أبرزت الصحف اللبنانية اليوم "السبت" العدوان الاسرائيلي على غزة بتفاصيله الميدانية وبمحاولة تحليل أهدافه. واعتبرت صحيفة "الشرق" أن ما يتعرض له قطاع غزة مرفق بالحديث عن اقتحام متوقع بقوات المشاة على منطقة صغيرة شبه معزولة لا حول لها ولا طول فانه ليس أمامها سوى الدفاع عن النفس ولو بالوسائل المحدودة على الرغم من تذرع إسرائيل بإطلاق حماس للصواريخ. وقالت ان غزة تدفع اليوم ثمن الصراع الانتخابي في إسرائيل ذلك ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي درس أوضاعه جيدا تبين له أن عملية ضخمة مثل العدوان الحالي على غزة من شأنها أن تعزز حظوظه في كسب المعركة الانتخابية وتشكيل تحالف يبقيه في الحكم. من جهتها ..ذكرت صحيفة "اللواء" ان تفسيرات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة كثرت وتعددت المواقف وردات الفعل وتبقى الحقيقة الثابتة ممثلة بنزعة اسرائيل الهادفة الى طمأنتها وهي تحتل ارض الغير بالقوة وتخشى باستمرار المقاومة المصممة على انتزاع الحقوق المغتصبة دون التوقف عند كثرة الشهداء على طريق التحرير. وأضافت ان توقيت العدوان الجديد يتمحور عند الاختبار العملي لموقف دول الربيع العربي وما اذا كان نهجها قد تبدل بعد التخلص من ديكتاتورية الحكم الذي هادن المعتدي وتمسك بعضه بعلاقات يرفضها الشعب ويصر على استعادة ما اغتصب من حقوق. بدورها ..قالت "النهار" ليست اسرائيل وحدها التي تركب الآن "عمود السماء" فحماس والفصائل الفلسطينية تركب هي الاخرى هذا العمود الذي ترسم صواريخه اعمدة دخانية ترتفع فوق اسرائيل ولا تلبث ان تختلط بدخان الغارات الاسرائيلية. ورأت ان الطرفين باتا في مصعد كهربائي يصعب النزول منه الى ارض الواقع رغم ان الجولة الجديدة بدأت بعد اطلاق الجبهة الشعبية القيادة العامة عدة صواريخ على اسرائيل إعتبرها البعض نوعا من استمطار تصعيد اقليمي قد يساعد النظام السوري على التنفس لكن حكومة القتلة في تل ابيب اخطأت التقدير عندما رأى بنيامين نتنياهو ان إسقاط القنابل على رؤوس الغزاويين يساعده في إسقاط اكثرية الاوراق المؤيدة له في صناديق الانتخابات التي ستجري قريبا. وحذرت الصحيفة من انه بعدما سقط صاروخ " فجر 5 " الإيراني على تخوم تل ابيب وتوقف الطيران في مطار بن جوريون وشاهد العالم نتنياهو على شاشات التلفزة وهو يغادر مكتبه مسرعا الى الملجأ بدا واضحا ان اسم "عمود السحاب" الذي اطلقته اسرائيل على العملية مستجلبة اياه من قصة خروج موسى باليهود من مصر لن يكون عنوانا لعملية ردعية عابرة بل لحرب جديدة مدمرة. ومن جانبها أكدت صحيفة "المستقبل" ان هذه الحرب الصغيرة في غزة لن تحل شيئا لان الإسرائيليين والفلسطينيين يعرفون مسبقا وجيدا أن هذه المعركة لن تؤدي إلى الانتصار في الحرب ولا إلى حل المشكلة الفلسطينية. وأشارت الى انه رغم معرفة الطرفين بهذه النتيجة مسبقا فإن المعركة كانت شبه مبرمجة لانها تبدو ضرورية لهما بعيدا عن حساباتهما المتعارضة وأهدافهما المتناقضة وكل طرف من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لديه جملة رسائل يريد توجيهها إلى عناوين مختلفة سواء كانت داخلية او خارجية وهي تصل وتتفاعل وترسل ردودها بسرعة القذائف المتساقطة. وقالت صحيفة "السفير" انه لم يكن أحد يتخيل قبل أن يقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شن حرب "عمود السحاب" على غزة أن هذه البقعة الصغيرة والنائية من أرض فلسطين يمكن أن تشكل محورا لتغيير الوضع الإقليمي في المنطقة. وأوضحت ان الحرب التي أرادها نتنياهو سريعة يحقق من ورائها الردع وتحسين الظروف الأمنية سرعان ما تبدت وهما ذلك انه للمرة الأولى في العقود الأخيرة نقلت الحرب ليس فقط إلى تل أبيب وإنما إلى القدس أيضا. وأضافت انه رغم التقديرات بتوافر قدرة إسرائيلية على سحق غزة إلا أن الخوف من تبعات وتطورات الموقف فلسطينيا وإقليميا قاد إلى الإعلان عن بدء تجنيد 75 ألف جندي كما أن الحرب التي استدعت في البداية أصوات تأييد أميركية سرعان ما حثت إدارة أوباما على بذل جهد مكثف ليس فقط مع مصر وإنما مع تركيا ودول عربية وأوروبية أخرى لمنع تدهور الموقف. من جانبها ..اعتبرت صحيفة "الأنوار" ان الاعتداء الاسرائيلي على غزة ليس سوى فصل دموي مكرر في سيناريو محكوم بثلاث لاءات للعدو: لا تسوية شاملة، لا حرب كاملة، ولا هدنة مستدامة. وأكدت انه ليس صمود غزة تحت القصف وردها بصواريخ وصلت الى تل أبيب والقدس سوى خيار وقدر في صراع مصيري غاب طابعه القومي بالتخلي العربي وأصيب طابعه الفلسطيني بالانقسام بين فتح وحماس وصار طابعه الدولي مجرد مواقف باردة على الورق. وخلصت الصحيفة الى القول اذا كان اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام أحمد الجعبري هو الشرارة فإن اسرائيل تكمل الجريمة التي تحمل كل معايير ارهاب الدولة بجريمة أكبر ضد غزة محمية بجريمة سياسية هي الموقف الأميركي ومعه مواقف أوروبية تضع العدوان في خانة الدفاع عن النفس.