اسمه يعبر عن ثلاثين عاما من تاريخ الموسيقى المصرية والعربية، فهو محطة مهمة من محطات التجديد التى جاءت على الموسيقى المصرية. وليس من المبالغة أن نعتبره نقلة كبيرة مكملة لما بدأه رواد التجديد الموسيقى من سيد درويش إلى محمد الموجى وبليغ حمدى، فى تحديد هوية الموسيقى المصرية، ذلك عندما أسس قواعد الموسيقى الإيقاعية التى سار عليها جيل كامل من الموسيقيين على مدار ال 30 عاما الماضية حتى الآن. حميد الشاعرى يعتبره نقاد الموسيقى موسيقار الجيل الذى خرج من عباءته معظم نجوم الصف الأول من جيل مصطفى قمر وهشام عباس، وصولا إلى جيل هيثم شاكر، بل إنه أيضا كان نقطة تحول للعديد من نجوم جيل الوسط مثل سميرة سعيد ومحمد الحلو والهضبة عمرو دياب.
موسيقار الجيل حميد الشاعرى مشواره ملىء بالتجارب القاسية التى بدأت بهروبه من وطنه بسبب تعقب الرئيس السابق معمر القذافى له، وكان آخرها تجربة مرضه الذى يحكى الشاعرى عنها وعن العديد من مراحل حياته فى هذا الحوار. • ما سر غيابك طوال السنوات الماضية عن الساحة الغنائية؟ لماذا أقوم دومًابالسيطرةعلى سوق الكاسيت؟ فهناك شباب ممتازون وموهوبون يجب أن يحصلوا على فرصتهم كاملة، فلهذا السبب امتنعت عن الألبومات الفترة السابقة. • محنتك المرضية الأخيرة.. بماذا خرجت منها؟ - الحمد لله لقد شفيت وتعافيت بشكل كامل وكانت محنة كبيرة جدًا وسلّمت أمرى وقتها لله، وكنت على قناعة تامة بأن قضاء الله كله خير، ولم أكن خائفًا أبًدا من هذه العملية الجراحية الحساسة التى أجريت لى فى القلب وتعلمت منها أن كل شىء فى الدنيا متروك، ودعاء الناس والأصدقاء لى كان يهوّن علىّ كثيرًا.
• من كان بجوارك فى مرضك من أصدقائك الفنانين؟ - بصراحة كلهم، وكل شخص سأل عنى حسب درجة علاقتى به فكان هشام عباس يتصل بى بشكل يومى وهو فى أمريكا وعمرو دياب كان دائما يطمئن علىّ، وعلى حميدة. • هل شعرت بحب الناس لك تزايد عقب هذه الأزمة؟ - هذا صحيح، وأشكر الله على هذه النعمة المهمة وهى محبة الناس و كنت أبكى من فيض هذا الحب وهذه المشاعر الرائعة. • ما رأيك فى ثورات الربيع العربى خاصة مصر وليبيا؟ - هى ثورة الشباب النقى المخلص الثائر، فكانت فع ا الثورات العربية تستحق كل تقدير وإشادة، وأظهرت صورتنا الجميلة وحبنا للحرية أمام العالم كله وكل ظالم له نهاية، والله لا يرد دعوة المظلوم، وما حدث للجبابرة من حكام العرب يوضح أن الله لا ينسى المظلومين أبدا، فقد استعبد هؤلاء الحكام المستبدون شعوبهم حتى فاض الكيل.. فكيف كانت نهايتهم؟ منهم من فر من البلاد طريدًا ومنهم من سحل حتى قتل ومنهم من هو فى السجن الآن فكلهم ذاقوا الذل والعار.
• وما رأيك فى فوضى ما بعد الثورة والطريقة التى قُتل بها القذافى؟ - إن الفوضى وغياب الأمن فى مصر وليبيا كانت بشكل مؤقت، ومتفائل جدا بالمستقبل، لكن ما حدث من فوضى كان نتيجة طبيعية والحال الآن أفضل، وعن مقتل القذافى فهو يستحق أكثر من هذا، لكن كنا نريد أن نعلم أين ضاعت أموالنا المنهوبة، وكنت أريد محاكمته بشكل أكثر حضارة؛ خشية من صورتنا أمام العالم واتهامنا بالهمجية والتخلف.
• كيف تؤثر الثورة فى الفن عموما؟ - إذا كانت الأوضاع السياسية مستقرة يؤدى ذلك إلى استقرار الفنون والإبداع والثورة هى بداية الاستقرار، وأرى أن الفن فى المرحلة القادمة سيشهد ازدهارا واسعا نظرا للمرحلة الجديدة التى سيشهدها الفن من حرية الفن والإبداع والفكر.
• وهل وصول التيارات الإسلامية للحكم فى الوطن العربى يدعو للقلق على الفن؟ - بالتأكيد لا يدعو للقلق أبدًا، مادام أنه جاء عن طريق الانتخابات والديمقراطية، فأنا مع الإرادة الشعبية ولا أخشى شيئًا رغم أننى ليبرالى حتى النخاع، فلا داعى للقلق على الفن.
