إغلاق المجال الجوي في مطار بن جوريون بعد إطلاق صاروخ من اليمن    مصطفى عسل يحتفظ بصدارة التصنيف العالمي للاسكواش بعد التتويج ببطولة العالم للاسكواش    دراسة تكشف: المصابون ب مرض السكري عرضة لأمراض القلب    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب في السعوديه اليوم الأحد 18 مايو 2025    محتجون يغلقون الطرق في جنزور غرب طرابلس.. ما السبب؟    جريمة وحشية جديدة.. حماس تُدين المجزرة الإسرائيلية في مواصي خان يونس    لا سلام بلا فلسطين    ماذا طلب نتنياهو من الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات الدوحة بشأن غزة؟    السفارة الأمريكية في ليبيا: التقرير عن خطط نقل سكان غزة إلى ليبيا غير صحيح    الإسعاف الإسرائيلي: إصابة شخص خلال هروبه إلى الملاجئ في بات يامبعد إطلاق صاروخ من اليمن    الدولار ب50.41 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأحد 18-5-2025    انقسام داخل مجلس الاتحاد السكندري حول مصير مجدي عبد العاطي    سيراميكا كليوباترا يقترب من التعاقد مع كريم نيدفيد    موجة حارة تضرب البلاد.. والأرصاد تُعلن تحسن حالة الطقس اليوم    محافظ الوادي الجديد: رفع درجة الاستعداد القصوى بالمراكز لمواجهة سوء الأحوال الجوية    أمن بني سويف يكشف لغز جثة رجل مكبل اليدين والقدمين داخل سيارة    ب 20 مليون.. جهود مكثفة لضبط تشكيل عصابي سرق مشغولات ذهبية في قنا    مصرع وإصابة شخصين في حادث سيارة على طريق المطرية بورسعيد    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 26    الغرف التجارية تنفي نفوق 30% من الثروة الداجنة وتحذر: خلال الصيف سنواجه مشكلة حقيقية    ما بين الحلويات.. و«الثقة العمومية»!    مجلس أمناء التكافل الاجتماعي بالدقهلية يعتمد صرف مساعدات ل700 أسرة    «المحامين» تمتنع عن حضور الجلسات أمام محاكم الجنايات لمدة يومين    «اللوائح هتطبق».. حسام البدري: «لو بيراميدز مكان الأهلي لتم خصم 6 نقاط»    أولى جلسات محاكمة الفنانة راندا البحيري بتهمة سب وقذف طليقها| اليوم    موعد مباراة الأهلي وباتشوكا الودية قبل كأس العالم للأندية 2025    حادث وقضية وكوميديا.. محطات في حياة الزعيم    الهجرة من الموت إلى الموت    استمرار قوافل «عمار الخير» بشربين للكشف المجاني على المواطنين بالدقهلية    جداول امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني في جميع المحافظات    أمطار لمدة 24 ساعة.. بيان مهم بشأن حالة الطقس: «تغير مفاجئ»    هزيمة 67 وعمرو موسى    ملف يلا كورة.. تأجيل بطل الدوري.. ودية الأهلي الأولى قبل مونديال الأندية.. وصفقة محتملة للزمالك    الفرص متاحة لكن بشرط.. برج العقرب اليوم 18 مايو    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    كامل الوزير يكشف سعر تذكرة الأتوبيس الترددي للمواطنين (فيديو)    نقابة المهندسين تُسلّم 225 تأشيرة لأعضائها الفائزين بقرعة الحج بالإسكندرية    للحفاظ على سلامة الطعام وتجنب الروائح الكريهة.. نصائح لتنظيف الثلاجة في خطوات بسيطة    للحفاظ عليها من التلف.. 