فى قضية غريبة من نوعها وتحديدًا من مدينة السويس الباسلة التى عانت ويلات الحرب المتعاقبة عليها فهم أناس أصحاب طبيعة خاصة، وطنيون من الدرجة الأولى يحبون أرضهم جدًا ويدافعون عنها بكل غالٍ، ولا يلومون فى الحق لومة لائم. وما حدث فيها جزء من نضال قديم وممتد ضد نظام مبارك فقد عقد أبناء الجماعة الإسلامية مؤتمرًا فى مسجد نور الإيمان قبل الاستفتاء على انتخابات الرئاسة عام 1993 تحت عنوان "12عامًا من الحصاد المر.. لا لمبارك" واجتمع فيه الكثير من أهل السويس فى 2 أكتوبر على اعتبار أنه حق شرعى لأى مواطن فى العالم أن ينتخب من يريد, ولكن مع الديكتاتور والفرعون صاحب كل ملفات الفساد كان القمع هو رد السلطة. وحاصرت قوات الأمن المركزى المسجد وعندما تطوع أحد الضباط ويدعى محمد عبد الشافى ليتفاوض مع أبناء الجماعة الإسلامية المتواجدين داخل المسجد خوفًا من الخروج للقبض عليهم, وقال لهم هل ستخرجون لو خرجت معكم؟ قالوا له نعم, وبالفعل خرج معهم، ولكن أمر عبد الحميد - حكمدار السويس فى ذلك الوقت- بالضرب فجاءت رصاصة الخرطوش من أحد عساكر الأمن المركزى فى الضابط الذى كان يتصدر الخارجين من المسجد، وقبض عليهم جميعًا وصدرت ضدهم أحكام قاسية تراوحت ما بين الإعدام والسجن المؤبد، رغم أن تقرير الطب الشرعى أثبت أن الضابط قتل بسلاح ميرى إلا أن القاضى صلاح الدين بدور الذى اشتهر بقسوته التى فاقت قسوة المحاكم العسكرية كان له رأى آخر. وذهبت "المصريون" لتلتقى مع أسر هؤلاء الذين ذاقوا الظلم ألوانًا، وتعرضوا لمحنة عاتية قاسية لا لشىء إلا أنهم قالوا "لا لمبارك" مأساة أحمد عبد القادر المحكوم عليه بالإعدام تقول السيدة خيرية أمين يوسف- أم أحمد عبد القادر، أحد قيادات الجماعة الإسلامية والمسئول عن حى السويس والذى حكم عليه بالإعدام فى هذه القضية ومازال يرتدى البذلة الحمراء منذ أكثر من 14عامًا وحتى بعد قيام ثورة يناير- : أحمد ابنى التزم منذ أن كان فى الجيش عام 1988 بعد أن حصل على دبلوم الصنائع، وتعلم على يد الشيخ حافظ سلامة فى مسجد الشهداء, حيث كان يساعده فى عمل المعارض الفنية من صور وزخارف إسلامية وأعمال خشب الأركت والكتابة عليها، وهذا كان يحرك حماس الشباب فتلقاه بعد ذلك أحد الأخوة ويدعى "إبراهيم" كما يطلقون عليه فى الجماعة الإسلامية، وبدأت هنا قصته مع الجماعة الإسلامية، ولكن الأصل فى تعليمة الالتزام الدينى هو (الشيخ حافظ سلامة) وهو كان سبب فى التزام العديد من الشباب فى حى المستقبل بالسويس، والذى يعتبر بالنسبة لهم الأب الروحى بطريقة غير مباشرة, حيث كانوا يذهبون إلى مسجد الشهداء لسماع كلام الشيخ سلامة الذى كان يحرك مشاعرهم, وتؤكد الحاجة خيرية أن التزام أحمد عبد القادر كان شيئًا جميلاً جدًا، حيث إنه كان مطيعًا جدًا لها وعندما يستيقظ من نومه كان يقبل يديها ويذهب ليصلى فى المسجد ثم يعود للمنزل، وأنها كانت غير معترضة تمامًا على انضمامه إلى الجماعة الإسلامية, ولا والده, كما تروى لنا عن أول مرة تم القبض عليه من مباحث أمن الدولة, حيث كانوا فى عيد الأضحى المبارك وكان ينظم