واصلت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم الاثنين التعليق على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، محذرة من أنها تنذر هذه المرة بتحولات ومخاطر جديدة تحاك ضد المنطقة. وذكرت صحيفة "المدينة" أن ما يحدث في أجواء غزة ومياهها، وما قد يحدث خلال ساعات أو أيام على أرضها قد يكون جزءا من سؤال إجباري في امتحان مادة الشرق الأوسط الجديد، تتطلع قوى دولية وإقليمية من خلاله إلى سبر أغوار المنطقة، التي تزحزحت منظومة السلطة فيها بعيدا عن حسابات نظام إقليمي تأسس بعد الحرب العالمية الأولى. وأوضحت أن التعامل العربي الإقليمي مع الحرب الإسرائيلية على غزة جاء مختلفا، وإن كان مقدار الاختلاف ووجهته لم يتضح بعد بوضوح كاف، ومع ذلك فثمة وعي بأن قواعد جديدة للعبة قيد الصياغة، وبأن حسابات جديدة للمصالح قيد المراجعة. وأشارت إلى أن ما يحدث في غزة قد يشتمل على تهيئة المسرح الإقليمي، لضربة إسرائيلية محتملة لإيران، لكنه أيضا ومن حيث لا تحتسب إسرائيل قد يتيح لحركة حماس في غزة فرصة امتلاك أوراق جديدة في الصراع، بعدما تهيأت لها فرصة بناء تحالف إقليمي محدود، والحصول على اعتراف إسرائيلي بأمر واقع جديد، لا يمكن تجاهل أطرافه عند إعادة رسم الخارطة بالدم والرصاص، أو بالتطويع قسرا بأدوات السياسة. ورأت صحيفة "الوطن" أن واشنطن كانت منحازة بشكل كبير إلى جانب إسرائيل، فشجعتها على مواصلة العدوان بحجة الدفاع عن النفس وهي كذبة لم تعد تنطلي على أحد، فيما العالم يرى الطيران بأشكاله (القاذف والاستطلاعي) والدبابات المحيطة بحدود القطاع والبوارج الحربية، كلها مهيأة لدك 5ر1 مليون إنسان بشتى أنواع وسائل الموت والتدمير. وقالت الصحيفة "فتحت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الاحتمالات على مصراعيها، فيما يتعلق بمسار التسوية برمتها وما يحاك وما يدبر ضد المنطقة بأسرها، بعد أن جوبهت إسرائيل بالكثير من المواقف، حركها الصمود الفلسطيني الذي تجلى برد الصاع صاعين، إلى أن وصلت الصواريخ الفلسطينية تل أبيب والقدس المحتلة. ولفتت إلى أن الموقف العربي الذي أكد مجددا على أن فلسطين لاتزال القضية المركزية في العالم العربي، وأنه لا بد من وضع حد لممارسات الاحتلال العدوانية وأن كل الخيارات متاحة لفرض السلام في المنطقة. وأشارت صحيفة "البلاد" إلى التخاذل الدولي الذي يتيح لكيان الاحتلال التمادي في تحقيق أهدافه ضد الشعب الفلسطيني، بدلا من اتخاذ موقف قوي وتدابير واجبة لردع العدوان وتطبيق القوانين الدولية لحماية المدنيين في غزة وكل فلسطين. وأوضحت أن إسرائيل تمارس ومنذ أكثر من ستة عقود جرائم حرب بقتل المدنيين والاعتقالات والتصفيات الجسدية والاستيطان والتشريد. وشددت على أن جامعة الدول العربية وهي تواصل اجتماعاتها، مدعوة إلى تحمل مسئوليتها إزاء الشعب الفلسطيني، ودفع المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تبني خطاب ينتصر للقانون الدولي، ولضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، وتطبيق مانصت عليه اتفاقية جنيف.