القاهرة الإخبارية: المساعدات لغزة تحمل كميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين    أسعار الذهب في بداية اليوم الأحد 27 يوليو    ننشر أسعار الأسماك والخضروات والدواجن.. 27 يوليو    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية»| الأحد 27 يوليو    جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي من سلاح الهندسة في غزة    الجيش الروسي يسقط 99 مسيرة جوية أوكرانية    إصابة 11 شخصًا في حادث طعن بميشيجان الأمريكية    استمرار القتال بين تايلاند وكمبوديا رغم دعوة ترامب لوقف إطلاق النار    وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى نيويورك    بدعم من شيطان العرب .."حميدتي" يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان    قبل بدء الهدنة.. 11 شهيدًا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    حالة المرور اليوم في القاهرة والجيزة: كثافات مرورية متحركة وسط انتشار الخدمات الميدانية    الأرصاد الجوية : اليوم ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 41 درجة وأسوان 46    تحرك شاحنات المساعدات إلي معبر كرم أبو سالم من أمام معبر رفح البري    «برشلونة وآرسنال».. مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة    وزير الثقافة: نقل صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق مع وزارة الصحة    ريم أحمد: أعتز بشخصية «هدى» في «ونيس».. لكنني أسعى للتحرر من أسرها    القصة الكاملة لحادث انهيار منزل في أسيوط    تنسيق الجامعات 2025.. الكليات المتاحة لطلاب الأدبي في المرحلة الأولى    القنوات الناقلة ل مباراة برشلونة وفيسيل كوبي الودية.. وموعدها    احمِ نفسك من موجة الحر.. 8 نصائح لا غنى عنها لطقس اليوم    في حادث مروري بقنا.. مصرع وإصابة 4    الخامسة في الثانوية الأزهرية: «عرفت النتيجة وأنا بصلي.. وحلمي كلية لغات وترجمة»    الثالث علمي بالثانوية الأزهرية: نجحت بدعوات أمي.. وطاعة الله سر التفوق    لطيفة تعليقًا على وفاة زياد الرحباني: «رحل الإبداع الرباني»    «حريات الصحفيين» تعلن دعمها للزميل طارق الشناوي.. وتؤكد: تصريحاته عن نقابة الموسيقيين نقدٌ مشروع    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    ما حكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟    أمين الفتوى: الأفضل للمرأة تغطية القدم أثناء الصلاة    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    «تجاوزك مرفوض.. دي شخصيات محترمة».