مع الشباب صلاة العيد وخطبة الشيخ حافظ سلامة مع تواجد الأمن فعندما يجدون شبابًا فى مصلى الشيخ حافظ يتحرك كثيرًا فيتهمونه بأنه ناشط للجماعة الإسلامية، ويبدأ الأمن والمخبرون برصده, وبناءً عليه يتم القبض عليه حيث قبض عليه فى بادئ الأمر لهذا السبب, حيث بعد صلاة العيد وفى ثانى أيام عيد الأضحى الساعة ال3 فجرًا سمعنا بخبط شديد على الباب واقتحام المنزل والقبض على ابنى أحمد، وكانت هذه أول مرة يتم القبض عليه، حيث سجن فى سجن طره، وأمضى فيه 40 يومًا ثم أفرج عنه، وبعد ذلك تردد علينا ضباط أمن الدولة باستمرار للقبض عليه حيث بقيت كل يوم منتظرة دخولهم إلى البيت فى نفس الميعاد وتكسير باب المنزل واقتحامه فقد اعتدت على ذلك منهم. وتكمل أم أحمد القصة قائلة: تم القبض عليه وحكم عليه بالإعدام عندما قام هو وشباب الجماعة الإسلامية وقتها بعمل مؤتمر تحت عنوان"لا للمبارك" بمسجد نور الإيمان، قرب الاستفتاء على انتخابات الرئاسة، لفترة ثالثة للرئيس المخلوع مبارك، وللعلم فأهل السويس جميعهم كانوا يقولون "لا للمبارك"، وقاموا بتوزيع بيان باسم لا لمبارك على الحاضرين يبين مدى فساد نظام مبارك من عام 1981 إلى عام 1993 وقاموا بعمل المؤتمر فى 2 أكتوبر لأن الاستفتاء كان يوم 4أكتوبر على نعم أو "لا لمبارك" والتجديد له لفترة رئاسية جديدة، وذلك لتعريف المواطنين بفساد مبارك طوال السنين الماضية, والكلام كله عن هذا وكان من الحضور أحد قيادات الجماعة الإسلامية ويدعى عادل سعد حيث كانت له الكلمة الرئيسية فى المؤتمر، وكان أحمد عبد القادر من الأفراد المنظمة فقط لهذا المؤتمر، من حيث عمل مكان خاص للنساء وتنسيق المنصة والحضور فقط, وعندما فوجئوا بالأمن المركزى يحاصر المسجد, قام جميع الحاضرين بالاختباء داخل المسجد، ولكن تطوع أحد ضباط أمن الدولة للتفاوض معهم للخروج الآمن من المسجد وعندما أقنعهم بالفعل, بدأ أحمد عبد القادر بتنظيمهم وطلب من الأمن عمل ثغرة للخروج لعدم التصادم بينهم وبين الأمن, وتصدر الضابط الخروج، ولكن رئيس الأمن المركزى وقتها الحكمدار عبد الحميد أمر بإطلاق الرصاص عليهم فأصابت إحدى رصاصات الخرطوش محمد عبد الشافى ضابط أمن الدولة, وبعدها تم القبض على أحمد عبد القادر وجميع زملائه المشاركين فى المؤتمر. والدة أحمد عبد القادر تروى قصته فى أول السجن وتقول والدته إن الممرضة التى كانت تمرض الضابط عبد الشافى رأته وهو يكتب بالدم على ملاءة السرير أن الأمن هو الذى أطلق عليه الرصاص، وليس الجماعة الإسلامية, وعندما قالت لضابط الحراسة هذا الكلام هددها بأنها لو نطقت به لأحد سيحبسها هى وأهلها, وأضافت أنها لم تر ابنها بعد حبسه بحوالى 3 سنوات، وكل ما كانت تتقدم بطلب لزيارته يتم رفضه ولا حس ولا خبر, وبعد الحكم ب15 يومًا أرسل لى أحمد وقال لى عايزك يا أمى لتزورينى، وكان وقتها فى سجن طره، وكانت وقتها منطقة جبال, وعانيت الكثير عند زيارته حيث التفتيش الشديد والمعاملة السيئة من إدارة السجن، وأول مرة شاهدته وهو يلبس بذلة الإعدام الحمراء أصبت بنوبة صراخ شديدة وبكاء هسترى. سيد مختار