فتاة تعثر على صورتها فى المقابر...وبعد إبطال السحر تتزوج من شاب يعمل الخليج «حكاية فتاة بأسيوط مع الجن العاشق وشيوخ تمكنوا من فك السحر» لاقت حملات نظمها مجموعة من الباحثين فى علم النفس منذ شهور رواجًا شديدًا، بجانب عدد من الشباب فى محافظات الصعيد بدعوى تنظيف المقابر من الأسحار، والتى يتم دفن السحر والأعمال داخلها، باعتبار أن السحر السفلى ودفنه فى المقابر، يكون أقوى وأكثر تأثيرًا من غيره، حيث عثرت الحملة على مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية وملابس النساء الداخلية، وأيضا خصلات الشعر المعقدة بالأبر ملقاة داخل الجبانات، وعليهم كتابات وطلاسم غريبة مرسومة بالحبر الأحمر، فى محاولة منهم للوصول لأصحاب الصور، من أجل مساعدتهم فى فك العمل أو محاولة التخلص منه، ولكن سريعًا ما اصطدمت الحملة وبخاصة فى محافظة أسيوط بمعارضة من قبل الشباب الذين رأوا أن نبش القبور هو هتك لحرمة الموتى، وأيضًا هى تخاريف تسىء إلى أهل الصعيد، بينما ظل لأهالى الفتيات التى وجدت صورهن «التمسك بأى أمل لتخليص فتياتهن من النزيف ووقف الحال.
«الصباح» تواصلت مع أحد مؤسسى الحملة بالصعيد حيث وجد أن معظم شباب الحملة متخصصون فى العلاج النفسى، حيث يقول «محمد جبر» أحد مؤسسى الحملة: قمنا بالتطهير منذ فترة فى عدد من الجبانات بمحافظة الأقصر وأيضا جبانات أسيوط، بمساعدة عدد من الشباب المتطوعين. وأضاف: نقوم بزيارة الجبانات عن طرق علمية قائمة على دراسة علم النفس، ويستكمل: عند الشعور بوجود أجسام غريبة شريرة فى هذه الجبانات التى نقوم بزيارتها يستوجب الحصول على موافقة من أصحابها حيث يصطحبهم أصحاب الجبانات للتفتيش دون المساس بحرمة الموتى، واضح أن معظم الأعمال وبخاصة المتصلة بالأمراض لا تحتاج إلى دفنها مع الموتى ومعظمها تكون مدفونة فى الساحة الخارجية، وهى عبارة عن صور فتيات وأطفال وأخرى لزفاف، وقطع من الملابس النسائية الداخلية ودماء الحيض وأوراق مدون عليها رموز وطلاسم غريبة جميعها مدفونة داخل الجبانات.
وتابع: لا أحد يعلم ما تعنيه تلك الطلاسم سوى الله عز وجل، لكن البعض يزعم أنها «أسحار وأعمال سفلية وينتهى دورنا بمجرد استخراج هذه الأشياء ولا نصطحب معنا دجالين أو شيوخ، موضحًا أن هناك جروبًا يقوم بنشر ما عثر عليه والصور ويقوم بترويجها عبر الصفحات حتى تصل إلى أصحابها ثم نقوم بكتابة رقم هاتف محمول للتواصل، مؤكدًا أن الصعيد يسجل أكبر نسبة فى استخدام الأعمال وبخاصة وقف الحال وهى ألاعيب نسائية يستخدمهن للحروب الباردة.
وعارض شباب من محافظتى أسيوطوالأقصر ما يحدث من أعمال انتهاكات للقبور حيث يقول «عبدالباقى حسين» أحد شباب مركز البدارى أسيوط إن ظاهرة وجود عدد من الأسحار والصور وغيرها داخل المقابر يعد انتهاكًا لحرمات الموتى وإيذاء وفتنة كبيرة بين الأهالى»، مطالبًا بوجود حل لمنع ارتكاب مثل هذه الأفعال المشينة التى تتم فى الحنة وليلة الزفاف ومنع ذهاب العروسين للمقابر. أكد أنها تعد فجة، وطالب الدولة بالتدخل للحفاظ على الجبانات واستنكر أعمال هذه الحملات التى لا تستند إلى أى صفة قانونية.
