مصر .. إلي أين ؟ .. سؤال طالما تبادر إلي أذهاننا جميعاً و ربما لا نعرف له إجابة واضحة ، فالمؤشرات كلها تدل علي أننا نتجه نحو بناء دولة إسلامية ويميل البعض إلي أن مصر ستركب القطار لتلحق بإيران أو أفغانستان. الإعلان الدستوري الثاني والذي أذاعه د/ محمد سليم العوا حرك مشاعر بعض إخواننا في السودان الشقيق الذين أبدوا تخوفهم علي مستقبل مصر الأم و الأخت الكبري لكل الدول العربية ، فبعثوا برسالة تحذير للشعب المصري تخوفاً من سقوطه في الفخ الذي سقطت فيه السودان .. نشر موقع "سودانيز أونلاين" مقالاً بعنوان "مصر : مقبلة علي التفرقة والشتات والاْنقسام بالدستور الإسلامي الجديد" .. قالت فيه "ضحية سرير توتو" كاتبة المقالة أن الدستور المصري الذي أنسحب منه ممثلي الكنيسة و القوي المدنية ، كتبه نحو 85 عضواً من بينهم 68 ممن ينتمون إلي التيارات الإسلامية معظمهم خرجت من باطن الأرض لتحكم بشراسة علي حد تعبيرها . لعل مشهد إلقاء د/ العوا للإعلان الدستوري الذي أعاد لذاكرة السودانيين مشهد كتابة الدستورالسوداني المعروف بإسم "قانون سبتمبر" عام 1983 وقت حكم الرئيس السوداني "جعفر نميري" والذي ظل معمول به في ظل حكم البشير، فالمفارقة أن واضع هذا الدستور الذي أرتكبت بسبب العديد من الجرائم بإسم الإسلام هو د/ العوا . فقبل أن نسقط في الفخ علينا أن نتعرف علي أهم ملامح دستور سبتمبر 1983 أو قوانين الشريعة الإسلامية ، التي أعلن بموجبها "نميري" نفسه إماماً للمسلمين وذلك بعد الإقرار بتطبيق الشريعة الإسلامية في الدستور ، فحكم الكثيرين بتهمة الردة و تم تطبيق الحدود مثل حد الحرابة وقطع أيدي السارق ، الأكثر من ذلك هو بث الفرقة في نفوس أبناء الوطن و الطائفية مما أدي إلي تقسيم السودان فيما بعد . فإذا كانت الأصوات المتشددة في الشارع المصري تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية و إذا كان د/ العوا وأمثاله ممن ينتمون إلي التيارات الإسلامية سيكتبون دستور مصر ، فهل تتوقع أن يختلف مستقبل مصر عن السودان ؟ .