5 خطوات لتنظيف غسالة الأطباق    نتيجة مباراة باريس سان جيرمان وأوكسير في الدوري الفرنسي    قطاع الفنون التشكيلية يُكرّم القائمين على الأنشطة المتحفية في اليوم العالمي للمتاحف    نيس يكتسح بريست بسداسية ويحسم بطاقة دوري الأبطال بجدارة    ننشر تفاصيل تسهيلات الضرائب العقارية قبل عرضها على البرلمان نهاية يونيو (خاص)    بالصور.. جينيفر لورانس وروبرت باتينسون يخطفان الأنظار في مهرجان كان السينمائي    فيلا فيضي باشا ومبنى الشوربجي.. أسبوع القاهرة للصورة يعيد الحياة إلى أماكن وسط البلد التراثية    انقطاع الكهرباء بطور سيناء اليوم الأحد 5 ساعات للصيانة    بالصور.. رامي صبري والنجوم يحتفلون بعيد زواج المهندس محمد عطا وسيدة الأعمال فاطمة المهدى    خبير لإكسترا نيوز: إسرائيل لن تسمح بحل الدولتين لتعارضه مع حلمها الإمبراطوري    تعاون بين «التأمين الشامل» و«غرفة مقدمي الرعاية الصحية»    وزير الشباب والرياضة: نتحرك بدعم وتوجيهات الرئيس السيسي    "الجبهة الوطنية" يعلن تشكيل أمانة الرياضة برئاسة طاهر أبوزيد    تفاصيل لقاء بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط في مركز لوجوس بوادي النطرون    رئيس جامعة الأزهر يكشف الحكمة من تغير أطوار القمر كما ورد في القرآن    أمين الفتوى يوضح أهمية قراءة سورة البقرة    افتتاح ورشة عمل بكلية دار العلوم ضمن مبادرة «أسرتي قوتي»    عالم أزهري: «ما ينفعش تزور مريض وتفضل تقوله إن كل اللي جالهم المرض ده ماتوا»    3 أمناء مساعدين بالجبهة الوطنية.. زكى والصريطي للفنون وضيف الله للتنظيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد أبوسمرة القيادى بحزب الله المصرى ل«الصباح»: سجلت محادثات أبو باشا وأمن الدولة بضرب الإخوان وتحاشى إيذاء فؤاد سراج الدين
نشر في الصباح يوم 24 - 11 - 2012

تجسست على محادثات أبوباشا وأمن الدولة بضرب الإخوان وتحاشى إيذاء فؤاد سراج الدين
كنت شاهدا وحاضرا فى معركة «هورل حويزة» بين ايران والعراق
سافرت الى ايران تحت حماية الحرس الثورى ودعوت الى حركة اسلامية ضد مبارك 1988
عملت كاتبا لقائد قوات الطوارئ الدولية عام 1984 واطلعت على مستندات تجنيد المصريين فطردونى من المعسكر
أنشأنا «حزب الله المصرى» وأعددنا للجهاد وصولا للنموذج الإيرانى
لقبونى ب«الخمينى» أثناء خدمتى العسكرية والمخابرات اعتقلتنى عندما ضربت ضابطا مسيحيا
محمد على أبوسمرة، القيادى بجماعة «حزب الله المصرى»، متأثر بالنموذج الإيرانى، وسعى كثيرا للجوء إلى إيران، وعندما وافق الحرس الثورى الإيرانى على طلبه بعدما دخل إيران عن طريق تركيا، رفضوا طلبه، لأنهم اعتقدوا أنه جاسوس مزدوج، ويروى فى مذكراته ل«الصباح» كيف نجح فى التصنت على مكالمات قيادات أمن الدولة بالإسكندرية، ووزير الداخلية حسن أبوباشا، أثناء عقد مؤتمر انتخابى وقت تحالف الوفد والإخوان عام 84 19، وعرف خطة أمن الدولة لضرب «الإخوان المسلمون» خلال مؤتمرهم التحالفى مع فؤاد سراج الدين، زعيم حزب الوفد، هو الآن وكيل مؤسسى حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، نظرا لعلاقته الوطيدة بكل الجماعات الإسلامية على الساحة الآن، وكان أيضا من حضروا موقعة «هورل حويزه»، الذى قتل فيها الجنود الإيرانيون داخل دباباتهم عندما اجتاحوا العراق بخطة مصرية؛ لكهربة منطقة المستنقعات، وشاهد كيف كانت جثث الإيرانيين مشدودة وصلبة عقب موتهم مصعوقين بالكهرباء، كما عمل كاتبا لقائد القوات الأمريكية الدولية فى سيناء عام 1983، لأنه يجيد الإنجليزية، واطلع على مستندات سرية خاصة بقوات الطوارئ، تؤكد تجنيد مصريين لصالح أمريكا.. وتفاصيل أخرى كشف عنها فى مذكراته ل«الصباح»..