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على مصطفى يونس    "مستقبل وطن المنيا" ينظم 6 قوافل طبية مجانية ضخمة بمطاي.. صور    تأكيدا لما نشرته الشروق - النيابة العامة: سم مبيد حشري في أجساد أطفال دير مواس ووالدهم    خلال ساعات.. التعليم تبدأ في تلقي تظلمات الثانوية العامة 2025    مصرع شخصين وإصابة 2 آخرين في حادث تصادم دراجة بخارية وتوك توك بقنا    أعلى وأقل مجموع في مؤشرات تنسيق الأزهر 2025.. كليات الطب والهندسة والإعلام    عيار 21 بعد الانخفاض الكبير.. كم تسجل أسعار الذهب اليوم الأحد محليًا وعالميًا؟    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    عكاظ: الرياض لم يتلق مخاطبات من الزمالك بشأن أوكو.. والمفاوضات تسير بشكل قانوني    سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان: "التفاهم بينا كان في منتهى السهولة    تامر أمين يعلّق على عتاب تامر حسني ل الهضبة: «كلمة من عمرو ممكن تنهي القصة»    نيجيريا يحقق ريمونتادا على المغرب ويخطف لقب كأس أمم أفريقيا للسيدات    وسام أبو علي يودع جماهير الأهلي برسالة مؤثرة: فخور أنني ارتديت قميص الأهلي    محافظ الدقهلية يتدخل لحل أزمة المياه بعرب شراويد: لن أسمح بأي تقصير    قبل كتابة الرغبات.. كل ما تريد معرفته عن تخصصات هندسة القاهرة بنظام الساعات المعتمدة    خالد الجندي: من يُحلل الحشيش فقد غاب عنه الرشد العقلي والمخ الصحيح    بدء المؤتمر الجماهيري لحزب "الجبهة الوطنية" في المنوفية استعدادًا لانتخابات الشيوخ 2025    وزير الثقافة: نقل الكاتب صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق الصحة    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    القاهرة وداكار على خط التنمية.. تعاون مصري سنغالي في الزراعة والاستثمار    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق بمنزل في البلينا بسوهاج    البنك الأهلي يعلن رحيل نجمه إلى الزمالك.. وحقيقة انتقال أسامة فيصل ل الأهلي    بقيمة 859 مليون جنيه.. «CIB» يقتنص إدارة وضمان تغطية صفقة توريق جديدة ل«بى تك»    «لايم» للتمويل الاستهلاكي تعتزم ضخ أكثر من مليار جنيه حتى نهاية 2026    سيدة تسبح في مياه الصرف الصحي دون أن تدري: وثقت تجربتها «وسط الرغوة» حتى فاجأتها التعليقات (فيديو)    عاجل- 45 حالة شلل رخو حاد في غزة خلال شهرين فقط    حلمي النمنم: جماعة الإخوان استخدمت القضية الفلسطينية لخدمة أهدافها    تقديم 80.5 ألف خدمة طبية وعلاجية خلال حملة "100 يوم صحة" بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغريب ‬الجوهرى.. ‬أمير ‬الجماعة ‬الإسلامية ‬بالسويس ‬ل‮«‬"الصباح" اتهمونى ‬بقتل ‬‮‬"القسيس ‬ماريجوس"‬ ‬ وانتظرت ‬الإعدام ‬17 ‬عاما ‬حتى ‬أنقذنى مرسى
نشر في الصباح يوم 23 - 11 - 2012

حفلة ‬استقبال ‬لاظوغلى.. ‬تجريد ‬ملابس ‬وصعق ‬بالكهرباء.. ‬والكلاب ‬تنهش ‬لحومنا
