رحل عن عالمنا صباح الاثنين، الفنان المصري عزت أبو عوف عن عمر يناهز 71 عاماً، بعد صراع كبير مع المرض، جعلته يرقد لفترة كثيرة داخل المستشفيات، حيث توفي داخل أحد المستشفيات بالقاهرة التي مكث بها نحو شهر ونصف. عزت أحمد شفيق ابو عوف، هو فنان وممثل مصري ولد في القاهرة عام1948، دخل عالم الفان من خلال والدة الفنان والموسيقار الكبير احمد شفيق ابو عوف، واتعلم منه أصول الموسيقي وطرب الفن، فنشأ في بيت فني وتعلم الفن من الصغر وهو ما جعله يعشق الفن والتمثيل خصوصًا، حيث التحق بأشهر الفرق الموسيقية داخل وخارج مصر كعازف علي الاورج، وهي فرقة لي بوتي شاه مع الفنان عمر خورشيد والفنان عمر خيرت، ثم انضم لفرقة البلاك كوتس . وبعد توقف فرقة البلاك كوتس، قرر أن يُكونّ فرقة خاصة له، وتعاون فيها مع اخواته البنات "مها، منال ، ميرفت، مني"، وسماها فرقة فور إم عام 1997، ثم ووقفت بعد فترة من انطلاقها، ليتجه إلي عالم التمثيل في عام 1992، وكانت أولى أفلامه مع المطرب عمرو دياب وهو "ايس كريم في جليم". وعلي الرغم من أنه تخرج من كلية الطب ولكن حبه للفن والتمثيل مكنه من إثبات نفسه في عالم الفن، فكان رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، وكان له العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية، كان منها "بخيت وعديلة، وامرأة هزت عرش مصر، و بوبوس، وواحد من الناس"، وغيرها من الأدوار التي كانت تعطي لذة للفيلم وتأثير مهم في قلوب المشاهدين. واستطاع أبو عوف، أن يدخل البسمة على قلوب المشاهدين، كما أن يبكي الكثير منهم بسبب الأدوار الفعالة في السينما المصرية وايضا الدراما التليفزيونية، التي منها "كريمة كريمة"، "عباس الابيض"، "في اليوم الاسود"، "وامرأة من نار"، وغيرها من الأدوار الفنية. وكان الفنان عزة أبو عوف، صاحب بصمة مؤثرة في السينما المصرية والدراما التليفزيونية، كما كان متعدد المواهب وعبقري التمثيل الذي توفي، أيضًا له دور كبير في مساعدة الكثير من المطربين في بداية حياتهم، فساعد العديد في السينما وغيرها، ويعتبر أول من اكتشف المطرب محمد فؤاد وقدمه لفرقته الفور إم. وكان هناك علاقة قوية تجمعه مع المطرب عمرو دياب، وشاركه في العديد من الأعمال منها "أيس كريم في جليم"، وفيديو كليب "راجعين"، وصوته في برنامج الحلم، كما اتخذ تامر حسنى نفس النهج وشاركه أفلامه مثل عمر وسلمى الثلاثة اجزاء. وقبل سبع سنوات، انقلبت حياة الفنان المصري عزت أبو عوف رأسا على عقب، بعد أن عرف الحزن الطريق إلى قلبه، فباتت أخباره الصحية تطغى على أخباره الفنية. في ذلك التوقيت، توفيت زوجته فاطيما بعد زواج دام 36 عاماً، كانت فيها بمثابة "كل شيء" لزوجها، وحينما فقدها لم يجد شيئاً يبتهج من أجله. وقتها كان الفنان المصري منشغلاً بتصوير مسلسل "الصفعة" الذي عرض في رمضان 2012، لتقطع الصدمة حبل التصوير حينما أتاه خبر وفاة زوجته بعد صراع مع المرض. وظهر في عزائها فاقدا لكل قواه يبكي ويبحث عمن كانت شريكة حياته، لتستمر معه حالة الحزن والمرض طويلا، فذهب إلى أكثر من طبيب داخل مصر وخارجها لكن لم يجد هؤلاء أي قصور عضوي، مؤكدين أن الحالة النفسية كانت السبب في ما يعانيه من أمراض. و اعترف أبو عوف بخيانته في إحدى المرات لفاطيما، لكنه أكد أن هذا الأمر لم ينهِ علاقتهما الزوجية حيث قامت زوجته "باحتوائه". كما استطاعت فاطيما أن تخرج زوجها من حالة اكتئاب طويلة دخل فيها، وذلك بعد أن تم حل فريق "فور إم" الذي أسسه عزت أبو عوف بصحبة شقيقاته، وهو ما أصابه بالإحباط وازداد وزنه وطالت لحيته، إلا أن زوجته لم تجعله يستسلم لهذا الأمر وأخرجته منه. كما أنه تزوج عليها من سيدة أخرى، واستمرت الزيجة الثانية ثلاث سنوات، لكنه عاد في نهاية المطاف إلى التي تحملت ما لا يتحمله غيرها. وفي آخر دورة ترأسها أبو عوف لمهرجان القاهرة السينمائي، شاهده الجميع وهو يبكي على المسرح، حينما لاحظ الكرسي الذي اعتادت زوجته أن تجلس عليه، إلا أنه برحيلها وجد شخصاً آخر يجلس على كرسيها فبكى. وظل عزت أبو عوف محتفظا بخاتم زواجهما يضعه في رقبته أينما حل، كما حافظ على عادته اليومية بشراء وردة حمراء لها، حيث كان يفعل ذلك في حياتها، واستمر بعد وفاتها في وضع وردة حمراء على الوسادة أملا في أن تصل إلى روحها. أزمة صحية تلو الأخرى مر بها الفنان الذي تخرج في كلية الطب، بعد رحيل زوجته التي لم يفقد حبه لها رغم زواجه من أميرة مديرة أعماله في عام 2015. واعترف أبو عوف وقتها بكونه في حاجة إلى من يرعاه لذلك لم يجد حرجا في الزواج من مديرة أعماله التي لم تشعر بالغيرة من حبه لزوجته الراحلة التي ظل محتفظا بصورها وكل ذكرياتهما معا. جدير بالذكر أن الفنان عزت أبو عوف رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا في السينما والتليفزيون المصري، إلى جانب مشواره الطويل في عالم الموسيقى، من خلال الفرق التي عمل بها وشارك في تأسيسها منها فرقة "الفور إم" التي تراسها لفترة كبيرة.