من الدقهلية إلى الإسكندرية
محمد على أبوسمرة، مواليد مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية عام 1960، انتقل إلى الإسكندرية مع والده، الذى كان يعمل تاجرا ومستوردا، ودائم التنقل والسفر، ثم التحق بالمعهد الفنى التجارى بالإسكندرية عام 1978، وتعرف بالمعهد على أعضاء فى الجماعة الإسلامية، كان أميرهم بالإسكندرية أحمد يونس والشيخ يس الحلبى، وهو ما يرويه قائلا: أعجبت بهما، وبدأت ألتزم بحضور جلسات ودروس دينية، خاصة بمسجد «عصر الإسلام»، الذى كان يلقى الدروس فيه المشايخ إبراهيم الزعفرانى ومحمد حسين ووجدى غنيم، وكنت ألتزم بحضور خطب الجمعة للشيخ المحلاوى والشيخ عيد، وحينها كان قمة الصدام بين الجماعة الإسلامية والرئيس السادات، وكنا نخرج فى مظاهرات ومسيرات بالإسكندرية ضد قرارات السادات بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل وقرارات التحفظ، حيث كفرته الجماعة الإسلامية والسلفية، بعد استقباله شاه إيران ووقوفه ضد الثورة الإيرانية، وعام 1980 انشقت الجماعة الإسلامية إلى فريقين، فريق مع الجماعة، وفريق آخر اندمج مع التيار السلفى، الذىن كنت معهم، لأنى أميل للسلفية، حيث كانوا لا يهتمون بالسياسة مثل الإخوان والجماعة الإسلامية، وكان عملهم قائما على الدعوة.
اندمجت مع المدرسة السلفية بمسجد عبادالرحمن بالإسكندرية، ولم أنضم لها بشكل تنظيمى، لكنى تركتهم لأقيم مسجدا خاصا بى، مع بعض إخوانى بمنطقة «سوتر»، وأطلقنا عليه مسجد «مجد الإسلام»، وأصبحت المسئول عن المسجد وإمامته، وبجانب المسجد كان هناك «النادى اليونانى»، الذى يوجد به الكثير من اليونانيين، وحينها طلب موسى صبرى، نقيب الصحفيين، من الرئيس السادات قطعة أرض بالإسكندرية؛ لإنشاء فرع لنقابة الصحفيين عليها، فقام محافظ الإسكندرية «عبدالفتاح هديب»، الذى كانت زوجته يونانية بتخصيص قطعة الأرض المقام عليها المسجد ب«سوتر» لنقابة الصحفيين ليطردوا السلفيين والإسلاميين منها، وبالفعل حاولت الشرطة طردنا منها، فذهبنا للشيخ المحلاوى، وكبار قيادات الجماعة الإسلامية، فتكاتفت كل التيارات والجماعات الإسلامية، واعتكفنا داخل المسجد لمدة عام كامل بالتمام والكمال، فلم يستطيعوا إزالة المسجد وأخذ الأرض، ما أدى إلى ارتباطى بكل الجماعات الإسلامية، وتعرفت على الجهاديين، والشيخ «محمود عبدالمتعال»، أحد المتهمين فى قضية الفنية العسكرية، وكان ينتمى لجماعة التكفير حينها، وانضممت فى هذا الوقت إلى تنظيم الجهاد.