• الأغانى الدينية فى حياتك.. أين هى؟ موجودة، لكن بطريقتى الخاصة فقد قمت بعمل أغنية وهى أغنية تدعو للزهد فى الدنيا ،» روح السمارة « فى ألبوم » صاحبى وحب الخير واستعنت فيها بكورال من الأطفال ليضفى لمسة البراءة على الأغنية. • ما رأيك فى زملائك وتلاميذك من الملحنين والموزعين الموسيقيين؟ -أعرفهم جميعا وتربطنى بهم علاقات مميزة وأستمتع بسماع فنهم الجميل، منهم الملحن العبقرى محمد رحيم، فهو رجل التلحين المصرى، وأيضا وأعتبره رقم » ا« والعربى الذى لا ينتهى فى عطائه، الملحن عمرو مصطفى الذى أعتبره مجنون موسيقى وله بصمة واضحة فى الأغنية المصرية، والموزع الموسيقى عادل حقى هو فنان عالمى، وطارق مدكور أستاذ التوزيع الموسيقى وملك البيانو وطبعاً أخ وصديق غالى.
• هل تسعى لتصدير موسيقاك إلى خارج نطاق العالم العربى؟ سنة » ميال « - بالتأكيد، وقد وصلنا للعالمية عدة مرات، منها ألبوم1998 وقبلهما فى مطلع التسعينيات كنت أقدم » نور العين « 1988 و ألوانا جديدة على الموسيقى العربية، وكانت تحقق نجاحا خارجيا، ، عام 1991 » رحيل « فقدمت موسيقى الجاز مع يحيى خليل فى ألبوم وقدمت موسيقى الروك أيضا ممزوجه بالموسيقى الشرقيه وكان عام 2006 يحمل فى طياته الكثير » روح السمارة « أخر إلبوماتى من تقديم جديد لموسيقى الهاوس ممزوجة بالعود والقانون، وقمنا بالاستعانة بمقدمة الجيتار فى أغنية يا صاحبى للأسطوره لينيل ريتشى، وقدمنا موسيقى النوبة والجنوب بشكل جديد فى رائعة بعد أن قمنا بتقديمها » يا وعدى على الأيام « الراحل أحمد منيب بشكل جديد تمامًا.
• تقوم بالإشراف على إذاعة رحاب إف إم، ما فكرتها وما هدفها؟ -إن فكرة الإذاعة تعود لشقيقى وليست لى لأنه درس الإع ام، وأهدافها التواصل مع الشباب العربى فى كل أنحاء العالم بشكل تقنى يساير العصر عبر الإنترنت ودورى فيها الإشراف بشكل غير مباشر والحمد لله حققت النجاح الكبير ووصل عدد المستمعين فى وقت من الأوقات ل 3 ملايين مستمع.
• ما أهم المحطات الفنية طوال تاريخك؟ - نعم إنها رحلة طويلة، تعاملت مع فنانين من كبار الأساتذة فى الغناء والموسيقى واكتشفت وصنعت العديد من المواهب الشابة التى أصبحت فيما بعد نجوما ومشهورين، لا تخفى أسماؤهم على أحد، ومن أهم النجوم الذين تشرفت بالتعامل معهم المطرب عمرو دياب الذى كنت أعتبر عملى معه عبارة عن متعة، استفدت منه ومن رؤيته الكثير، وهو أيضا، وأعتبره رفيق حياة ونجاح لعدة سنين. تعاونت أيضا مع الفنان الكبير محمد منير وقمنا بعمل دويتو عام 1986 فى من كلمات الشاعر عبدالرحمن أبوسنة وألحانى وتوزيعى، » أكيد « أغنية وكذلك فأنا أعتبر المطرب محمد فؤاد أخ لى ورفيق درب رغم عدم عملى معه إلا مرة واحدة قمت فيها بتوزيع ألبوم واحد فقط له، لكن تربطنى به علاقة إخوة مميزة.
• ما أشهر المواهب التى اكتشفتها على مدار تاريخك الفنى الحافل؟ - نحو 90 ٪ من نجوم الصف الأول من الثمانينات إلى الأن، منهم على حميدة وهشام عباس وإيهاب توفيق وحكيم ومصطفى قمر وحمادة هلال وع اء عبدالخالق وفارس ومنى عبدالغنى، وكان آخرهم هيثم شاكر، إضافة إلى بعض الأصوات التى نعمل على إظهارها قريبًا جدًا.
• نجحت جدا مع عمرو دياب طوال التسعينيات، لماذا انقطع التعاون بينكما وهل تتواصل معه؟ - عمرو دياب اسم كبير جدا فى عالم الغناء وقمنا بأعمال مهمه العالمية وكانت أول قدم » الميوزيك أوورد « جدا توجت عام 1998 بجائزة مصرية وعربية توضع فى مونت كارلو فى فرنسا لتسلم الجائزة، وهو أخ لى على المستوى الشخصى لكن كى نعود فنيا فى عمل واحد لابد من وجود عمل فنى )قنبلة( يعوض هذه السنين الطويله من الغياب الفنى لكننى دائماً أتصل به وأسال عنه وهو أيضاً ونتواصل بشكل دائم. أقوم حالًيا بالتحضير لألبومى الجديد بعنوان )ودادى( وهو يتضمن ألوانًا موسيقية جديدة تجمع بين الفلكلور الليبى والمصرى ممزوجًا بموسيقى المغرب العربى وموسيقى الريجى العالمية وأقدم فيه دويتو مع ابنى نديم واكتشف فيه العديد من المواهب من الشعراء والملحنين.