تراجعت خطوتين للخلف فى الدراما.. وهناك تجارب أساءت للمهنة أفضل فصل عائلتى عن عملى… وأبنائى لهم ميول فنية فى موسم سينمائى شهد منافسة قوية بين عدد من الأفلام، استطاع فيلم «122» أولى بطولات طارق لطفى السينمائية، أن يثير الجدل ويحقق نجاحًا كبيرًا حيث حقق إيرادات أكثر من 26 مليون جنيه فى موسم يعد من المواسم الصعبة، ليصبح أحد الأعمال الهامة فى مسيرة طارق لطفى. «الصباح» حاورت النجم طارق لطفى، والذى يغيب عن الدراما بعد فيلمه الناجح، ليكشف أسباب غيابه، وسر نجاح الفيلم وقضيته المثيرة للجدل حول تجارة الأعضاء. * بداية.. لماذا قررت العودة للسينما من خلال فيلم 122... وما سبب الغياب؟ - أنا ممتن للمشاركة فى هذا العمل الذى اعتبره مثالًا لفكرة خارج الصندوق، بعد غياب فترة ليست بالقليلة عن شاشة السينما، والتى أرجع سببها إلى تشابه الأفلام وتواجدها بشكل يثير حالة من التشبع، كما أن الأدوار كانت متواضعة لا تصلح أن يعقبها عودة، وتواجد مثل هذه الأفلام لا يعنى بالضرورة كونها دون المستوى، ولكن 122 فكرة لم تُعالج فى السينما المصرية أو العربية، لذلك خضت التجربة وأنا مطمئن. * الفيلم يتحدث عن تجارة الأعضاء.. فكيف ترى هذه الظاهرة؟ - تجارة الأعضاء سوق كبير ليس له ملامح محددة، يديره سماسرة وله متبرعون تبيع وزبائن تشترى، مقابل مبالغ مالية طائلة قد تصل لملايين الجنيهات فى بعض الأحيان، وأما عن تجربتى الشخصية فقد خضت رحلة بحث طويلة مع صديقى المتوفى لحاجته إلى كبد، لينتابنى بعدها حالة من الذعر عن هذا العالم، وهى فى حد ذاتها علاج ضرورى لبعض الحالات كنقل كلية أو فص كبد، ولكن لابد من تنظيمه بشكل طبى بجانب الإشراف الحكومى. * مع قرب انتهاء الموسم.. كيف تقيم التجربة؟ - ردود الأفعال جاءت إيجابية ورائعة، والفيلم تخطى المستوى الجماهيرى وحقق نجاحًا قدره 26 مليون جنيه، وهذا يُبين حقيقة رأى الجمهور بجانب جمهور السينمائين الذين أشادوا باستطاعتنا لإنتاج فيلم مختلف وناجح، عوضًا عن الأكشن والكوميدى، بجانب أن الجمهور يتقبل هذه النوعية كما هو الحال بالسينما العالمية. * وماذا عن أدوار الشر.. فهل تحصر نفسك فيها؟ - لا أتوقف عند نوعية واحدة فقط من الأدوار، خاصة أن هذا يعتمد فقط على تقبلى لشخصية معينة وطريقة خوضى لها. * كيف ترى البطولة الجماعية.. وهل ستظهر منفردًا ببطولة بعد نجاح 122؟ - أرى أن البطولة الجماعية هى أساس العمل الفنى ولا يوجد ما يسمى بطولة مُطلقة، فهناك فيلم يٌسمى باسم صاحبه وهو المتصدر للأفيش، كما أن جميع الأفلام تحتوى على أبطال وأعطى مثال «بين عالمين» هو مسلسل بطولة جماعية، بمشاركتى مع لقاء الخميس وهشام سليم، ولا يجوز العمل من دون أحدهم، فالموسيقى بطل والسيناريو بطل، المخرج بطل حتى ضيوف الشرف هم أبطال ونجوم. * لماذا قرر كل بطل مشاهدة الفيلم بمفرده مع الجمهور.. وهل يعكس ذلك أى خلافات حدثت فى الكواليس؟ - أنا قمت بحضور العرض الخاص مع الجمهور فى صالات العرض المختلفة بالتجمع ومدينة نصر ومصر الجديدة و6 أكتوبر، وفريق عمل الفيلم اتفق على التواجد بجميع الأماكن، أما مسألة السفر للافتتاحات فقد توليتها، وتمنيت حضور باقى الطاقم مما ينفى حدوث أى خلافات بيننا. * وهل هناك مشروعات سينمائية متوقفة أو أفلام جديدة بصدد التعاقد عليها؟ - لا توجد أعمال متوقفة، وبالفعل هناك مشروعين أعمل عليهما، ولن أفصح عنهما حاليًا، لكن هما أفكار مختلفة تمامًا عما سبق. * ما مصير فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية 2؟ - «معرفش عنه حاجة ومحدش اتصل بيا»، وهى عبارة عن «تغريدة عملها هنيدى»، لكن إن كان الأمر حقيقيًا فأنا متحمس للفكرة، ولكن من الأفضل وجود اسكريبت يُقرأ ويُنفذ. * هل شاهدت مسرحية «3 أيام فى الساحل» ؟ - لم أشاهدها وأشعر بالتقصير فى حق محمد هنيدى، وهذا رغمًا عنى لانشغالى الفترة السابقة، ولكنى سمعت عنها كل جميل. * ما تفسيرك لما تعانيه الدراما الآن من تراجع الإنتاج؟ وهل هناك حل؟ - كلمة تراجع الدراما تحتها 100 خط، لأنه توجد بعض التجارب أساءت للدراما وللمهنة وللمجتمع لقصور بعض الفنانين عن دور الفن وما يقدمه، لذلك فضلت أن أتراجع خطوتين للخلف، والحل فيما تقدمه الدولة من شن حملات التقنين والسيطرة على المحتوى، فهذه الفترة الانتقالية جعلتنى غير قادر على العمل، وفى انتظار نجاح التجربة حيث سأخوض مراحل التصحيح بعد ظهور النتائج كاملة وتأكيد الصحيح وتصحيح الخاطئ، أما عن رأيى فلا شك من ضرورة وجود منافسة بين شركات الإنتاج وعدم اختزالها فى شركة أو شركتين فقط ولا أقصد بذلك قطاعًا خاصًا أو حكوميًا وأنما التعددية فحسب. * حدثنا عن بداية مشوارك فى الدراما.. كيف جاء سعيك من الهواية للاحتراف؟ - التحقت بالمعهد العالى للسينما، وقدمت وقت الدراسة أول أعمالى فى الدراما، من خلال 10 مشاهد فقط فى مسلسل «الوسية» مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ، الذى دعمنى كثيرًا فى بدايتى، وأثناء دراستى أيضًا عملت بالجزء الخامس من مسلسل «ليالى الحلمية»، ثم التقيت مع المخرج عاطف الطيب فى فيلم «دماء على الأسفلت»، ثم مسلسل «العائلة» مع الفنان الكبير الراحل محمود مرسى. * ومن الذى ساعدك فى مشوارك.. وهل لديك أب روحى؟ - اتخذت قرارًا أن أصبح ممثلًا، والذى ساعدنى فى ذلك هى تجاربى فى قصر ثقافة الريحانى، أما عن الأب الروحى لى فكان أكثر من شخص فى الوسط الفنى مثل عاطف الطيب الذى أثر فى شخصيتى وتكوينى، وإسماعيل عبدالحافظ، ووحيد حامد، ومحمود مرسى، وكثيرون ممن ساعدونى وشكلوا شخصيتى الفنية فى بدايتى، والفنان رشوان توفيق أيضًا، كان متحمسًا لى ويعتبرنى أكثر من ابن له، وكان يأخذنى إلى كل المخرجين ويعرفنى بهم، ويرشحنى لأى عمل يشارك فيه. * هل هناك صعوبات واجهتك فى حياتك الفنية؟ - طول الوقت تقابلنى صعوبات، لأننى لا أسعى للتواجد أو الشهرة فقط، أو حتى مجرد ممثل أو نجم، فأنا لا أحب أن أقيد طريقى بحدود، وهذا يخلق لى صعوبات طوال الوقت، لكن أكثر شىء ساعدنى فى مشوارى هو قدرتى على الرفض والصبر معًا. * هل هناك مواقف لا تنسى فى حياتك؟ - البدايات دائمًا هى التى لا تنسى.. فمثلًا أول مشهد لى فى مسلسل «العائلة» كان أمام محمود مرسى، وقبلها قمت بعمل المكياج، وارتديت ملابسى وحفظت المشهد جيدًا قبل الوقوف أمام الكاميرا، واتجهت للتصوير وتفاجئت بمحمود مرسى، وكنت فى موقف لا أحسد عليه فشعرت بالرهبة والرعب، وكانت تراودنى فكرة الهروب من الاستوديو وعدم العودة له، وما أنقذنى هو كلمة «أكشن» التى قالها المخرج إسماعيل عبد الحافظ، فجعلتنى أبدأ فى أداء الدور والتغلب على حالتى. * وكيف تعاملت مع الفنان محمود مرسى بعد ذلك الموقف؟ - بعد ذلك الموقف، أصبح الفنان محمود مرسى بمثابة صديق لى، وكنا نصور وقتها فى إحدى العمارات بمصر الجديدة، وكنت أحرص على الذهاب للتصوير مبكرًا للجلوس والتحدث معه، واستفدت كثيرًا من كلامه لى، وفى إحدى المرات قال للمخرج إسماعيل عبدالحافظ: «أنا شايف مستقبله»، فكانت هذه الجملة شهادة عظيمة لى. * ما الذى لاحظته فى شخصية محمود مرسى؟ - كان أطيب طفل ممكن أن تقابله فى حياتك، ولم يتخل عن طفولته، وعندما علم أننى أهتم بالقراءة قال لى: «أوعى ثقافتك تطغى على موهبتك.. تعامل بتلقائية الشخصية وخليك طفل يحب التمثيل». * وماذا عن ميول أبنائك الفنية؟ وهل تدعمهم للعمل بالمجال؟ - للأسف نعم، هناك ميول فنية لأبنائى، وأنا غير سعيد كونى لا أريدهم أن يحيوا فى بوتقة مليئة بالتوتر وتعرضهم للمشاع والانتقاد الدائم، والأفضل لهم أن يهنئوا بحياة من الاستقرار المادى والنفسى والمعنوى التى لا تتماشى فى نفس النهج مع الحياة الفنية حيث لا أحياها أنا، ولكنى فى النهاية لا أستطيع منعهم بل أوضح لهم الصورة مُفصلة، كى أجنبهم التعرض لنوع من الصدمة. * ما الذى يشغل بال طارق لطفى ويهدد دائمًا استقراره؟ - النجاح دائمًا هو ما يشغلنى، فبمجرد ما يتحقق أفكر لا شعوريًا فى القادم حتى أن زوجتى تقول لى دائمًا: «أرجوك افرح شوية بس حتى ولو لأسبوع واحد» وأرد دائمًا: «مش قادر أشاركم نجاحى». * ما سبب ندرة ظهور زوجتك؟ - تجنب زوجتى للأضواء جاء بناءً على اتفاق بيننا، وأنا أفضل فصل عائلتى عن عملى، كما أننى لا أمتلك إلا صورة واحدة مع الأسرة والتى لم تنجى أيضًا من السرقة حينما قامت ابنتى برفعها عبر حسابها الخاص على الإنستجرام.