أبو سمرة فى الجيش
عندما كنت أقضى الخدمة العسكرية بالإسكندرية، كانوا يدعوننى ب«الخمينى» لأننى أخطب فى زملائى الجنود، وقام أحد الضباط المسيحيين بعمل طابور عندما تأخرت ومنعنى من دخول الطابور وسبنى بأمى، فضربته بقوة، وهللت قائلا: «ياكافر يا صليبى»، فأحالونى للمخابرات الحربية للتحقيق معى، وحبسونى بالوحدة، وتعرفت وقتها على أحد قادة الجهاديين فى سجن التأديب، وهو المهندس محمد أبوحجازى، وكان ضخما ولحيته كبيرة جدا، ونصحنى بنفى علاقتى بالجماعات الإسلامية، إلا أننى استرجلت، وأبلغتهم عن كل علاقاتى بالجهاد، وكان حينها لابد من فصلى تماما، إلا أنهم أبقونى فى الخدمة، لكن دون حمل سلاح، وإذا حملت السلاح كانوا يمنعون عنى الذخيرة، وقضيت فترة خدمتى العسكرية، وانتهت مدتى عام 1983، ثم سافرت إلى الأردن للعمل، وتعرفت على عدد من الإخوة فى الخارج، لكنى رجعت بعد 15 يوما، لأننى لم أتحمل الغربة، لكن الإخوة نصحونى بالذهاب إلى شرم الشيخ فى سيناء، فمصر قد تسلمتها وبها قوات الطوارئ الدولية، التى تهتم بالعمال المصريين، فذهبت إلى هناك لأفهم ماذا تعنى قوات طوارئ دولية؛ ولأراقبهم وأرصد تحركاتهم أيضا، وهناك وجدتهم يحتاجون كاتبا لقائد القوات الأمريكية الموجودة مع القوات الدولية للطوارئ، ولأننى أجيد الإنجليزية جيدا، نجحت فى الاختبارات، وأبلغونى بعدم المساس أو الاقتراب من الدواليب المليئة بالمستندات الخاصة بهم، وكتابة كل ما يأمرونى به دون الالتفات، وحذرونى، فتشككت مما يحدث.
كشف أسرار القوات الدولية
فى هذا الوقت تعرفت على زملائى بالسكن من المصريين المختصين بخدمة معسكر قوات الطوارئ الدولية، التابعين لشركة «كير سيرفيس»، وعرفت منهم أنهم ليس لهم طموح ولا يعرفون ما يجرى، وجاهزون للتجنيد من أى جهة، فقد ارتبطوا بالجيش الأمريكى والملاهى الليلة وعمل علاقات جنسية مع بنات يهود، ولذلك تلصصت على الدولاب الذى حذرونى منه، واطلعت على مستندات بالإنجليزية، تحتوى على ملف لكل مصرى موجود بخدمة الكامب، وبه معلومات سرية عن تاريخ تجنيده، ومعلومات عن الجيش المصرى، خاصة الجنود، واكتشفت أنهم يستقصون معلومات عن خدمة التجنيد وأسرار الجيش من العمال بطريقة التحدث غير المباشر، والاستجواب الخفى لما كان يفعله بالجيش وإعداد كتيبته وتخصصه وأسماء سلاحه وقادته.. فأصابنى ذلك بصدمة، خصوصا عندما قامت قوات الطوارئ الدولية بتنظيم دورة للعمال؛ للتعريف بأن سيناء خاضعة لحكم دولى وليس لمصر، خاصة المنطقة «د»، وإنه واجب علينا عدم استخدام السلاح وعدم الاقتراب من منطقة الألغام، وكان المعسكر على مساحة 25 كيلو مترا من شرم الشيخ حتى طابا، وأكد الجنرال الأمريكى لنا أن تلك المنطقة خاضعة للجيش الأمريكى وليس المصرى، وذلك ما جعلنى أدعو العمال الشباب فى المعسكر أن ينتبهوا للجاسوسية أو الخيانة من تلك القوات، وبدأت أكتب خطابا على الكمبيوتر باللغة الإنجليزية إلى أحد الإخوة فى أمريكا، وشرحت فيه ما يحدث فى المعسكر من أسرار، وفجأة دخل علىّ الجنرال الأمريكى