كان غريبا أن تسمع هذه العبارة بلغة عربية ركيكة من هذه الصينية المسنة، التى تفرش بعض الملابس الحريمى داخل إحدى الأسواق الصغيرة بحى حلوان.. يلتف حولها عشرات الزبائن من الفتيات والسيدات لشراء بضائعها، التى تعرضها دون أى إشكال أو صعوبة فى لغة التعامل بين البيع والشراء، رغم شدة الزحام والاختناق فى تلك الأسواق، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك وانتشار الباعة الجائلين من الرجال فى الأسواق الشعبية انتشرت وبكثرة ظاهرة وجود الصينيين فى الأسواق الكبيرة، كسوق دار السلام ووكالة البلح وسوق التلات وسوق الملابس بحلوان. سألناها عن الدافع الذى من أجله تركت بلدها وقطعت آلاف الكيلو مترات لتصل لسوق صغير كهذا، بالضبط كما سيكون شيئا مدهشا أن نرى بياعة من طنطا تفترش الأرض فى سوق شنغهاى، فكان ردها بالعربى المكسر: «أسعى وراء أكل العيش أيا كان مكانه، ولا يهم بُعد المسافة عن بلدى مادمت سأحقق هدفى من المكسب». سألناها لماذا فضلت بيع الملابس الحريمى وقمصان النوم، فقالت إنها وجدت فى بيع الملابس الحريمى فى الأسواق الشعبية مكسبا، وزبائن لم تجدها فى بيع الهواتف المحمولة، الذى كانت تمارسه فى السابق، حيث إن النساء المصريات يقبلن على شراء الملابس الحريمى بشراهة». وجودها وسط مئات الباعة من الرجال لا يردعها حتى مع اختلاف جنسيتها عنهم، لكنها تعترف بأنها تعرضت لبعض المضايقات فى بداية التجربة، حتى تمكنت من الحصول على موقع ثابت وسط السوق لتفرش بضاعتها فيه، لكن مع مرور الوقت تقل تلك المضايقات، بل تتحول إلى صداقة حميمية لا يمنعها حاجز اللغة.