هربت ‬5 ‬سنوات ‬فى ‬الزراعات.. ‬أتوضأ ‬بمياه ‬الصرف.. ‬و«أتغطى‮»‬ ‬بقش ‬الأرز ‬أثناء ‬النوم
الجنود ‬المسلحون ‬بالرشاشات ‬حاصروا ‬مسجد ‬السويس ‬وطالبونا ‬بالخروج ‬لقتلنا ‬ففتحوا ‬علينا ‬النيران
الحاضرون ‬فى ‬محاكمتى ‬بكوا ‬بعد ‬خطبتى ‬من ‬داخل ‬قفص ‬الإعدام..‬والضباط ‬اعتذروا ‬لنا

الغريب ‬الجوهرى، ‬أمير ‬الجماعة ‬الإسلامية ‬بالسويس، ‬أحد ‬المجاهدين ‬ضد ‬نظام ‬الرئيس ‬‮«‬المخلوع‮»‬ ‬حسنى ‬مبارك، ‬حكم ‬عليه ‬بالإعدام ‬فى ‬قضية ‬قتل ‬الرائد ‬محمد ‬عبدالشافى، ‬والقس ‬ماريجوس ‬فى ‬عام ‬1993، ‬ورغم ‬انتظاره ‬لتنفيذ ‬حكم ‬الإعدام ‬عليه ‬لمدة ‬17 ‬عامًا ‬قضاها ‬داخل ‬السجن، ‬إلا ‬إنه ‬لم ‬يفقد ‬الأمل ‬فى ‬تطبيق ‬شرع ‬الله، ‬ورغم ‬مشاهدته ‬لتنفيذ ‬حكم ‬الإعدام ‬فى ‬11 ‬شخصًا ‬من ‬أقرانه ‬المتهمين ‬فى ‬ذات ‬القضية، ‬إلا ‬أن ‬وضعه ‬داخل ‬السجن ‬لم ‬يمنعه ‬من ‬الاتصال ‬بالتنظيم ‬الجهادى ‬للدعاية ‬للدكتور ‬محمد ‬مرسى، ‬الذى ‬أخلى ‬سبيله ‬مع ‬مجموعة ‬من ‬الجهاديين، ‬عقب ‬وصوله ‬لسدة ‬الحكم.‬
‮«‬الجوهرى‮»‬ ‬الذى ‬ولد ‬فى ‬محافظة ‬السويس، ‬عام ‬1959، ‬لم ‬يُكمل ‬تعليمه، ‬حيث ‬اكتفى ‬بالمرحلة ‬الإعدادية، ‬ثم ‬عمل ‬فى ‬التجارة ‬من ‬خلال ‬محل ‬لبيع ‬الألبان ‬‮«‬سوبر ‬ماركت‮»‬، ‬وسافر ‬إلى ‬السعودية ‬عقب ‬تعرضه ‬هو ‬وأقرانه ‬فى ‬الجماعة ‬الإسلامية ‬لمضايقات ‬أمنية، ‬وتقابل ‬مع ‬الشيخ ‬حافظ ‬سلامة، ‬قائد ‬المقاومة ‬الشعبية ‬فى ‬السويس، ‬والذى ‬طالبه ‬ب«الصبر ‬والتحمل‮»‬.‬

البداية ‬من ‬‮«‬المصطفى‮»‬
يقول ‬‮«‬الرجل‮»‬: ‬عقب ‬تركى ‬للدراسة ‬والتى ‬توقفت ‬عند ‬المرحلة ‬الإعدادية، ‬قررت ‬حفظ ‬القرآن ‬الكريم ‬كاملا، ‬وحصلت ‬على ‬إجازة ‬فيه ‬بدافع ‬شخصى، ‬رغم ‬اننى ‬لم ‬أكن ‬أنتمى ‬حينها ‬لأية ‬جماعات ‬جهادية، ‬ولم ‬أكن ‬أعرف ‬عنهم ‬سوى ‬أنهم ‬إسلاميون ‬فقط، ‬وكنت ‬دائم ‬التردد ‬على ‬مسجد ‬المصطفى، ‬التابع ‬لجمعية ‬الهداية ‬الإسلامية، ‬التى ‬يترأسها ‬شيخ ‬مجاهدى ‬السويس، ‬حافظ ‬سلامة، ‬ولم ‬أكن ‬أعلم ‬حينها ‬أن ‬هذا ‬المسجد ‬هو ‬معقل ‬الجماعات ‬الإسلامية، ‬حيث ‬إن ‬ترددى ‬على ‬المسجد ‬فى ‬ذلك ‬الحين ‬كان ‬للصلاة ‬فقط، ‬بعدها ‬توطدت ‬علاقتى ‬بالإخوة ‬وتعرفت ‬عليهم، ‬ما ‬جعلهم ‬يترددون ‬على ‬المحل ‬الخاص ‬بى، ‬فى ‬محاولة ‬منهم ‬لدعمى، ‬الأمر ‬الذى ‬جعل ‬جهاز ‬أمن ‬الدولة ‬المنحل ‬يلقى ‬القبض ‬على، ‬واتهمت ‬حينها ‬بإدارة ‬المحل ‬الخاص ‬بى ‬لإيواء ‬الإرهابيين، ‬والتخطيط ‬لتنفيذ ‬عمليات ‬إرهابية ‬مع ‬الإخوة ‬المترددين ‬على ‬المحل.‬
الاعتقال ‬عقوبة ‬المتاجرة ‬مع ‬‮«‬الجهاديين‮»‬