مبتسما، وأخذ الخطاب وقرأ أول سطرين، فقال لى: هل لك أصدقاء بأمريكا فقلت له: نعم، وانصرفت، ولذلك نقلنى إلى المغسلة، فبدأت أحرض العمال على الإضراب والاعتصام، وأوضحت لهم أن الشركة تسرق حقوق العمال، فجمعنا مدير الشركة، وكان برتبة «عقيد سابق بالجيش المصرى»، وحل المشكلة، لكنه أمرنى بمغادرة المعسكر فورا، والعودة إلى الإسكندرية، لأنه عرف بما حدث مع الجنرال الأمريكى، وتأكدت حينها أن سيناء لن تعود لنا، وأن هناك مصريين عملاء، وأمريكا هى المسيطرة، وعدت إلى الإسكندرية لأخطب بالمسجد وأدعو لتربية الشباب على عدم الانضمام للإخوان
أو السلفيين، لأنه شىء غير مجدٍ، وتزامن ذلك مع الانتخابات البرلمانية عام 1984، عندما تحالف «الإخوان المسلمون» مع حزب الوفد، فهاجمتهم فى خطبى، وقلت إنهم يتحالفون مع النصارى العلمانيين فى حزب الوفد الصليبى، حيث كان حينها المسئول عن الإخوان إبراهيم الزعفرانى، وأبلغته بأن دخول مجلس الشعب كفر، ولابد من العمل بما أنزل الله.
التنصت على أمن الجولة
فى هذا الوقت كنت أسكن بالأزاريطة، ومنزلى بجانب مبنى أمن الدولة هناك، ودائما أحب متابعة الراديو ومعرفة الأخبار، إلى أن حدثت مفاجأه كبرى؛ وهى التقاط الراديو الخاص بى موجات «fm»، الخاصة بأجهزة اللاسلكى، التى يستخدمونها بجهاز أمن الدولة، وحينها كان سيعقد مؤتمر حاشد للإخوان والوفد قبل الانتخابات بيومين، ويحضره فؤاد سراج الدين وقيادات إخوانية فى منطقة «جليم» بالإسكندرية، وسمعت محادثات متكررة بين وزير الداخلية حينها «اللواء حسن أبوباشا» وقادة أمن الدولة، ومنهم اللواء «نظمى الطرابلسى»، فقد كانوا يتحدثون عن اعتداءات ضباط أمن الدولة بزى مدنى على كل من فى المؤتمر، وضرب الكل إلا فؤاد سراج الدين، الذى سقط من المنصة، ولم يصب إلا بسيطا، إلا أن أبوباشا أمرهم بعدم لمس سراج الدين وضرب الإخوان فقط، وقمت بتسجيل تلك المحادثات كاملة، واتصلت بالسياسى المخضرم حينها «عادل عيد»، الذى كان محاميا عن الإخوان، وسمع الشريط، وطلبت منه عدم بقائى فى مصر إذا كان يريد الشريط، لكنه أصر أن نقابل «جمال بدوى»، مدير تحرير الوفد حينها، وسمع هو الآخر الشريط، وتفاجأ، ورتب لنا لقاء مع «الدكتور نعمان جمعة»، القيادى الوفدى، وحذرنا من خطورة الموضوع، وإنه سيقلب الدنيا رأسا على عقب، فأعطونى 1000 جنيه، وطلبوا منى السفر للخارج حتى لا يتعقبنى الأمن، فسافرت لتونس لملاقاة الإخوة هناك، وطلبت اللجوء السياسى من سفارة إيران، وكانت حينها مظاهرات تجتاح «صفاقس» ضد الحكومة، فألقت الشرطة التونسية القبض علىّ، وأنا فى طريقى لسفارة إيران، فطلبت منهم الذهاب للسفارة العراقية، وسافرت للعراق لعامين كاملين، قابلت خلالهما عناصر الجهاد هناك، وكنا ضد نظام صدام، لأنه عميل وخائن لتدميره إيران الدولة الإسلامية، حيث كان يجهز صدام حسن أجهزة خطيرة جدا ومتطورة، ويعد لاستعمالها ضد طهران بطائرات «تربيدو وميراج من فرنسا»، وكان العراق يضرب ويقذف كل السفن الخليجية والإيرانية المحملة بالبترول.
