الإبداع لا توصفه مجرد حروف كلمته فهو في حقيقة طياته أكبر من حدود خيال الواقع البسيط عندما يمزج ببهارات روح الشباب المشتعلة. الشباب المبدع التائق لإثبات جدارته وسط وحوش أدغال الحياة المكشرة لأنيابها في كل خطوة يخطوها ، يجد بطريقة أو بأخرى بعزمه وإصراره ممراً يعبر بموهبته الإبداعية إلى نور التجسيد الواقعي . وبالحديث عن الإبداع الشبابي، نجد بذوره مزروعة في حقول " أوسكاريزما ستوديو "، هكذا سماها أعضاء الفرقة من الفنانين المستقلين المحترفين والهواة الذين جمعهم اختلاف مواهبهم المميزة ، مؤمنين بتوصيل رسالة الفن بشكل جديد منبثق من روح شبابية متجددة في شكل مبسط وساخر على كل سلبيات المجتمع. وعند الحديث مع أحمد نجدي الشهير ب"أوسكار"، أحد مؤسسي الفرقة أوضح أن هذا الكيان يهدف لعكس قضايا المجتمع المختلفة عن طريق مرايا فنية متعددة الانعكاسات تضم في كيانها أكثر من سبعة أقسام وفرق داخلية ، أولها فرقة "أوسكاريزما الموسيقية" التي تقوم بإحياء الحفلات الغنائية بموسيقى وكلمات جديدة بأسلوب فني شبابي مختلف، وفرقة " أوسكاريزما المسرحية " التي تقوم بتجسيد النصوص الأجنبية الأشهر في شكل كوميدي بسيط مسلطة الضوء على قضايا المجتمع المختلفة لعرضها بطريقة مسرحية سلسة، هذا إضافةً إلى تنظيم الفرقة لعدة ورش "للكتابة والتأليف" و"التصوير والمونتاج " وكذلك تعليم " التمثيل والارتجال " وفنونه، وأخيراً ورش التمثيل الصامت " المايم " والأداء الحركي . وعند سؤاله عن العائد المعنوي والمادي من هكذا مؤسسة فنية صغيرة، قال بصريح العبارة "الهدف مش فلوس بس المهم إننا بنقدم حاجة بنحبها وبنطلع فيها طاقة مواهبنا "، موضحاً أن العائد المادي لا يأتي بسهولة ولا باستمرار وعلى الرغم من ضاّلته إلا أنهم يستثمرونه في عروضهم القادمة غير أن المسئولين عن الثقافة والفنون لا يلقون الكثير من الاهتمام وسط المبدعين الشباب ( الأندرجرواند ) الغير حاملين لبؤرة الشهرة . أضاف أوسكار أن حلمه الوحيد يكمن في انطلاق ثورة فنية حقيقية تضم تحت مظلتها العديد من الفنانين المستقلين للتعبير عن الذات والارتقاء بالمواهب لمستوى أعلى بإيجاد تجسيد واقعي لها متجمعة تحت سقف "ستوديو اوسكاريزما ". وتضم الفرقة حالياً أكثر من ثلاثين عضواً من مختلف الفئات والقدرات أبرزهم صلاح الدالي (ستاند اب كومديان) هلال الحاكمي ( ممثل ) عمر فتحي ( رسام جرافيتي ) أحمد عصام ( مؤلف ومخرج ) ميسون حسين ( مخرجة ) ، والعديد من الممثلين أمثال ( حسام علاء ، صلاح عبادة ، أدهم عثمان ، أيمن عبد الفتاح )، وأخيراً أوسكار ( ممثل مسرحي وراقص وعازف وممثل مايم ) . لا يجمعهم سوى عشقهم الفني باختلاف فنونهم حالمين بمستقبل أفضل يرسمونه بفرشاة مواهبهم المشتعلة مكونين في سماء الإبداع حرفي الفاء والنون تضيء بلهيبها كلمة " فن ".