مرت ‬لحظات ‬بطيئة ‬علىّ ‬فى ‬جهاز ‬أمن ‬الدولة، ‬بعدما ‬أخبرنى ‬ضابط ‬جهاز ‬‮«‬أمن ‬الدولة‮»‬ ‬أن ‬علينا ‬الانتظار ‬لمدة ‬خمس ‬دقائق، ‬وبعدها ‬سيعود ‬كل ‬منا ‬إلى ‬بيته، ‬غير ‬أن ‬هذه ‬الدقائق ‬الخمس، ‬مرت ‬بطيئة ‬جدًا، ‬حيث ‬تم ‬اعتقالى ‬مع ‬زملائى ‬لمدة ‬ثلاثة ‬أشهر ‬فى ‬مقر ‬‮«‬أمن ‬الدولة‮»‬، ‬تم ‬خلالها ‬عمل ‬تحريات ‬مكثفة ‬عن ‬المجموعة ‬المعتقلة، ‬وأقاربهم، ‬وعلى ‬الرغم ‬من ‬أننى ‬لم ‬أكن ‬أنتمى ‬للتنظيم ‬فى ‬تلك ‬الفترة، ‬إلا ‬أن ‬فترة ‬الاعتقال ‬ساعدتنى ‬فى ‬التعرف ‬على ‬الإخوة ‬المجاهدين، ‬وتواصلت ‬معهم، ‬وكان ‬أغلبهم ‬من ‬خطباء ‬مساجد ‬السويس، ‬الناقمين ‬على ‬حكم ‬‮«‬مبارك‮»‬، ‬والذين ‬ساعدونى ‬فى ‬الخروج ‬من ‬المعتقل، ‬حيث ‬تطوع ‬محاميهم ‬بالتقدم ‬بتظلم ‬لإخلاء ‬سبيلى، ‬وهو ‬ما ‬جعلنى ‬أنتمى ‬إليهم ‬والاطمئنان ‬لصحبتهم.‬
عقب ‬الخروج ‬من ‬المعتقل، ‬سافرت ‬إلى ‬السعودية ‬لأداء ‬فريضة ‬الحج، ‬وتقابلت ‬هناك ‬مع ‬الشيخ ‬حافظ ‬سلامة، ‬وقصصت ‬عليه ‬وضع ‬الإخوة ‬فى ‬السجون، ‬ونصحنى ‬حينها ‬ب«الصبر ‬والتحمل‮»‬، ‬وعند ‬عودتى ‬قررت ‬مع ‬عائلتى ‬وأقاربى ‬بناء ‬مسجد ‬فى ‬قريتنا ‬‮«‬الحيليات‮»‬ ‬بالسويس، ‬والتى ‬كانت ‬تفتقد ‬لوجود ‬مسجد ‬وأطلقنا ‬عليه ‬اسم ‬‮«‬مسجد ‬الجوهرى‮»‬، ‬وهو ‬المسجد ‬الذى ‬كان ‬يتوافد ‬عليه ‬خطباء ‬متطوعون ‬من ‬جميع ‬مساجد ‬السويس، ‬لعدم ‬قدرتنا ‬على ‬الخطابة ‬فى ‬ذلك ‬الوقت، ‬عندها ‬قررت ‬الالتزام ‬أكثر ‬بفكر ‬الجماعة ‬الإسلامية، ‬وتوليت ‬الخطابة ‬فى ‬المسجد ‬بمفردى، ‬وأفردت ‬مساحة ‬كبيرة ‬فى ‬الخطب ‬للتحدث ‬عن ‬فساد ‬النظام ‬‮«‬الساقط‮»‬ ‬ورئيسه ‬‮«‬المخلوع ‬مبارك‮»‬، ‬وناديت ‬بوجوب ‬الجهاد ‬ضده ‬والخروج ‬على ‬الحاكم.‬
مضايقات ‬أمنية
تسببت ‬سياستى ‬التى ‬انتهجتها ‬فى ‬معاداة ‬النظام ‬السابق، ‬لملاحقة ‬جهاز ‬أمن ‬الدولة ‬لى ‬ولزملائى، ‬حيث ‬كان ‬يراقب ‬دروسنا ‬ويرسل ‬مخبرين ‬سريين ‬يرتدون ‬الزى ‬المدنى، ‬لمراقبتنا ‬خاصة ‬أثنا ‬أيام ‬الجمعة، ‬لمتابعة ‬‮«‬الخطبة‮»‬، ‬وقام ‬باختطافنا ‬عقب ‬حديثنا ‬عن ‬أحداث ‬‮«‬البوسنة ‬والهرسك‮»‬ ‬والقتال ‬الدائر ‬هناك، ‬والهجمة ‬التى ‬يتعرض ‬لها ‬المسلمون، ‬وهو ‬ما ‬دفعنى ‬إلى ‬مغادرة ‬بيتى، ‬والهروب ‬فى ‬الزراعات، ‬والتى ‬قضيت ‬بها ‬عدة ‬أشهر ‬دون ‬طعام ‬أو ‬شراب، ‬واضطررت ‬فى ‬تلك ‬الفترة ‬إلى ‬الوضوء ‬من ‬مياه ‬الصرف ‬الزراعى ‬للصلاة، ‬والنوم ‬فى ‬العراء، ‬متخذا ‬من ‬قش ‬الأرز ‬فرشًا ‬وغطاءً ‬لجسدى.‬
غير ‬أن ‬هذه ‬المضايقات ‬لم ‬تنته ‬عند ‬هذا ‬الحد، ‬حيث ‬قام ‬جهاز ‬الأمن ‬بوضع ‬نقاط ‬مراقبة ‬على ‬الأماكن ‬التى ‬أتردد ‬عليها، ‬للإمساك ‬بى، ‬لدرجة ‬إعداد ‬كمائن ‬داخل ‬المحل ‬الخاص ‬بى ‬وفى ‬المنطقة ‬المجاورة ‬له، ‬بخلاف ‬كمائن ‬مشابهة ‬لتلك ‬عند ‬التجار ‬الذين ‬أقوم ‬بالتعامل ‬معهم، ‬وتم ‬القبض ‬بالفعل ‬على ‬العامل ‬الذى ‬استأجرته ‬لإدارة ‬المحل، ‬ما ‬دفعنى ‬للتنازل ‬عن ‬ملكية ‬المحل ‬لأخى، ‬وتفاقمت ‬المضايقات ‬لكل ‬من ‬يعرفنى، ‬حيث ‬اعتقلت ‬قوات ‬الأمن ‬جميع ‬العمال ‬الذين ‬يعملون ‬فى ‬أرضى، ‬والذين ‬استأجرتهم ‬لزراعتها، ‬وتنازلت ‬عنها ‬هى ‬أيضًا، ‬ومنذ ‬ذلك ‬الوقت ‬أصبحت ‬طريدًا ‬لا ‬أملك ‬أى ‬شىء.‬