خطة مصرية لقتل الإيرانيين
كنت شاهدا وحاضرا فى معركة «هورل حويزة» بين إيران والعراق، حيث كانت منطقة مستنقعات، وهجمت منها إيران بجش برى كامل لدخول العراق، وقتها كان إخوة الجهاد يعملون بأجهزة وحكومة العراق، ويعلمون كل شىء، وحينها قام الرئيس مبارك والمشير أبوغزلة، ورتبوا مع حكومة العراق، واستقدموا توربينات ومولدات كهربية ضخمة جدا وعملاقة بالمئات، ووصلوا سلوكها العارية المشحونة بآلاف الفولتات الكهربية ووضعوها بمستنقعات «هورل حويزة»، التى كانت بها مياه تصل للركبة، وعندما دخل الجيش الإيرانى بمدرعات ومجنزرات وكتائب برية، أمسكت بهم الكهرباء الموصلة بالمستنقعات، وتم إحراق الإيرانيين ورأيناهم وأجسادهم مشدودة وصلبة بعد موتهم من الكهرباء، التى لامست دباباتهم، فتقتلهم على الفور، ثم أباد الجيش العراقى الإيرانىين تماما بالطيران، وقتها كنت أعيش مع الشيعة بمنطقة «نجف» بالعراق، وكانوا يرفضون ما حدث للجيش الإيرانى، إلا أنهم لا يستطيعون فتح أفواههم، وكانوا يعملون تحت الضغط بالجيش العراقى، وبعدها بعام انتقلت لجزيرة «الفاو» الحدودية بين إيران والعراق، ودخلت إيران البصرة بجيش كبير، لذلك خاف كل المصريين مما سيفعله الإيرانيون معهم، نظرا لمساعدة مصر لصدام حسين، وعادوا جميعا إلى مصر، إلا أنا، حيث سافرت إلى تركيا، وطلبت مجددا اللجوء السياسى لإيران هناك، حيث كان إخوة الجهاد فى إيران يريدون إدخالى طهران مباشرة بالطيران، لكنى أردت ألا أكلفهم، ودخلت حتى طهران برا من تركيا؛ بعد أن وافق «الحرس الثورى الإيرانى على طلبى باللجوء، وأعطونى تأشيرة دخول طهران»، لذلك استقبلنى الحرس الثورى الإيرانى، وحققوا معى لمدة شهر كامل، وسألونى كيف عشت فى العراق بأمان، رغم أننى مجاهد إسلامى، بعدما رويت لهم علاقاتى بالجماعات الإسلامية والجهادية فى مصر والعراق وتاريخى النضالى، لكنهم اعتذروا لى بعدم ضيافتهم، قائلين إن بلادهم فى حالة حرب، ولا تتحمل أغرابا، وإننى من الممكن أن أكون عميلا مزدوجا، وجئت للتجسس عليهم.
