.
ويبلغ تعداد سكان البلدة الدائمين حوالي 18 ألف نسمة، قسمت بالتساوي بين العرب والاكراد.ويرفرف علم كردستان - الأحمر والأبيض والأخضر مع الشمس البرتقالية في منتصفه -في ساحة البلدة بالقرب من علو ثوار سوريا بألوانه الثلاثة.وتم وإعادة طلاء جدران مكتب المجلس المحلي الأسبوع الماضي ووضع شعارات ودية باللغة الكردية والعربية: "الاكراد والعرب قلب واحد".
وقال رئيس البلدية الكردي بشار مسلم "نحن أخوة " مشيرا إلى نائبه العربي قائلا "لا توجد فروق بيننا". ولكن ماذا عن الاشتباكات العنيفة في عفرين ورأس عين وحلب؟ فقد بدأت هذه الخلافات، بعد أن أقام مقاتلي جبهة النصرة حواجز في حي الأشرفية في حلب. ويخشى الأكراد من أن يبدأ النظام في قصفهم، لدفع المجاهدين للخروج منها، وسقوط عدد من القتلى.
ورصدت الصحيفة وجهات نظر بعض الأكراد حول مستقبل سوريا فيما بعد الأسد ومكان الكراد في الدولة الجديدة ، ونقلت عن عامل كردي-52 عاما- قوله انه يؤيد حزب الاتحاد الديمقراطي غير أنه يشعر بخيبة أمل من ولده الذي يعارض الحزب وانه على ما يبدو من المتحمسين للثورة سوريا ، وأضاف ماذا سيحدث للأكراد إذا ما أطيح الأسد؟ مجيبا "ربما ستكون الأمور أسوأ بالنسبة لنا".
من جانبه ، رفض زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي ،صالح مسلم، اتهام حزبه بانه الطابور الخامس في البلاد. لافتا إلى أن الأكراد كانوا اول من ثار ضد الأسد - مع الانتفاضة الدموية في عام 2004 في القامشلي - وقبل الثورة الحالية قام النظام بسجن العديد من أنصار الحزب الكردي.وفي الوقت نفسه فقد قاتل متطوعين أكراد جنبا إلى جنب مع الجيش الحر وتوفي منهم في معركة حلب؛ كما نظم الأكراد العاديين الاحتجاجات ضد الأسد. وانتقل الآلاف من النازحين العرب إلى المناطق الكردية الآمنة نسبيا.
واستطردت الصحيفة أن هناك الكثير من العقبات في طريق الحكم الذاتي بالنسبة للأكراد.حيث ان الأكراد ليسوا فقط على خلاف مع النظام الحالي ، ولكن أيضا مع بعضهم البعض. فهناك تحالف سياسي منافس سياسي من 12 حزبا سياسيا كرديا "المجلس الوطني الكردستاني".وهو يحظى بدعم مسعود البرزاني الرئيس المؤثر لإقليم كردستان العراق شبه المستقل في شمال العراق.