انتقد الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان القيادة الإسرائيلية الحالية التي بات يسيطر عليها تيار اليمين المتطرف، في ظل تحالف حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا الذي انبثقت عنه قائمة (الليكود بيتنا) المقرر أن تخوض الانتخابات الإسرائيلية العامة في 22 يناير المقبل. ووصف الكاتب الأمريكي - في مقال أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - قائمة (الليكود بيتنا) بأنها قائمة لليمين المتطرف المقتنع بأن الفلسطينيين لا يشكلون تهديدا بعد الآن بفضل وجود الجدار العازل ونظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، وأنه بات من المستحيل إجلاء ال350 ألف إسرائيلي الذين يعيشون بالضفة الغربية. وتابع فريدمان "إن مجموعة اليمين المتطرف التي تدير إسرائيل حاليا إنما هي مجموعة تتسم بشدة العجرفة و عدم المبالاة بمخاوف أمريكا إزاء الإعلان عن توسيع البناء الاستيطاني كرد على الاعتراف بفلسطين في الأممالمتحدة، رغم مساعي الإدارة الأمريكية لمنع الاعتراف بها"، مشيرا بأن التوسع في المستوطنات يقتل أية إمكانية تلوح في الأفق لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا. وفي الوقت ذاته.. يرى الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان أن حزب العمل (حزب إسحاق رابين) لا يطرح رؤي حقيقية لإرساء السلام بين إسرائيل وفلسطين وإنما يركز على تخفيض أسعار السكن وتخفيض عدد التلاميذ في الفصول الدراسية والاختناقات المرورية. ولفت فريدمان إلى أن إسرائيل تعاملت بنجاح مع انهيار الأنظمة العربية ذات القبضة الحديدية من حولها بما في ذلك بزوغ نجم المليشيات المسلحة في لبنان وغزة، من خلال نموذج ثالث وهو الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل حول نفسها لتطويق الضفة الغربية إلى جانب نظام القبة الحديدية الدفاعي المضاد للصواريخ. وأكد على أن تشييد إسرائيل للجدار الفاصل لعزل نفسها عن الضفة الغربية، ونظام القبة الحديدية هما بمثابة استراتيجية ناجحة، ولكن في مقابل ثمن فادح فكلاهما يمكنان قادة إسرائيل من التخلي عن مسؤوليتهم في التفكير بشكل خلاق للتوصل إلى حل لمشاكل الأغلبية والأقلية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وخلص الكاتب الأمريكي توماس فريدمان -ختاما- إلى أن الجدار العازل ونظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ بالرغم من توفيرهما الحماية لإسرائيل، إلا أنهما يحجبان عن قادتها الحقائق التي لاتزال في حاجة ماسة لمواجهتها.