يحكى فصولاً من قصص التعذيب ويستكمل زميلة فى ذات القضية سيد مختار – والذى حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا – قائلاً : إن أفراد قضية نور الإيمان تعرضوا لأشد أنواع التعذيب خاصة عند وصولهم لمديرية أمن السويس، خصوصًا أحمد عبد القادر وذلك بشهادة أمناء الشرطة الموجودين وقتها حيث قالوا إن أحمد عبد القادر "جبل" حيث تم التنكيل به فى حجرة التعذيب وتفنن الضباط فى تعذيبه هو وزملائه بل إن كل سجن يذهبون إليه يتم التوصية عليهم بالتعذيب الشديد وذلك بسبب موضوع حسنى مبارك فعلى سبيل المثال فى سجن الزقازيق تم استقبالهم بوقوف عساكر الأمن المركزى صفيّن والذى يسمى بالقوة الضاربة وهم عساكر ذو قوة بدنية قوية جدًا، ويمسكون بأيديهم "عصى" بالكهرباء ويجبرون المعتقل على خلع ملابسه والجرى بين الصفين وهم يتناوبون على ضربه بالعصا والخرزانة والبيادات والعصى الكهربائية وخراطيم المياه وحتى لو بدأ يسرع يقوموا بكسره على الأرض لضربة أكبر وقت ممكن, وبعد ذلك يتم أخذهم إلى منطقة بها مياه مجارى ويجبرونهم على الزحف على بطونهم فيها والذى يتجرأ ويقف يقومون بضربه لدرجة أنهم أحسوا أن مياه المجارى داخل بطونهم – كما يقول سيد مختار – الذى يكمل قائلاً: عند الدخول للعنبر تم ضربنا بعنف شديد واحد واحد تم ضربه من الإخوة حيث كان يتجمع 40 مخبرًا على 3أو 4 من الإخوة وبعد أن يفقد الوعى يحملونه ويقذفونه داخل الزنزانة وهكذا. وقد شاهد المتهمون فى هذه القضية بالذات أسواء أنواع التعذيب الذى لا يعقل وسبحان الله أنهم إلى الآن أحياء, لأنهم فى كل سجن يذهبون إليه يقال: "لهم أنتم يا أولاد "كذا" إللى بتقولوا لا لمبارك", ويتم التنكيل بهم تنكيلاً شديدًا وعلى رأسهم أحمد عبد القاد, حيث كان يتم التوصية عليه فى السجن لتعذيبه. صلاح الدين بدور يكمل فصول المأساة وقد اكتملت فصول المأساة عندما تم تحويل القضية إلى دائرة أمن دولة عليا "طوارئ" برئاسة محمد صلاح بدور وهو من أقسى القضاة فى تاريخ مصر كلها والذى سمى ب"السفاح" حيث حكم على أفراد التنظيم بالأشغال الشقة المؤبدة وثلاثة بالإعدام حيث لم يعطى لأحد منهم برائة أو حتى 10 سنوات, وتقول أم أحمد: ابنى عندما سمع الحكم قال لى "فرقى شربات لأننا مظلومون وسنقابل الله عز وجل ولم نفعل شيئًا ", وفرح بقدر الله لأنه حكم عليه ظلمًا, وتتذكر بعين باكية فصول المأساة قائلة: عندما كنت أذهب لزيارته فى السجن وأحضر له الطعام, كان نبيل عرفه مأمورسجن العقرب وقتها يمنعنى من الدخول إليه وعندما كنت أساله لماذا؟ كان يقول لى "لما يجينى مزاجى" ويأخذ الأكل ويقلبة ويرميه أمامى فكنت أقول له "حسبى الله ونعم الوكيل" حيث اشتهر نبيل عرفة بجرمه الشديد مع المساجين وذويهم، وكان ينكل بهم, حيث كانوا يقومون فى نهار رمضان فى الزيارة بجعلى أتذوق الأكل ويملأ فمى بالطعام ويقوم بشوط الأكل بقدمه فكنت أقول له "أنا ابنى سيباه بين يدى الله يطعمه ربه ويسقيه" . والدته تطلب من المجلس العسكرى الإفراج عنه وناشدت الأم المكلومة المجلس العسكرى أن يتقى الله فى أولاد الناس