رفض ‬التوريث
كل ‬ما ‬مر ‬بى ‬من ‬تجارب ‬مريرة ‬مع ‬الأمن ‬جعلنى ‬ناقما ‬عليه، ‬فلم ‬أكن ‬قادرا ‬على ‬الذهاب ‬للصلاة، ‬ورغم ‬ذلك ‬إلا ‬أننى ‬كنت ‬أستشعر ‬الخير ‬فى ‬الإخوة ‬فى ‬الجماعة، ‬والتى ‬عقدت ‬ندوة ‬دينية ‬دعوية ‬بمسجد ‬‮«‬نورالإيمان‮»‬ ‬فى ‬ذلك ‬الوقت، ‬وأدارها ‬أمير ‬الجماعة ‬الإسلامية ‬بالسويس، ‬عوض ‬عبدالرازق، ‬تحت ‬عنوان ‬‮«‬معا ‬لمناهضة ‬نظام ‬مبارك‮»‬.‬
عقب ‬ذلك ‬قررنا ‬نقل ‬نشاطنا ‬المعادى ‬ل«مبارك‮»‬ ‬ونظامه ‬إلى ‬الشارع، ‬فنظمنا ‬فى ‬عام ‬1993 ‬تظاهرة ‬رفعنا ‬خلالها ‬رسومًا ‬ساخرة ‬صورت ‬مبارك، ‬ووزراءه، ‬على ‬هيئة ‬حيوانات ‬مثل ‬‮«‬الغوريلا‮»‬ ‬و«التعالب‮»‬ ‬وغيرها، ‬وطالبنا ‬خلالها ‬بعدم ‬التجديد ‬لمبارك ‬لفترة ‬رئاسية ‬ثانية، ‬الأمر ‬الذى ‬جعل ‬الأمور ‬تشتعل ‬بيننا ‬وبين ‬الأمن، ‬الذى ‬حاصرنا ‬داخل ‬المسجد ‬بقوات ‬مكثفة ‬كان ‬قوامها ‬أكثر ‬من ‬ألف ‬عربة ‬مصفحة، ‬يقودها ‬آلاف ‬الجنود، ‬رغم ‬أن ‬عددنا ‬فى ‬التظاهرة ‬لم ‬يكن ‬يتعدى ‬500 ‬جهادى.‬
فوجئنا ‬بهجوم ‬‮«‬القوات‮»‬ ‬على ‬المسجد، ‬بجميع ‬الأسلحة ‬الخفيفة، ‬وطالبونا ‬خلالها ‬بالخروج ‬من ‬المسجد ‬والاصطفاف ‬خارجه، ‬موجهين ‬اتهامات ‬لنا ‬بمحاولة ‬تفجير ‬المسجد، ‬الأمر ‬الذى ‬رفضه ‬الإخوة ‬المتحصنون ‬بالمسجد ‬الانصياع ‬له، ‬ما ‬دفع ‬أحد ‬الضباط ‬المعروف ‬بميوله ‬الإسلامية ‬بمطالبتنا ‬بالخروج ‬من ‬المسجد، ‬وحذرنا ‬من ‬نوايا ‬القوات ‬المتمركزة ‬خارج ‬المسجد، ‬حيث ‬أكد ‬لنا ‬أنها ‬بصدد ‬تصفية ‬جميع ‬من ‬فى ‬المسجد، ‬الأمر ‬الذى ‬جعلنا ‬نخرج ‬من ‬المسجد، ‬والاصطفاف ‬طبقًا ‬لتعليمات ‬الأمن، ‬عندها ‬فوجئنا ‬بوابل ‬من ‬الرصاص ‬تطلقه ‬قوات ‬الأمن ‬علينا، ‬واخترقت ‬بالفعل ‬بعضها ‬أجساد ‬بعض ‬الإخوة، ‬وسقطوا ‬صرعى ‬أمام ‬أعيننا، ‬قبل ‬أن ‬تقوم ‬قوات ‬الأمن ‬بإطلاق ‬قنابل ‬الغاز، ‬وهى ‬اللحظة ‬التى ‬استطاع ‬عدد ‬منا ‬الهرب ‬خلالها، ‬فيما ‬ألقى ‬القبض ‬على ‬عدد ‬آخر ‬من ‬الجهاديين ‬بينهم ‬‮«‬نجل ‬شقيقتى‮»‬ ‬الذى ‬أصيب ‬بطلق ‬مطاطى ‬فى ‬رأسه.‬
الهروب ‬من ‬الإعدام
تسبب ‬الهجوم ‬الذى ‬شنته ‬‮«‬الداخلية‮»‬ ‬علينا ‬فى ‬مصرع ‬أحد ‬ضباط ‬الشرطة ‬المشاركين ‬فى ‬الهجوم، ‬حيث ‬استقرت ‬إحدى ‬رصاصات ‬‮«‬الداخلية‮»‬ ‬فى ‬عنق ‬الرائد ‬محمد ‬عبدالشافى، ‬وتم ‬توجيه ‬الاتهام ‬لنا ‬حينها ‬بقتله، ‬رغم ‬أن ‬‮«‬الداخلية‮»‬ ‬نفسها ‬كانت ‬تريد ‬تصفيته ‬لميوله ‬‮«‬الإسلامية‮»‬، ‬وألقى ‬القبض ‬خلال ‬هذه ‬الحادثة ‬على ‬عدد ‬من ‬المجاهدين ‬وهم: ‬الشيخ ‬محمد ‬فوزى، ‬وأحمد ‬عبدالقادر، ‬والسيد ‬صابر، ‬وشريف ‬بيومى، ‬بتهمة ‬قتل ‬ضابط ‬شرطة.‬