فتاة عثرت على صورها بالمقبرة
قالت « سهام.س». 35 سنة مقيمة بقرية ميدوم شمال غرب محافظة بنى سويف، منذ 10 أعوام أعانى اكتئابًا بعد أن انتهيت من الشهادة الجامعية، فمن المعروف بالأرياف أن الفتاة يتهافت عليها العرسان منذ الثانوية العامة، لكن فى حالتى اختلف الأمر تماما، تزوجت أخواتى الصغيرات وأصبت بالملل ثم رويدًا رويدًا أصبحت لا أستطيع الإقبال على الصلاة فقمت بتركها تمامًا بعد أن تعرضت لإغماء أثناء الصلاة بدفعى من الخلف من قط أسود، وتستكمل ظلت أحلامك غريبة تراودنى خلال 10 سنوات دون أن ينظرنى الشباب الذين بعدوا تمامًا، فقدت الأمل فى الارتباط وأردت الانتحار، وقد أقررته داخل نفسى منذ أكثر من 5 شهور، ومنذ 3 شهور توفى أحد الجيران بالقرية فتوجهوا لدفنه فى إحدى جبانات الموتى التابعة للقرية،أثناء دفنه وجد صورة شخصية لى وأيضا بعض الأغراض الشخصية، وبها بعض الطلاسم وآيات عذاب للموت و«وقف الحال»، اصطحبها أحد شيوخ القرية، وهو رجل دين ثم أرسل إلى والدى دون إخبارى لاطلاعه على ما وجد، قام الشيخ بوضعها داخل ماء وملح وقام بقراءة بعض آيات إبطال السحر وظل لساعات، بعدها استراح نفسى التى عانيت لسنوات من ضيق بالتنفس وجاءت المفاجأة الربانية بشاب يصغرنى سنًا يعمل بإحدى دول الخليج كان فى إجازة عمل ليتقدم لخطبتى ولم يمر سوى 15 يومًا حتى تزوجنا.
وتضيف «أمانى سعيد» 17 سنة مقيمة مركز أبو تيج محافظة أسيوط، منذ عامين أعانى نزيف لا ينقطع وبالعرض على الطبيب لم يتوصل إلى سبب النزيف عضويًا، حتى تهالك جسمى تمامًا، وتستكمل كثيرًا ما كان يعتدى علىَّ فى المنام من قبل جسد غريب الملامح يقوم بسلب إرادتى ويغتصبنى يوميًا، كنت لا أستطيع أن أحكى ما يحدث لى بالمنام خجلاً، ومنذ 20 يومًا رأى أحد الجيران صورتى على الفيسبوك من خلال إحدى صفحات الأصدقاء كانت قد نشرها شباب حملة تعمل على تطهير القبور والجبانات الحديثة من الأعمال والأسحار، ونشروا هذه الصور التى وجدت بالجبانات للوصول إلى ذويهم للتمكن من فك الطلاسم، حاول أخى التواصل معهم، ووصلنا إلى أحد شباب الحملة الذى وجد بحوزته هذه الصور والطلاسم، تواصلنا مع أحد شيوخ الدين الذى توصل لفك الطلاسم وتوقف النزيف تمامًا.
الأزهر
بينما نفى الدكتور عادل المراغى، تدخل الأزهر أو الأزهريين فيما يسمى فك الأسحار قائلًا: إن السحر ليس موجودًا بصورته التى تصدر للمغيبين والضعفاء، فلا يوجد ساحر فى مصر، مضيفًا إن ما يوجد فى مصر هو شغل نصب «مرتزقة» تلعب بآمال وأحلام الضعفاء وأصحاب النفوس الضعيفة، وأغلبها «حريم» مستدلًا بالآية القرآنية «من شر النفاثات فى العقد»، وهم النساء الساحرات، واستكمل إن رجال الأزهر رجال دين وعلم مستنكرًا ما تدعيه الحملات التى تعمل على نبش القبور والتنقيب عن الأسحار مؤكدًا أن للميت حرمته التى لا تقل عن حرمة الحى.
وأضاف أن من بين كل 50 ألف دجال يوجد ساحر فقط مؤكدًا على ضرورة التوعية من خلال المنابر والمساجد حول هذه الأعمال التى تسىء إلى ثقافة الشعب المصرى. وشدد على ضرورة اتخاذ الحيطة حول الذين يتداعون أنهم رجال أزهر فى التدخل فى مثل هذه المهاترات التى تسىء إلى العلماء.
الآثار الإسلامية
وقال الدكتور مختار الكسبانى،أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة،إن ما يحدث فى محافظات الصعيد وبخاصة الأقصر من التنقيب عن الأسحار لا يتبع هيئة الآثار فى شىء، فهم ينقبون داخل الجبانات الحديثة التى لا تتبع المناطق الأثرية، مضيفًا أن أعمال السحر موجودة بكثرة داخل محافظات الصعيد وفق موروث موجود منذ القدم، وأن السحر واحدة من أدوات الحرب التى تستخدم بينهم، مضيفًا أن جبانات الموتى التى تبعد كيلوات عن المناطق الأثرية مثل جبانات قرية ميدوم بنى سويف، وأيضا عين الصيرة وأعمدة الأقصر ماهى إلا جبانات حديثة ولا تشرف على هذه المناطق هيئة الآثار ولكنها تتبع المحليات. واستنكر مايتردد حول وجود أسحار حديثة داخل الجبانات الأثرية أو المعابد لعدم قدرة الساحر فى إمكانية الوصول لهذه المناطق ودفن الأسحار.