تباينت ردود الافعال الاسرائيلية والعالمية بعد حصول فلسطين علي مقعد عضو مراقب داخل الاممالمتحدة ، بعدما صوت أكثر من ثلثي دول العالم الأعضاء البالغ عددها 193 رفع فلسطين إلى دولة مراقب "غير عضو". وعقب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على قرار الاممالمتحدة برفع مستوى التمثيل الفلسطيني فيها قائلا إن الدول التسع التي عارضت هذا القرار ولم تصوت لصالح فلسطين وقفت الى جانب الحق والسلام وتستحق كل ثناء، وندد نتنياهو بالخطاب قائلا انه خطاب مليئا بالدعاية الكاذبة. وبحسب الاذاعة الاسرائيلية علقت رئيسة حزب العمل اليساري الاسرائيلي " شيلي يحيموفيتش" علي هذا القرار بأنه جاء في اعقاب استمرار الجمود السياسي لاسرائيل، ووجهت الكثير من اللوم لحكومة نتنياهو مشيرة الي ضرورة ان تسيطر اسرائيل على العملية السياسية بدلا من أن تتكبد خسائر فادحة. قدمت" تسيفي ليفني" رئيسة حزب "الحركة" الذي تم تشكيلة حديثا لخوض انتخابات الكنيست القادمة اللوم للحكومة الاسرائيلية بأنها كانت تسطيع ان توقف هذه الخطوة قبل توجه عباس للأمم المتحدة وذلك من خلال المفاوضات؛ وحملت ليفني حكومة نتنياهو مسئولية منح فلسطين صفة "دولة مراقب بالأممالمتحدة". ومن جانبه رأي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي ميخائيل "مارجيلوف" إن رفع تمثيل فلسطين إلى صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة يتيح للفلسطينيين رفع شكاوى ودعاوى ضد "إسرائيل" في المحكمة الدولية ، وبحسب وسائل الاعلام الفلسطينية إنه لا يتوقع أن يؤثر قرار الجمعية العامة تأثيراً كبيراً على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إذا استؤنفت. وقالت صحيفة "نيوز داى" الامريكية، رغم ان الأممالمتحدة قد صوتت بأغلبية ساحقة للاعتراف بدولة فلسطينية، لكن الفلسطينيين لا يزالون يواجهون قيودا هائلة، لأن فلسطين لا تستطيع السيطرة على حدودها ومجالها الجوي أو التجارة، ولديها حكومات منفصلة ومتنافسة في غزة والضفة الغربية، وليس لديها جيش او شرطة موحدة.
ووفقا للصحيفة فإنه على الرغم من ان التصويت يمنح الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأييد ساحق الدولي للموقف الرئيسي وهو إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط، الا ان الاستقلال الحقيقي لا يزال حلما بعيد المنال، ولكن العمل مع الاممالمتحدة يمكن أن يساعد فى استعادة بعض من احلام فلسطين التى تآكلت بفعل سنوات من الجمود في جهود السلام. وقد اعربت الولاياتالمتحدة والتى اعترضت على قرار الاممالمتحدة عن قلقها، حيث قالت سفيرة واشنطن سوزان رايس ان القرار مؤسف ويضع مزيدا من العقبات وسيأتى بنتائج عكسية في طريق السلام، واضافت ان التصريحات الحالية سوف تتلاشى قريبا والشعب الفلسطيني سوف يستيقظ غدا ويجد أن احتمالات التوصل إلى سلام دائم قد انحسرت. ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، فإن قرار الاممالمتحدة يجعل فلسطين في حالة مواجهة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل، وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل تواجه هزيمة دبلوماسية قاسية. ورأت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، ان قرار الأممالمتحدة يعد ضربة فى وجه الولاياتالمتحدة، وانتصارا دبلوماسيا لفلسطين. ولكن التصويت، لم يفعل شيئا يذكر لجعل فلسطين واسرائيل دولتان تعيشان جنبا إلى جنب، ولكن الوضع الجديد منح الفلسطينيين المزيد من الأدوات لتحدي إسرائيل في المحافل القانونية الدولية، ورات الصحيفة ان مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للأميركيين هو أن الفلسطينيين قد يستغلون وضعهم الجديد في محاولة للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهذا الاحتمال يقلق الإسرائيليين بشكل خاص، الذين يخشون من أن الفلسطينيين قد يضغطوا من أجل إجراء تحقيق في ممارساتها في الأراضي المحتلة والتى ينظر على نطاق واسع باعتبارها انتهاكات للقانون الدولى.