لم ‬يتم ‬إلقاء ‬القبض ‬علىّ ‬فى ‬هذه ‬الحادثة، ‬غير ‬أننى ‬عقب ‬ذلك ‬بفترة ‬اتهمت ‬مع ‬عدد ‬من ‬زملائى ‬بمقتل ‬القس ‬فكرى ‬ماريجوس، ‬وبلغ ‬عدد ‬الإخوة ‬المتهمين ‬فى ‬القضيتين ‬إلى ‬16 ‬جهاديا، ‬ووجهت ‬النيابة ‬لى ‬تهمة ‬قتل ‬القس، ‬وإحداث ‬فتنة ‬طائفية، ‬رغم ‬أننا ‬لم ‬نكن ‬نعرف ‬من ‬هو ‬هذا ‬الشخص ‬الذى ‬اتهمنا ‬فى ‬قتله، ‬وحكم ‬علينا ‬بالإعدام ‬غير ‬أننى ‬تمكنت ‬من ‬الهرب ‬لمدة ‬5 ‬سنوات، ‬قضيت ‬منها ‬6 ‬أشهر ‬فى ‬الزراعات ‬الممتدة ‬بطريق ‬السويس، ‬وهى ‬المعيشة ‬الصعبة ‬التى ‬لم ‬أطق ‬عليها ‬صبرًا، ‬فقررت ‬الهرب ‬إلى ‬‮«‬أبوصوير‮»‬ ‬بمحافظة ‬الإسماعيلية، ‬ومنها ‬انتقلت ‬للقاهرة، ‬وبعدها ‬انتقلت ‬للعيش ‬فى ‬إحدى ‬قرى ‬الجيزة، ‬واستبدلت ‬اسمى ‬بآخر ‬حركى ‬وهو ‬‮«‬حسن ‬الإسمعلاوى‮»‬.‬
اضطررت ‬للعيش ‬مع ‬أحد ‬الأشخاص، ‬الذى ‬شك ‬فى ‬ميولى، ‬فقام ‬بإخطار ‬قوات ‬الأمن ‬عنى ‬بعد ‬أن ‬تأكد ‬من ‬هويتى، ‬وألقت ‬قوات ‬‮«‬أمن ‬الدولة‮»‬ ‬القبض ‬علىّ، ‬وتم ‬عصب ‬عينى ‬بشارة ‬سوداء ‬واقتيادى ‬إلى ‬جهاز ‬‮«‬جابر ‬بن ‬حيان‮»‬ ‬بالجيزة، ‬واعتبرونى ‬صيدا ‬ثمينا ‬كان ‬صعب ‬المنال، ‬وتعرضت ‬لكل ‬أنواع ‬التعذيب ‬داخل ‬الجهاز، ‬حيث ‬أجبرت ‬على ‬نزع ‬جميع ‬ملابسى ‬‮«‬كما ‬ولدتنى ‬أمى‮»‬، ‬وتعرضت ‬للضرب ‬المبرح، ‬والصعق ‬بالكهرباء.‬
الاعتراف ‬أو ‬التعذيب
عقب ‬تلك ‬المرحلة ‬من ‬التعذيب ‬البدنى، ‬انتقلنا ‬إلى ‬مرحلة ‬أخرى ‬من ‬التعذيب، ‬حيث ‬رُحلت ‬إلى ‬مقر ‬أمن ‬الدولة ‬الرئيسى ‬ب«لاظوغلى‮»‬، ‬وفوجئت ‬عقب ‬دخولى ‬للمبنى ‬بأحد ‬المخبرين ‬يصفعنى ‬على ‬وجهى ‬‮«‬قلمًا‮»‬ ‬لن ‬أنساه ‬ما ‬دمت ‬حيًا، ‬حيث ‬تسبب ‬فى ‬عدم ‬تمكنى ‬من ‬تناول ‬أى ‬طعام ‬لمدة ‬أسبوع ‬كامل.‬
وتعرضت ‬مرة ‬أخرى ‬لانتزاع ‬ملابسى ‬داخل ‬‮«‬لاظوغلى‮»‬، ‬بالإضافة ‬إلى ‬صعقى ‬بالكهرباء، ‬بخلاف ‬الشتائم ‬المهينة ‬للآدمية، ‬وهو ‬التعذيب ‬النفسى ‬والجسدى ‬الذى ‬استمر ‬لمدة ‬10 ‬أيام، ‬وكانت ‬جميع ‬إجاباتى ‬على ‬الأسئلة ‬الموجهة ‬لى ‬هى ‬‮«‬مش ‬أنا.. ‬معرفش.. ‬حسبى ‬الله ‬ونعم ‬الوكيل‮»‬، ‬وبعد ‬أن ‬ذقت ‬جميع ‬ألوان ‬العذاب ‬تأكدت ‬بالفعل ‬أن ‬الإعدام ‬أرحم ‬من ‬هذا ‬التعذيب، ‬عندها ‬تأكدت ‬بشكل ‬واضح ‬أن ‬مصيرى ‬الموت.‬