الذين تعبوا فى تربيتهم وعانوا الكثير من أجلهم ويفرج عنهم, حيث تقول إنهم ليسوا حرمية ولا تجار مخدرات ولا سرقوا البلد مثل ما فعل حسنى وأولاده, وتؤكد أنها على يقين تام بخروج ابنها سالم غانم من السجن، وأن قلبها وربها راضيان عنه، وإن شاء الله ربنا سوف ينجيه ثم أجهشت بالبكاء. تعميم العقاب بدون ذنب وتختتم أم أحمد شهادتها بقصة حزينة حيث أشارت إلى أنه عقب مذبحة الأقصر الشهيرة تم التضيق عليهم رغم أنهم لاذنب لهم فيها ومنعوا عنهم الزيارة, خاصةً أن سجن العقرب بطبيعته مغلق عليهم ما عدا الإعدام هو المسموح لهم بالزيارة قانونًا كل شهر أو شهر ونصف، وهذا منذ عام 93 , ولم يكن باب الزنزانة يفتح إلا عند الخروج لعيادة السجن, وبعد حادث الأقصر كان هناك ضابط يدعى أشرف إسماعيل- رئيس مباحث السجن والذى تسبب فى قتل العديد من المعتقلين فى سجن أبو زعبل- يقوم بالهجوم على الزنازين عقب صلاة الفجر بمعاونة قوات السجن وقاموا بفتح الحجرات واحدة تلو الأخرى وإخراج المعتقلين من الزنازين وضربهم والتنكيل بهم دون ذنب أو جريمة. قصة السيد صابر ترويها أمه وأخته وتقول والدة السيد صابر، المسئول عن منطقة كفر كامل بالسويس وكان ناشطًا معروفًا بالجماعة اللإسلامية وصنفته أمن الدولة ضمن العناصر الخطرة, وأثناء القضية هرب سيد خوفًا من تلفيق التهم من أمن الدولة, حيث حكم علية غيابيًا ب 10 سنوات وتم القبض عليه فى أواخر 1997 وتم إعادة محاكمته وقام صلاح بدور بالحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ب15 سنة أخرى وإلى الآن مازال فى السجن وبعد الثورة نشر اسمه فى وسائل الإعلام على اعتبار أنه من المساجين المفرج عنهم، ولكن فوجئنا بعدم خروجه، وتم حجزه مرة أخرى فى سجن العقرب، وذلك لأن المدة لم تكتمل وناقصة 7 أشهر, وكل هذا بسبب مؤتمر"لا لمبارك". وأضافت أمه أن والده مات بحسرته على سيد وكان نفسه يراه قبل ما يتوفاه الله, حيث انضمَّ إلى الجماعة فى سنة 1988 وكان معه دبلوم صنائع وحصل فى السجن على ليسانس حقوق ويتميز بين زملائه فى السجن بالسلوك الحميد. وتزوج وهو فى السجن عام 2007 من إحدى أخوات زملائة فى السجن وأنجب منى ومحمود, وتروى لنا أخته منال, أن أخيها سيد صابر كان موقفه واضحًا جدًا من المبادرة حيث كان يقول لها إن هناك بعض الأفكار الخاطئة التى قمنا بإصلاحها والعدول عنها, ولكن الأساس أننا لم نفعل شيئًا خاطئًا لهذا العقاب القاسى علينا جميعًا, والدليل أن مبارك والعدلى ورموز النظام كلها فى السجن, والعدل أن نخرج جميعًا من السجن بعد ثورة 25 يناير، وأضافت أخته أنه أثناء الثورة وعندما دخل الجيش السجن قالوا الإخوة للقائد العسكرى أنه لا يوجد نيه لأفراد الجماعة الإسلامية للهروب من السجن أثناء الانفلات الأمنى الذى حدث فى مصر أثناء الثورة واحترم الجيش موقف الجماعة، خاصةً أن قيادات الجماعة طالبت الأفراد بالتعامل مع الجيش باحترام, وأشارت إلى أن وجود بعض الأخوة فى السجن حتى اليوم ليكونوا ورقة ضغط على قيادات الجماعة الإسلامية، وهذا كان ملاحظ فى قيام المبادرة فلم يقوموا بإخراج الأخوة