عودة من إيران إلى مصر
وبعدها عدت لمصر بعد أن ختم الحرس الثورى الإيرانى على جواز سفرى بأننى دخلت وخرجت إيران فى حمايتهم، وتحت مظلتهم الخاصة ولا مساس بى، وبدأت أدعو لحركة إسلامية ضد نظام مبارك عام 1988، لأن الإخوان والسلفيين ليست منهم فائدة، واستشهدت بإيران الدولة الإسلامية، التى واجهت حروبا، وأقامت دولتها القوية، لذلك ذاع صيتى، وسمع عنى الشيخ الدكتور «أحمد طارق»، أمير جماعة حزب الله المصرى، وطلب مقابلتى، وكان معى أعداد غفيرة من الشباب، يعتقدون بفكرى، وتحدثنا سويا والتقينا فكريا، حيث كان طارق أستاذا بالأزهر الشريف فى كلية التجارة، وعمره 37 سنة، ويشبه قائد الجهاد الإسلامى الفلسطينى الذى اشتهر بالشقاقى، والدكتور طارق كان ضخما وقوى الشكيمة ودائم الاعتقال، واجتمعنا حول أن المجتمع المصرى كافر وجاهل، ووجب الإعداد لجهاده بمساعدة الجماعات الإسلامية، ولذلك أصبحت القيادى المسئول عن الجانب الفكرى وتأصيله بجماعة حزب الله، وكنت أدرس كتب «معالم الطريق وواقعنا المعاصر لسيد قطب»، وتم اغتيال الشيخ طارق أمير حزب الله المصرى، بسيارة يقودها عقيد سابق بالجيش المصرى أثناء مروره بالطريق السريع، لأنه كان يمثل خطرا على النظام خلال اعتقال عمر عبدالرحمن، وقاموا بتصفيته حتى لا تتوسع جماعة حزب الله المصرى، لذلك تم اعتقالى أنا وبعض المقربين من الأمير، وعذبونا بشدة بفرع أمن الدولة بالإسكندرية بدون أى رحمة بصواعق الكهرباء ونحن عرايا.
نهاية الرحلة
فى المعتقل، رافقنى الشيخ محمد حسن، المسئول عن التحفيظ للقرآن والسنة فى حزب الله المصرى، وبعد خروجنا من المعتقل ابتعد عنا الكثير من الإخوة بسبب شدة التعذيب الذى تعرضوا له، ولم يتبق بالجماعة سوى أنا وحسن والشيخ فؤاد ضيف الله، الذى خلف إمارة حزب الله بعد استشهاد الدكتور طارق، الذى ورطننا بتحالفه مع تنظيم طلائع الفتح لعمل عمليات جهادية من خلف ظهورنا، وكان عددهم 1500 بقيادة مجدى سالم، وتم القبض علينا جميعا بتهمة قلب نظام الحكم مع طلائع الفتح، فخالفنا «ضيف الله» بعد مخالفته لنا، وتوريطنا بقضايا جديدة دون الرجوع لمجلس شورى «حزب الله المصرى»، فتركت أنا ومحمد حسن حزب الله، ثم قررت الاتجاة للعمل النقابى، حيث كنت موظفا بميناء الإسكندرية، وفزت بانتخابات نقابة العاملين بميناء إسكندرية، وأصبحت رئيسها لمدة خمس سنوات كاملة، وحاربت فساد العسكر بالميناء، حيث كانت كل الوظائف للمدنيين عدا رئيس الهيئة ورئيس الحركة، فتحولت كل الوظائف للعسكريين فقط عام 2006، بعد أن تم طردى من الميناء ونقلى إلى العمل بإدارة الحى، لأننى كشفت فسادا بإهدار 25 مليون جنيه لإقناع رئيس الجمهورية بأنه تم عمل محطة قطار داخل الميناء، رغم عدم وجود قطار من الأساس، حيث «افتتح المحطة دون قطار»، وتخلصوا منى عندما طلبت مقابلة الرئيس، وكشفت فسادا قيمته 600 مليون جنيه من قبل أحمد عز، الذى كان ينتفع بالميناء وأراضيه وساحاته وأرصفة الفحم لنقل الحديد خلال10 سنوات، لم يدفع منها مليمًا واحدًا، حيث إن رئيس الهيئة حينها عضو بلجنة سياسيات الحزب الوطنى مع عز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.