تبنى تنظيم القاعدة في العراق الهجمات الدامية التي وقعت خلال أيام عيد الاضحى في بغداد ومدن أخرى وأسفرت عن مقتل نحو 44 شخصا واصابة نحو 150، بحسب ما افاد بيان نشرته مواقع جهادية. وذكر البيان أن العملية جاءت ردا على "استهداف نساء أهل السنة واعتقالهن للضغط على أقربائهن من المطلوبين لتسليم أنفسهم، أو ابتزاز ذويهن بتلفيق التهم لهن في محاكم الرافضة وتعريضهن للضغط والتعذيب في سجون الحكومة". وأضاف البيان أن "هذه الظاهرة قد تزايدت في الفترة الأخيرة بعد أن أفلست خططهم الأمنية في ترويض أهل السنة ... ومن ذلك ما حدث في جنوب بغداد وغيرها من اعتقال نساء عشائر معينة". وتابع "فاستنفرت الدولة الإسلامية جانبا من الجهد الأمني في بغداد وغيرها لتوصل رسالة" إلى الحكومة مفادها أنهم "سيدفعون ثمنا غاليا جزاء وفاقا لما تقترفه أيديهم، وإنهم لن يحلموا بالأمن في ليلهم ونهارهم في عيد أو غيره". وقتل خلال اليومين الماضيين 44 شخصا على الاقل واصيب اكثر من مئة اخرين بجروح في موجة هجمات اغلبها بسيارات مفخخة كان اكثرها دموية في مدينتي الصدر "شرق" والكاظمية "شمال"، وأعرب ممثل بعثة الأممالمتحدة في العراق، مارتن كوبلر عن إدانته الشديدة للاعتداءات. وقال كوبلر في بيان إن أعمال العنف هذه "فظيعة" كما أن "استهداف المصلين جريمة مروعة". ووقعت الهجمات الأكثر دموية في بغداد حيث قتل 15 شخصاً. ففي مدينة الصدر شمال شرق العاصمة أدى انفجار قنبلتين إلى تسعة قتلى و32 جريحاً وفق مسئولين. وكان مصدر في وزارة الداخلية أفاد أن "ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب حوالى 13 آخرين بجروح في انفجار وقع داخل ساحة للعب الأطفال في منطقة المعامل" الواقعة في أطراف مدينة الصدر، في شرق بغداد. وأدى انفجار مزدوج إلى مقتل عنصر في الشرطة وإصابة خمسة أشخاص في حي ذي غالبية سنية في غرب بغداد. كذلك، قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب نحو 12 آخرين بجروح جراء انفجار عبوة لاصقة على حافلة تقل زواراً شيعة في منطقة التاجي . وفي شمال شرق بغداد، أسفر هجومان عن قتيلين وخمسة جرحى في مدينة المقدادية ذات الغالبية الشيعية. وفي قضاء الطوز "شمال بغداد" قال النقيب أحمد البياتي من الشرطة إن "ثمانية أشخاص أصيبوا بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند مبنى قيد الإنشاء تابع للوقف الشيعي وسط الطوز". أما في الموصل "شمال بغداد" قال الملازم أول محمد عطا من الشرطة :"قتل خمسة أشخاص وجرح عشرة آخرون جميعهم من طائفة الشبك في هجمات متفرقة استهدفت صباح "السبت" مناطق متفرقة في الموصل". وأوضح أن "مسلحين مجهولين دهموا منزل عائلة من طائفة الشبك في حي الكفاءات "شمال" وقتلوا رب العائلة وزوجته وابنه". ومع ضحايا هجمات ثاني أيام العيد ترتفع إلى أكثر من مئة قتيل حصيلة الهجمات التي شهدها العراق منذ بداية شهر أكتوبر، وفقاً للمصادر الأمنية والطبية. ورغم انخفاض معدلات العنف مقارنة بالموجة التي اجتاحت العراق بين 2006 و2008، فإن الانفجارات والهجمات ما زالت يومية في عموم البلاد. وقد قتل نحو 365 شخصاً في هجمات متفرقة خلال الشهر الماضي.