كلهم بل كانوا يقومون بإخراج الأفراد بدفعات بطيئة لكى يتم استخدام باقى المتواجدين فى السجن كورقة ضغط على الجماعة لعدم اتخاذها أى قرارات ضد الدولة, لاسيما وأن الأمن الوطنى مازال يمارس نفس الضغط على الجماعة الإسلامية لعدم أخذ موقف تصادمى مع الفئة الحاكمة وهى حكومة الجنزورى والمجلس العسكرى, وأشارت إلى أنهم نظموا حوالى 20 واقفةً احتجاجيةً ما بين وزارة الدفاع والنائب العام أمام دار القضاء وأكثر من وقفة أمام السفارة الأمريكية خلال السنة الماضية وتوجيه نداءات للمجلس العسكرى ووزارة الداخلية وقام قادة الجماعة الإسلامية بالتفاوض مع وزراء الداخلية السابقين سواء محمود وجدى أو منصور العيسوى دون جدوى حتى الآن, وتتساءل بحسرة: لماذا يتم الإبقاء على أول من قال "لا لمبارك" بهذا الشكل والذى تعامل معها النظام البائد على أنها قضية ثأرٍ شخصى لمبارك نفسه وتعامل معها بشىء من الانتقام, فلماذا تصر حكومات ما بعد الثورة على التعامل بذات العقلية؟ واختتمت أمه الحديث مؤكدة أن الدولة بعد الثورة لم نبالِ بأى نداء وجهناه إليها من أجل الإفراج عن معارضى مبارك، وحتى الآن لم يخرج قانون العفو الشامل إلى النور ولم يتم تفعيله، رغم أن مجلس الشعب أغلبيته من الإسلاميين الذى تعرضوا لظلم كبير فى عهد المخلوع، وعليهم أن يتحركوا – كما تقول الأم المصدومة – لرفع الظلم عن إخوانهم القابعين فى السجون حتى الآن. شاهد العيان الشيخ حافظ سلامة على قضية نور الإيمان"لا لمبارك" ذهبنا إلى شيخ المقاومة والمجاهدين الشيخ حافظ سلامة فأكد ل"المصريون" أن هذه القضية تفجرت عندما كان أبناء الجماعة الإسلامية يؤدون واجبهم فى الدعوة إلى الله فى مسجد نور الإيمان بحى المستقبل، وكان هذا على غير رضا من نظام مبارك الذى كان يستعد للتجديد لفترة رئاسية جديدة، وحدث ما حدث من حصار للمسجد وإطلاق للرصاص ومقتل أحد الضباط وأنا وقتها قلت إن تقرير الطبيب الشرعى يجب أن يعاد النظر فيه والذى أثبت أن الطلقة التى أطلقت على الضابط من الرصاص الذى تستعمله السلطة وليس من شباب الجماعة لأنهم كانوا بدون أى سلاحٍ يستعملونه ضد أى إنسان, حيث إن الطلقة جاءت من الخلف عن طريق الخطأ من الشرطة وظنت أن هذا الضابط من ضمن الجماعة الإسلامية وتبين لهم فى النهاية أنه من الشرطة حيث خشيت الشرطة أن تلام على ما فعلته فقالت إن الإخوة هم الذين قاموا بضربه, وأطالب بإعادة التحقيق فى القضية كلها بعد انتهاء أمن الدولة حتى يتبين الحق من الباطل ولا زلنا متمسكين بتقرير الطبيب الشرعى وما أسفر عنه وما قاله من أن هذه الرصاصات التى انطلقت فى الضابط هى رصاصة خرطوش من الشرطة, وأنه فى ذلك الوقت لم يكن للجماعة الإسلامية اتجاه لحمل السلاح ولكنها أجبرت على حمله مع كثرة الاضطهادات التى مورست ضد أفراد الجماعة الإسلامية، خاصةً أن الشرطة هى التى بدأت العدوان عليهم فى كل مكان حتى فى الصعيد, حيث كنت أزور الصعيد كل أسبوع مرة وأتنقل بين المحافظات وأتابع الحصار الذى كانت الدولة تفرضه على مدن الصعيد والعنف الممارس منهم ضد أهل الصعيد البسطاء الطيبين.