ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية ،أن زيارة أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني إلى قطاع غزة ، أعطت دفعة قوية لحركة حماس المنبوذة من قبل إسرائيل والمدرجة ضمن قائمة المنظمات الارهابية للولايات المتحدة والقوي الغربية. وقالت الصحيفة - في عددها الصادر اليوم الأربعاء - إن هذة الزيارة التى قام بها أمير دولة قطر لقطاع غزة أمس تعد الأولي لزعيم عربي إلى القطاع من ستة أعوام منذ فرض الحصار على القطاع .
واستدلت الصحيفة - على موقعها الإلكتروني - طرحها هذا بالإشارة إلى ما جاء على لسان مخيمر أبو سعدة - محلل مستقل بجامعة الأزهر في قطاع غزة - :" أن تلك الزيارة تعطي حركة حماس شرعية على الصعيدين العالم العربي والدولي " .
وقرأت الصحيفة ، من جانبها، في هذه الزيارة دليلا قويا على أن قطر، والتي يعد دخل الفرد فيها هو الاعلى في العالم تستخدم وتطوع ثرواتها من الغاز والنفط الضخم وتتقرب إلى المنظمات الإسلامية بهدف توسيع نطاق نفوذها الإقليمي بعد تدخلها في ثورتي ليبيا وسوريا للإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد.
كما يري المراقبون في منطقة الشرق الأوسط - حسبما أبرزت الصحيفة - في تلك الزيارة "مكافأة" من قبل القيادة القطرية لحركة حماس لإنهاء دعهما للرئيس الأسد ... مشيرة إلى أنه قبل بضع شهور قليلة فقط كان المكتب السياسي للحركة يتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا له ويساهم في تقديم أوراق اعتماد سوريا كعضو أساسي في "محور المقاومة" في مجابهة إسرائيل إلى جانب إيران وجماعة حزب الله في لبنان ، إلا أنه وبعد تفاقم أحداث الثورة السورية ، عمد رئيس مكتب الحركة خالد مشعل إلى نقل مقر المكتب إلى العاصمة القطرية الدوحة ، فيما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال وزعيم حركة حماس في قطاع غزة - دعمه الصريح لحق الشعب السوري في معارضة نظام الاسد حسبما لفتت الصحيفة .
ورصدت الصحيفة ، أصداء تلك الزيارة في الضفة الغربية وإسرائيل، حيث نقلت عن مصدر فلسطيني قوله :" لقد أطلع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وزعيم حركة فتح الفلسطينية ، الجميع من مقره في مدينة رام الله بالضفة الغربية عن غضبه حيال تلك الزيارة التي " تصب في صالح ألد منافسيه".
وعلى الصعيد الإسرائيلي ، أدانت إسرائيل زيارة الأمير القطري بشدة قائلة :" نجد أنه من الغريب ألا يدعم أمير قطر جميع الفلسطينيين بل ويصطف مع حماس ضد السلطة الفلسطينية الذي لم يزرها قط " ، كما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيجال بالمور.
وفي خلفية المشهد - حسبما قالت صحيفة الجارديان البريطانية - من الممكن أن نستشعر شكلا جديدا من العلاقات الإقليمية قيد التطور في مشهد سياسي متغير بفعل أحداث الربيع العربي ويلعب فيه الرئيس محمد مرسي دورا رئيسيا.