في موكب جنائزى مهيب.. انطلق أهالي إحدى القرى التابعة لمركز الغنايم بمحافظة أسيوط، إلى المقابر حاملين جثة أحد المتوفين لمواراتها الثرى.. وعندما وصلوا فوجئوا بأحد القبور مفتوحا ويظهر بداخله كيس بلاستيك كبير، وبجواره كفن حديث.. انشغل بعضهم بدفن الجثة، فيما أخرج البعض الآخر "الكيس"، وعندما فتحوه اكتشفوا وجود كميات كبيرة من العظام الآدمية، مكتوبا عليها رموزا وأشكالا غير مفهومة بالحبر الأحمر والأسود.. عقدت الصدمة ألسنة الجميع، وراح بعضهم يتمتم ببعض آيات القرآن الكريم، خشية أن تكون هذه الكتابات "طلاسم" شيطانية أو تعويذة سحرية، لإلحاق الأذى بالآخرين.. هرول عدد من الشيوخ الذين شاركوا في دفن المتوفى، بقراءة القرآن الكريم بصوت مرتفع، في مواجهة العظام بغرض إبطال ما اسموه "السحر الأسود".. أبلغ الأهالي الأجهزة الأمنية بالحادث، وانتقل رجال المباحث وخبراء المعمل الجنائى إلى المقابر، وتم نقل العظام إلى المشرحة تحت تصرف الطب الشرعى، لفحصها ومحاولة تحديد هوية صاحبها غير أن النتائج لم تتوصل إلى شيء، فتم أخذ عينات منها وإعادة "تكفين" العظام ودفنها في مقبرة أخرى، وفى ذات الوقت تم تشديد الحراسة الأمنية على المقابر، واستدعاء الخفراء والحراس وأصحاب المقبرة، والاستماع لأقوالهم في الواقعة. على الجانب الآخر، استمع "المحقق" إلى تفاصيل أخرى غاية في الغرابة والإثارة رواها شهود عيان من أهالي القرية.. من بينها أن العظام التي تحمل الطلاسم السحرية، هي لرجل توفى منذ سنوات طويلة، وأن دجالا سفليا هو الذي نبش قبره بمساعدة آخرين، وأخرج العظام وكتب عليها تلك التعاويذ الشيطانية، بهدف إلحاق الأذى بآخرين، ويبدو أنه فشل في إعادة العظام إلى المقبرة الأصلية، فألقاها في مقبرة أخرى مفتوحة.. أحد الشهود قال بنبرة واثقة: "أحد المشايخ استطاع فك الطلاسم، وأكد أنها "أسحار" الغرض منها إلحاق الأذى بالآخرين، وحذرنا جميعا من الاقتراب من تلك العظام أو محاولة فك ما عليها من كتابات شيطانية، حتى لا تصيبنا اللعنة ويتحكم فينا الجن والعفاريت، ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش في حالة رعب شديد ونخشى الذهاب إلى المقابر".. التقط شاهد آخر طرف الحديث قائلا: "المقابر في الغنايم بصفة عامة لا تحظى بأى اهتمام، ولا توجد بها حراسات كافية، لذلك تكثر بها الجرائم المختلفة مثل نبش القبور وسرقة الجثث، واستخدام العظام في أعمال الدجل والشعوذة، وتجارة المخدرات، وارتكاب جرائم القتل.. قديما كنا لا نصدق ما يقال عن أعمال السحر الأسود واستخدام جثث الموتى فيها، ولكن بعد أن شاهدنا بأعيننا العظام وما عليها من كتابات شيطانية، أصبحنا نخشى أن تصيبنا اللعنة، كما حرص البعض على الذهاب إلى المقابر بالأسلحة للتأكد من عدم فتحها وسرقة الجثث منها وتفتيش المقابر المفتوحة والتأكد من خلوها تماما". قبل أن يترك المحقق القرية، استمع إلى حكايات أخرى خاصة بالدجل والشعوذة، واستخدام جثث الموتى فيها.. من بينها قصة غريبة روتها سيدة مسنة تدعى "أم الخير"، حيث قالت: "منذ فترة توفيت جارة لنا وتم تغسيلها وتكفينها كما هي العادة، وعندما وصل جثمانها إلى المقابر، فوجئ الجميع بأحد أبنائها يرفض "فك" الكفن عنها أو كشف وجهها داخل القبر.. استغرب الجميع طلبه هذا خصوصا وأنه مخالف للشرع.. ظن الناس أنه لا يعى ما يقوله من شدة حزنه على والدته، وعندما نزل التربى بالجثة إلى القبر، نزع عنها الكفن وكانت المفاجأة عندما عثر على ورق ملفوف بطريقة معينة، وموضوع في فم الجثة.. أخرجه التربى بصعوبة وعند فتحه تبين أنه يحوى طلاسم وكتابات سحرية وبداخله صورة صغيرة لفتاة.. وتبين أن عائلة المتوفاة أعدت هذا "العمل" كى لا تتزوج الفتاة صاحبة الصورة".. حكاية غريبة أخرى رواها "محروس طايع" وهو أحد الأهالي المقيمين بالقرب من المقابر قائلا: "ذات ليلة فوجئنا بصرخات وسط المقابر، فهرولنا إليها لنجد شابا عالقا داخل إحدى المقابر، وكأن شيئا يقبض على قدمه ولا يستطيع الحركة، وبعد أن أخرجناه تبين أنه طالب في كلية الطب، جاء مع شخص آخر ونبشا القبر لسرقة الجثة، غير أن شيئا غريبا أصاب الشاب بنوع من الشلل وجعله غير قادر على الحركة أو الخروج من القبر".