تحت ‬وطأة ‬التعذيب ‬اعترفت ‬بقتل ‬الضابط، ‬والقس ‬النصرانى، ‬الذى ‬لم ‬أكن ‬أعلم ‬حينها ‬عنه ‬أية ‬تفاصيل، ‬حتى ‬أنى ‬كنت ‬أجهل ‬اسمه، ‬بعدها ‬تمت ‬إحالتى ‬لنيابة ‬أمن ‬الدولة ‬للتحقيق ‬فى ‬الواقعة، ‬وأمامها ‬أنكرت ‬جميع ‬الاعترافات ‬والتهم ‬الموجهة ‬لى، ‬ولكنى ‬فوجئت ‬برد ‬وكيل ‬النيابة ‬‮«‬المحقق‮»‬، ‬الذى ‬طالب ‬بإرجاعى ‬لجهاز ‬أمن ‬الدولة ‬فى ‬لاظوغلى ‬‮«‬علشان ‬أتروق‮»‬، ‬وهو ‬ما ‬جعلنى ‬أكرر ‬اعترافى ‬بارتكاب ‬التهم ‬الموجهة ‬لى، ‬وتمت ‬إحالتى ‬إلى ‬المحكمة، ‬التى ‬علمت ‬خلالها ‬أن ‬القس ‬فكرى ‬ماريجوس، ‬شخص ‬‮«‬سيئ ‬السمعة‮»‬، ‬وكان ‬يستأجر ‬وحدات ‬سكنية ‬لممارسة ‬أعمال ‬مخلة ‬بالآداب، ‬ورغم ‬إنكارى ‬وزملائى ‬أمام ‬المحكمة ‬معرفتنا ‬به، ‬إلا ‬أن ‬القاضى ‬صلاح ‬بدور، ‬والمشهور ‬ب«الجزار‮»‬، ‬رد ‬علينا ‬بمقولة ‬‮«‬أنا ‬لو ‬كنت ‬وزير ‬داخلية ‬كنت ‬لبستكم ‬طُرح‮»‬، ‬بعدما ‬طالبنا ‬بإحالة ‬القضية ‬لقاض ‬آخر ‬لتخوفنا ‬منه، ‬إلا ‬أنه ‬أظهر ‬تعاطفًا ‬معى ‬عندما ‬أكد ‬للمحامى ‬الحاضر ‬للدفاع ‬عنى ‬بأننى ‬‮«‬غلبان ‬وخسارة ‬فىّ ‬الإعدام‮»‬، ‬إلا ‬أن ‬ذلك ‬لم ‬يغير ‬من ‬الأمر ‬شيئًا ‬حيث ‬صدر ‬الحكم ‬بالإعدام، ‬وهو ‬الحكم ‬الذى ‬علقت ‬بعبارة ‬‮«‬حسبى ‬الله ‬ونعم ‬الوكيل‮»‬ ‬بصوت ‬عال، ‬وألقيت ‬خطبة ‬فى ‬الحاضرين ‬شرحت ‬خلالها ‬لماذا ‬صدر ‬الحكم ‬بالإعدام، ‬فى ‬قضية ‬مقتل ‬القس، ‬وهى ‬الخطة ‬التى ‬أبكت ‬جميع ‬الحاضرين، ‬واعتذر ‬الضباط ‬المسئولون ‬عن ‬ترحيلنا ‬لنا، ‬مؤكدين ‬أنهم ‬ينفذون ‬الأوامر.‬
سجن ‬العقرب
المرة ‬الثالثة ‬التى ‬تعرضت ‬فيها ‬لنزع ‬ملابسى، ‬كانت ‬عقب ‬وصولى ‬مع ‬إخوتى ‬المجاهدين ‬لسجن ‬العقرب ‬لتنفيذ ‬حكم، ‬حيث ‬استقبلتنا ‬إدارة ‬السجن ‬بحفل ‬استقبال ‬جُردنا ‬خلاله ‬من ‬ملابسنا، ‬وتعرضنا ‬للسحل، ‬وتركنا ‬للكلاب ‬تنهش ‬من ‬لحومنا، ‬ما ‬دفع ‬المسجونين ‬يقومون ‬بمواراة ‬جسدى ‬ببطانية ‬من ‬هول ‬ما ‬تعرضت ‬له ‬من ‬تعذيب، ‬بعدها ‬نقلت ‬إلى ‬زنزانة ‬انفرادى ‬أرضيتها ‬مغطاة ‬بالرماد.‬
داخل ‬الزنزانة ‬كنت ‬أقوم ‬بسد ‬فتحة ‬حوض ‬المياه ‬بكيس ‬بلاستيك ‬حتى ‬أحتفظ ‬بالمياه ‬للوضوء ‬والشرب، ‬وكنت ‬أعيش ‬على ‬فتات ‬الخبز ‬والجبن ‬التى ‬يرسلها ‬لى ‬زملائى ‬المعتقلون، ‬وخلال ‬فترة ‬الاعتقال ‬تعرضنا ‬للتعذيب ‬البدنى ‬بشكل ‬شبه ‬يومى، ‬حيث ‬كنا ‬نتعرض ‬للضرب، ‬والصعق، ‬وانتهاك ‬آدميتنا، ‬بعد ‬تنفيذ ‬أوامر ‬إدارة ‬السجن ‬بالتجرد ‬من ‬جميع ‬ملابسنا ‬ووضع ‬وجوهنا ‬باتجاه ‬حائط ‬الزنزانة.‬
ارتديت ‬بدلة ‬الإعدام ‬17 ‬عاما، ‬ومنعت ‬من ‬الزيارات، ‬حتى ‬قامت ‬قيادات ‬الجماعة ‬الإسلامية ‬بإطلاق ‬مبادرة ‬نبذ ‬العنف ‬بالسجون، ‬عام ‬1997، ‬والتى ‬تمت ‬الموافقة ‬عليها ‬وتفعيلها ‬عام ‬2002، ‬وهى ‬المبادرة ‬التى ‬علمت ‬بها ‬من ‬قيادات ‬الجماعة ‬عصام ‬دربالة، ‬وعاصم ‬عبدالماجد، ‬وناجح ‬إبراهيم، ‬وكرم ‬زهدى، ‬ووافقنا ‬عليها ‬رغم ‬عدم ‬استفادتنا ‬منها ‬فى ‬شىء ‬سوى ‬أنها ‬أوقفت ‬تعذيبى ‬وزملائى، ‬ومنحتنى ‬بعض ‬الزيارات ‬التى ‬حرمت ‬منها، ‬ولهول ‬ما ‬شاهدته ‬من ‬تعذيب ‬داخل ‬سجن ‬العقرب ‬لم ‬يتعرف ‬زملاؤنا ‬الجهاديون ‬علينا ‬عندما ‬قاموا ‬بزيارتنا.‬
