شهد عام2010 اهتماما حقيقيا بمسرح الطفل تمثل في اقامة مهرجانين لهذا الفن الخاص. الأول اقامة المركز القومي لثقافة الطفل بالسيدة زينب والذي ترأسه المخرجة الشابة د. نبيلة حسن. وتم فيه تقديم مختلف العروض الفنية بعضها من انتاج البيت الفني للمسرح وقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية وبعضها الآخر لفرق هواة وجمعيات أهلية ومدارس حكومية وخاصة.. وكانت العروض مجانية لجمهور المنطقة المتعطش لمشاهدة المسرح,وتنوعت بين المسرح الكلاسيكي والتجارب الحديثة وفنون المايم والعرائس والأراجوز والعروض المستلهمة من الحكايات الشعبية العربية وبعضها باللغة العربية وأكثرها بالعامية أما المهرجان الثاني فقامت بتنظيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة وضم عروضا للأطفال من مختلف الأقاليم المصرية وبعضها عروض شارك الأطفال في صياغتها أو تنفيذها وبغض النظر عن أخطاء التجربة الأولي المسموح بها في كلا المهرجانين إلا أن الحصيلة تضاف إلي رصيد الإيجابيات وتعكس اهتماما جادا بذلك الفن الراقي من وزارة الثقافة ومن المهتمين بالحركة المسرحية في مصر. وحتي ينمو المهرجانان الوليدان ويكون لهما تأثير أكبر في السنوات المقبلة يجب علينا أن نتنبه لدروس التاريخ التي أدت إلي فشل بعض تجارب مسرح الطفل في مصر بينما أدت إلي نجاح ساحق لتجارب أخري والمعروف أن أول فرقة مسرحية رسمية للأطفال كانت هي فرقة مسرح الأطفال بالتليفزيون التي تكونت عام1964ورغم امكانيات جهاز التليفزيون الضخمة وقدرته علي الانتشار والترويج فإن الفرقة لم تقدم إلا مجموعة عروض قليلة لا يذكرها أغلب الناس مثل مسرحيات قمة النصر ومغامرات سائح وكفاح وانتصار ثم عروض مناسبات لعيد الأم وعيد الأضحي ثم اختتم مسرح الأطفال بالتليفزيون نشاطه في عام66 بمسرحية المفاجأة السعيدة وعلي الجانب الآخر نجد تجربة مسرح العرائس التي بدأت بحماس مجموعة من الهواة جذبوا الانتباه لعروضهم في الحدائق العامة إلي حد أن ذهب إليهم وزير الثقافة والإرشاد مصطحبا معه رئيس الجمهورية الراحل جمال عبد الناصر وتقرر تأسيس مسرح العرائس الذي ولد عملاقا بعروض مثل الشاطر حسن لبيرم التونسي والليلة الكبيرة لصلاح جاهين والاخراج للفنان الكبير صلاح السقا وعندما نتأمل فشل تجربة مسرح الأطفال بالتليفزيون في عام1964 سنجد أن المخرج لكل العروض هو نفس الشخص الأستاذ حسين فياض مع احترامنا لقدرته وموهبته كما أن التأليف لماما سميحة التي تولت إدارة برامج التليفزيون في نفس التوقيت!! ولسنا نقلل من شأن أحد ولكن اقتصار الابداع علي عدد من الموظفين لا يمكن أن يتساوي مع فتح آفاق التجربة لكبار المبدعين ولعل العام الجديد يشهد انطلاقة قوية لمسرح الطفل في مصر. دروسا في الكفاح والفن والأخلاق..