انتظار ‬الإعدام
اغتسلت ‬أكثر ‬من ‬مرة ‬استعدادا ‬لتنفيذ ‬حكم ‬الإعدام، ‬غير ‬أن ‬أجلى ‬لم ‬يكن ‬قد ‬حان، ‬ففى ‬كل ‬مرة ‬كان ‬يتم ‬تقديم ‬زميل ‬غيرى، ‬ورأيت ‬بعينى ‬زميلى ‬محمد ‬فوزى، ‬أثناء ‬اقتياده ‬لغرفة ‬الإعدام ‬مبتسمًا ‬ومشجعًا ‬لنا ‬بعبارة ‬‮«‬الله ‬أكبر ‬اثبتوا ‬إن ‬وعد ‬الله ‬حق‮»‬، ‬وهى ‬الكلمات ‬التى ‬رجت ‬جدران ‬السجن، ‬ولم ‬تكن ‬هذه ‬هى ‬الواقعة ‬الوحيدة ‬لى ‬حيث ‬شاهدت ‬اقتياد ‬11 ‬جهاديا ‬لتنفيذ ‬الإعدام ‬فيهم.‬
استطاع ‬بعض ‬الإخوة ‬تهريب ‬تليفون ‬محمول ‬لى ‬أثناء ‬تنفيذ ‬العقوبة، ‬ونجحت ‬بفضله ‬فى ‬التواصل ‬مع ‬‮«‬الجماعة‮»‬ ‬فى ‬أنحاء ‬مصر ‬لحثهم ‬على ‬دعم ‬الدكتور ‬محمد ‬مرسى، ‬وأقنعتهم ‬بأن ‬خلفه ‬جماعة ‬قوية ‬تدعمه ‬‮«‬الإخوان ‬المسلمون‮»‬، ‬ولها ‬تنظيم ‬دولى ‬قديم.‬
وتقابلت ‬فى ‬محبسى ‬مع ‬القيادى ‬محمد ‬الظواهرى، ‬والشيخ ‬مرجان، ‬وأحمد ‬سلامة ‬وعبدالعزيز ‬الجمال، ‬وسيد ‬إمام، ‬المنتمين ‬لتنظيم ‬الجهاد، ‬وعشت ‬سنوات ‬داخل ‬السجن ‬مع ‬التكفيريين ‬مثل ‬محمد ‬جابر، ‬وأسامة ‬النخلاوى، ‬من ‬جهاديى ‬سيناء، ‬بعد ‬أن ‬نحينا ‬الاختلاف ‬الفكرى ‬والفقهى ‬جانبا.. ‬الأمر ‬الذى ‬جعلنا ‬نتفق ‬على ‬رفض ‬أحداث ‬رفح.‬
عمليات ‬مدبرة ‬
‮«‬تفجيرات ‬مدينة ‬نصر‮»‬ ‬ليست ‬عودة ‬الجهاد ‬من ‬جديد، ‬وليس ‬لها ‬أية ‬ضوابط ‬شرعية، ‬لأن ‬الأصل ‬فى ‬العمليات ‬الجهادية ‬الحفاظ ‬على ‬الأرواح، ‬وما ‬شهدته ‬البلاد ‬هو ‬محاولات ‬من ‬جهات ‬ترغب ‬فى ‬إجهاض ‬المشروع ‬الإسلامى، ‬وإسقاط ‬الرئيس ‬مرسى، ‬وأستطيع ‬أن ‬أجزم ‬أن ‬عددا ‬من ‬المتورطين ‬فى ‬أحداث ‬مدينة ‬نصر ‬أبرياء ‬من ‬هذه ‬الاتهامات، ‬فقد ‬تقابلت ‬مع ‬عدد ‬منهم ‬مثل ‬عادل ‬شحتو، ‬والكاشف ‬أبوأحمد ‬داخل ‬المعتقل، ‬وأعرفهم ‬جيدًا، ‬ولا ‬أتوقع ‬أن ‬تخرج ‬هذه ‬العمليات ‬عنهم، ‬فرغم ‬رفضهم ‬للمراجعات ‬الفقهية ‬ومبادرات ‬نبذ ‬العنف ‬التى ‬عقدت ‬بين ‬‮«‬أمن ‬الدولة‮»‬ ‬و«الجماعة ‬الإسلامية‮»‬ ‬إلا ‬أننا ‬لا ‬نجاهد ‬ضد ‬رئيس ‬إسلامى، ‬وعلى ‬جميع ‬عناصر ‬تنظيم ‬الجهاد ‬الكف ‬عن ‬تصريحاتهم ‬الإعلامية، ‬التى ‬تشوه ‬صورة ‬الإسلاميين ‬فى ‬مصر، ‬وهى ‬التصريحات ‬التى ‬سيسألون ‬عنها ‬يوم ‬الحساب.‬
فى ‬شهر ‬رمضان ‬الماضى ‬صدر ‬قرار ‬عفو ‬رئاسى ‬من ‬الدكتور ‬محمد ‬مرسى، ‬لينقذنى ‬من ‬حكم ‬الإعدام ‬بعد ‬مرور ‬17 ‬عاماً ‬داخل ‬السجن، ‬ليعيدنى ‬للحياة، ‬وفور ‬خروجى ‬من ‬السجن ‬بادرت ‬بالاتصال ‬بالإخوة ‬فى ‬الجماعة ‬للدعوة ‬لإقامة ‬الدولة ‬الإسلامية.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.